الفصل العاشر

442 14 0
                                    

وبينما هما يثرثران رفعت لين رأسها وشاهدت في السماء طائرة الفارو الهليكوبتر تتجه نحو قاعدتها وادركت ان الفارو راها فاسرعت وركبت فرسها وارادت ان تتجنب غضبه لانها لم تطعه وعندما التفتت لتودع رامون صرخت صرخة خوف لقد رأت الثيران تركض وفتاة صغيرة تقف في طريقها وتتأمل الهليكوبتر التي تحاول الهبوط .
ودون ان تضيع وقتها بالتفكير اطلقت فرسها نحو الفتاة ولم تهتم بصراخ رامون وقفزت فوق السياج وهي تصلي لربها كي تتمكن من انقاذ الفتاة في الوقت المناسب بقي امامها عدة امتار قبل الوصول الى الفتاة عندما سمعت حوافر احد الثيران المتجه نحو الفتاة التي كانت تقف مرعوبة ولاتدري ماذا تفعل .
_( لاتتحركي ! لاتتحركي )
قالت لها لين بسرعة ثم نزلت عن الفرس وحملت الفتاة وقفزت بها على ظهر الفرس وهي تضمها بين ذراعيها وعادت بها بسرعة مع انها تعلم ان الفرس اصبح منهكأ واجتازت الحاجز والفتاة لاتزال بين ذراعيها ولم تستعد انفاسها الا عندما اقتربت من رامون فانزلت الفتاة وهي تلهث .
_( ياالهي ..........) قال رامون بدهشة ( لقد جعلتني اموت من
الخوف عليك ....) .
وفجأة وصل الفارو بسيارته الرانج روفر وقفز منها بسرعة واقترب منهم
_( الفارو اليست حقا رائعة؟ ) قال له رامون وهو يشير الى لين والفتاة
_( عد انت بالرانج روفر واعد الفتاة الى اهلها ) امره الفارو بحزم ( وانا سأعيد جوادك ) ولم يأبه الفارو ببدلته الانيقة وحمل الفتاة وطمأنها ووضعها في السيارة بينما جلس رامون خلف المقود ثم عاد والتفت نحو لين:
_( بأسم كل القديسين ، مالذي دفعك لهذا العمل ؟ كدت تقتلين نفسك الا تفهمين ايتها الغبية !) صرخ وهو يهز كتفيها بعنف واضاف غاضبا ( كيف تجرأت على مخالفة اوامري ؟ وكيف امتطيت احد جيادي بدون اذني )
_( هل كنت تفضل ان تموت هذه الطفلة ) اجابته هي ايضا بغضب ( ماذا كان علي ان افعل اتركها ليقتلها الثور )
_( انك لم تطيعي اوامري ولكن اين تعلمت ركوب الخيل بهذه الطريقة ؟ ياالهي)
_( لاتصرخ علي هكذا ايها ..... ال... )وكانت تتألم من قبضة يديه ( الا تفكر سوى بكبريائك ؟ حسنا في المرة القادمة سأترك الفتاة تموت بانتظار سماحك لي بأن اتدخل لانقاذها وعلى الاقل الثور لايطلب اذنك والان دعني )
وضربته على ذراعه فشتمها وتركها لانها المته .
_( واعلم انني اعرف ايضا لعب الكارتيه فاحذر مني والا كسرتك الى
قسمين !) قالت له وهي ترتجف من شدة غضبها
_( ياالهي ، لين ......)
_( انك تعتبرني حمقاء غبية الفارو انك قادر على لعب دور الديك ولكن هذا يعجب الارملة دولورس ولكنه لايعجبني انا ابدا )
_( كفى لين .... )
_( كفاك انت لن تتمكن من تهديدي اكثر من ذلك لأنني قادرة على الدفاع عن نفسي هيا اركب جوادك وعد الى امك )
لم تتمكن من اتمام كلامها لأن الفارو اسرع كالثور الهائج فخافت لين وركضت بسرعة نحو فرسها لكن الفارو لحقها
