|الجزء الثاني و العشرون|

84 10 1
                                    

أغلق هاري عليهن الباب بإحكام ... هو يسمع نداءهن ،
إن هن ينادين و يستغثن به ، و في قلب كل واحدة منهن يوجد ألف سؤال عما يحدث ، و بمرور دقائق معدودة
لقد فقدن الامل في أن يجيبهن أحد ، فابتعدن عن  الباب و ينتظرن أن يفهمن حكمة هاري من فعلته هذه او ان يحدث أمر بعد ذلك ، و بينما كل واحدة ملهية بخاطراتها التي لا يعلمها الا سواها ...أمتدت يد في الظلام و لثمت إحداهن و سحبتها بعيدا ...

نادت الفتاتان فلم يسمعا صوتهن الثالث !!
انهما الان يتساءلا أين هي الثلاثة ؟!

بدء الأمر يزداد رعبا بالنسبة لهما ، و اتخذت كل واحدة منهن زاوية في الصالة الكبري التي لا تعرف لا حدودا و لا نهاية ، في محاولة لحماية أنفسهن من شئ مجهول .
و بعد مرور تسع أو عشر دقائق   -كانت بالنسبة لهما كتسع سنوات أو أكثر -  تمتد اليد نفسها لتسحب واحدة أخري تاركة الأخيرة وحيدة في ذاك الظلام الدامس .

شعرت تلك الأخيرة بحركة حولها ، نادت فلم يجبها أحد ، عرفت ان ما حدث للأولي قد تكرر ثانية ، الآن الخوف تملك منها .

اقتربت تلك الأخيرة بخطوات متثاقلة للنافذه ، تستغيث بضوء القمر الخافت ..
فقد فت الرعب قواها ، و مزق الخوف صبرها !!
و أصبح الأمر حقا مرعبا حد الموت ....

حين أضاء هاري الأنوار فجأة .

أنهم جميعا هنا هاري و رجال الشرطة و الفتاتان الاخرتان ، لقد كان فخا !!!
الجميع اندهش مما رأوه ، إنها لافينيا .. و هي تقف علي قدميها بجوار النافذة و بدون مساعدة حتي !!!

شهق الجميع في آن واحدة عندما أضاء هاري الأنوار ، انعقد لسان لافينيا فلم تعد قادرة علي شرح الأمر و لا التفسير ، إما أن تعترف و إما ان تصمت
و في الحالتين عليها ان تستمع لقول هاري ، الذي بدأ يأخذ خطوات ثابتة نحوها ، أرادت لافينيا ان تمد يدها لتجلب الكرسي ذو العجلات المتنقل الخاص بها حين أبعده هاري عنها و نظراته اليها تتقلب  بين الشفقة عليها مما سيحل بها و بين الكره فهي كانت سببا في فقدانه لأعز أصدقائه ليام .

قال هاري بشئ من الحدة   "  هل حقا كنت تظنين أنك لن تنكشفي !! "
= "  ماذا تعني ب " تنكشفي " !! "

قال هاري انا سأقص لكم ما خططت له لافينيا من البداية .

إن والد لافينيا أنجبها في سن كبيرة فلم يعطيها حق الرعاية و مات و كانت لافينيا لاتزال صغيرة  ، و بين عائلة فيها أشخاص حقودين مثل سميث و ديفيد و جوين كان متوقع جدا منهم ان يستغلوا صغر سنها و ياخذوا أموالها و ذلك القصر الذي لطالما حلم به سميث ، علمت لافينيا بتلك الحقيقة من أماندا ، التي لطالما كانت تحميها قد استطاعتها وق...

قاطعت لافينيا هاري ، في صوت منخفض  "  لقد تعرضت لحادث مميت منذ سنوات عدة بسبب إهمالهم و زهدهم في رعايتي  ، جائتني حينها تلك الفكرة ...لماذا لا أنتقم منهم جميعا ، جهزت ذاك المستودع في خلال أربع سنوات من بعد الحادث ، و بينما كنت أعد خطتي المحكة لإبادتهم جميعا ، شعروا ببعض الرحمة و الشفقة علي ، لقد جاءوا لي بمساعدة تعينني في مختلف أموري بعد أن صرت عاجزة  - رفعت لافينيا رأسها و ابتسمت لزوي -  الا انني تعافيت بعدها بستة أشهر لكني لم أبدي ذلك لأحد ، و بعدما بدأت اغير رأي في الانتقام منهم اكتشفت تلك الحقيقة الصادمة إن هذه الخادمة التي يحتقرها كل من في المنزل ، و خاصة ديفيد الذي لم يكن يرحمها من خدمته نهارا و التحرش بها ليلا ... انها اختي .. كيف !؟  و اين كانت طوال تلك السنوات الماضية ؟! 
لماذا أخفوا عني اني لدي توأم و أين أخفوها في السنين الماضية !! ماذا لو لم اتعرض لحادث ماذا كان سيحدث لها ؟!
ذلك حفزني من جديد لقتلهم و أثار الضغينة في قلبي مجددا ، دموعها كانت تضحكهم و تبكيني  ، عزمت علي ألا أترك أحد منهم  علي قيد الحياة يتنفس و لن أخبرها بشئ عن هذه الحقيقة حتي يتم لي ما أريد .. "

قالت زوي - صوتها هادئ و عيناها تفيض من الدمع  "  لقد عرفت تلك الحقيقة مؤخرا ، وجدت في ال.... " 
قال هاري و هو يرفع المذكرات بيده " وجدتي هذه !! "

_ " أين أخفوكي يا وزي طوال هذه السنين ؟! " قالت لافينيا موجهة كلامها الي زوي و كلتاهما تبكي حتي صارت عيناهما ككأس من الدماء

= " هذه الامور العائلية يمكن حلها لاحقا ...أعترف أن تخطيطك كان حقا رائعا !!
فقد استمتعت كثير في هذه القضية ، مع الرغم ان الشبه بينكما واضحا جدا الا انه لم يكن سهلا استنتاج كونكما توأمتان ."  قال هاري في صوت ساخر

و أضاف هاري :
لكن ما علاقتكي بي أنا !!
قالت اماندا ان قدومي الي هذا القصر كان استدراجا ؟!
ماذا يعني هذا ؟
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
#OPTIMIST

المحقق | The Detective حيث تعيش القصص. اكتشف الآن