وضربها ضربة اوقعتها على الارض فانحنى الفارو فوقها
_( لقد سبق وحذرتك ان لاتتحديني واذا كنت تجيدين لعب الكاراتية فيجب ان اعطيك بعض الدروس في الجيدو وقبل ذلك سألقنك درسا من نوع اخر .....)
وادركت لين انها استفزته كثيرا وهي تعلم بردة فعله, واخذت ترتجف وهو يتأملها بعينيه السوداء ثم اطبق فمه على فمها وشعرت بدفء فمه فاحاطت عنقه بيديها ونسيت كل غضبها ولم تعد تفكر سوى بهذا الحب الكبير الذي تكنه لهذا الرجل وكان عقلها يقول لها بأن هذه العلاقة ليس لها اي مستقبل ولكن انفعالاتها القوية طغت على عقلها واخذت تتنهد وهو يداعب عنقها .. وتمنت لو تذوب بين ذراعيه
_( ياالهي, كم ارغب بك لين ....) همس بأذنها بصوت عذب مليء بالحنان ثم رفع رأسه واخذ يتأملها وهو يلهث.
_( حسنا ماذا يجب ان افعل بك ؟ اذا لم استطع حملك هذه الليلة الى فراشي فانني سأصبح مجنونا ..وانت على مااعتقد ) ابتسم لها فاحمر وجهها وتساءلت اذا كان يسخر منها
_( ولكن هذا غير معقول ... يالهي انني ارغب بخطيبة اخي ... هذا مشين
حقا )
_( لا ) صرخت لين
( انت لاتفهم ابدا ....... )
_( اوه بلى للأسف انا افهم هيا يجب ان نسيطر على انفسنا ... ياالهي يبدو انني نسيت واجباتي العائلية من اجل فتاة جميلة .....) ثم نهض
انهمرت دموع لين يجب ان تواجه الحقيقة فهو يرغب بجسدها فقط وشكرت ملاكها الحارس لانها لم تعترف له بحبها
لازمت لين فراشها يومين بسبب الام قدمها وصورة الفارو لاتفارق خيالها وفكرت بيأس بكل تصرفاته بمحبته لاخيه فيليب وخوفه وحنانه للصغير كارلوس ثم فكرت بلطفه مع الفتاة الصغيرة وهو يهدأ روعها هذا كله بالاضافة لهم العائلة المسؤول عنها انه يملك بعض المميزات ولكن من هو كامل من البشر ؟ وقبلت اخيرا بالحقيقة المرة انها تحبه بكل حسناته وسيئاته
وهي مضطرة لتحمل رؤيته دائما مع دولورس وعندما فكرت بدولورس انهمرت دموعها بغزارة .
وفي اليوم الثالث جمعت لين شجاعتها وغادرت غرفتها وعلمت من الخدم المنهمكين بأن العائلة ستنتقل الى منزل العائلة في مونتري
_( الفارو هنا الان ) قالت الوالدة ( انه قلق جدا ولايريد ان يخبر مارسيدس ان زوجها ريكاردو اختفى تماما )
_( اوه ,لا )
_( بلى لقد اتصل ريكاردو بمارسيدس واخبرها بانه مسافر وطلب منها لاتقلق عليه وقال لها بانه سيتصل دائما بالفارو )
_( انا اسفة حقا ايمكنني ان افيدك بشيء ؟)
_( لقد فقد رجال الفارو كل اثر له ولهذا قررت الانتقال الى مونتري وهناك يوجد اصدقاء مارسيدس فهذا مايرفه عنها قليلا وسيكون بامكانك انت الاهتمام بالصغير كارلوس خلال هذا الوقت )
_( نعم بكل سرور ).
_( انك فتاة لطيفة جدا لين ).
ولاحظت دونا نظرات الحزن في عيون لين وعلامات السهر عليها وارادت ان تضيف شيئا ولكنها غيرت رأيها بعد تردد قصير نهاية الفصل العاشر

حبك مجازفة كبرى.       رواية عبير.                                        حيث تعيش القصص. اكتشف الآن