قالت لافينيا ردا علي كلام هاري " و هذا ايضا قصة طويلة ، عندما كنت في فرنسا طول فترة علاجي تعرفت علي رجل يكبرني بمثل عمري أي أنه ضعف عمري لكن كلينا شعر بالانسجام مع الأخر علي الرغم من أنه حاد الطباع الأ أنه كان يشبهني في كثير من صفاتي , و مع الوقت أفصحت له عما أضمره بداخلي من رغبة في الإنتقام من أهلي كنت أظنه سيهدأ من حدة غضبي و يرفض الفكرة إلا أنه قال لي هو أيضا يريد تأديب شخص ما .... في الحقيقة ادهشني هذا الكلام و بدأنا نفكر كيف سنفعل هذا ؟! خططنا لكل شئ بإحكام و كنت في قمة سعادتي و قررنا العودة سوياً الي البلاد و أتينا الي هذه المقاطعة نتفحصها جيدا و ندرس الطقس فيها ، أعني متي يكون ضباباً و متي تتراكم الثلوح حتي تغلق المداخل و المخارج ...
قال هاري صارخا فجأة : هل كان هذا هو ويليام !!!!!
أومأت لافينيا له مكملة حديثها : مشكلته بدأت معك منذ أن استلمت قضية و كشفت الفاعل فيها و عندما اخبرت قسم الشرطة بالفاعل أكتشفت انت ان لويليام علاقة بالامر و انه ليس الوحيد المتورط هناك حيث يوجد العديد من رؤساء الاقسام متورطين ايضا و تم عزل الباقين المتورطين و خاف ويليام علي منصبه فقام بتزوير بعض الاوراق و حمل الذنب ضابط مقامه صغير في القسم و نجا منها ويليام بأعجوبة ومنذ ذلك الحين أضمر لك ويليام ضغينة ... أنا اقول أنك ناجح يا هاري و الناجحين هم الاكثر بغضا بين الناس و خصوصا هؤلاء الذين يعملون في الخفاء ...
لم يعد هاري يدري ما يجب أن يفعله بعد ما سمع هذا الكلام فقد كان سيسلمها للعقيد بعد ما كشف أمر القضية
لكن الآن الأمور أكثر من معقدة فهو ليس فقط عليه أن يبتعد عن هذه القضية كيلا يؤذيه العقيد ويليام بل الأمر أكبر من مجرد وظيفة إنها الآن مسألة حياة او موت فلن يسمعه أحد هو بات متأكدا الآن أن العقيد قد رشيَ الكل بماله و جاهه و منصبه أخافهم ...
الآن شعر بأن الابواب مقفلة من كل جانب هو لن يترك دم هؤلاء الابرياء يضيع سدًا ، و لن يسمعه أحد إذا ذهب للقسم الآن و لكن ماذا عن الأقسام الأخري ، أعتقد أنه لا محالة .. الفساد قد عم في الجميع الآن ، لن يسمعه احد ، لن يقف معه أحد ، لن يوصل صوته إلي القضاء أحد ، لكن جريمة شنعاء كهذه عليها أن تجازي عليها عقابا يردع من بعدها من الناس فلا يكرروها ...
بينما هو ملهيا في خواطره و شاردا ، قالت ليندا أود أن أقول شئ ما يا هاري ... و لأول مرة يسمع هاري تلك النبرة الحادة بصوتها
قالت ليندا إن لافينيا ليست المجرمة الوحيدة و إن زوي كانت تعلم بكل شئ و كانت تشاركها خطوة بخطوة و بعدما انتهي الامر خططت لقد الكهرباء عن القصر و أن تهرب بعيدا ، إن من عاش حياة كحياة زوي لا يستطيع أن ينسي الحقد أبدا ... مهما طال الزمن .
نهض هاري و الأعباء متثاقلة علي كتفيه و يسير نحو النافذة ينظرر للقمر و لأول مرة تذرف عينيه دموعا هو بين نارين ، لا يدري ما يفعل ، حاله تماما كالمطعون في قلبه بسكين إن أبقاه أدماه .... و إن نزعه قتله ، فهو إن ترك القضية كما هي بعدما تبين له كل شئ فسيموت قهرا و إن ذهب لويليام برجليه سيلبسه أي قضية و يلقيه في الحبس حتي يموت فهو يعرف أن ويليام ليس لديه رحمة .
قالت له لافينيا " أنا مستعدة لأن أذهب معك إلي القسم لكني أقسم لك يا هاري أن ويليام ينتظرك بفارغ الصبر ليقتلك اسمعني يا هاري أنا ليس لي مصلحة في أن يتم أذيتك أبدا، أنا كنت مؤمنة بأنني سأكون خلف القضبان يومًا ما أنا بالنسبة لي الحياة انتهت يوم اتخذت قرار الإنتقام هذا ، لكن ماذا عنك أنت ؟! "
ماذا سيفعل هاري هل سيذهب لويليام أو إلي أي رئيس قسم آخر ليقتلوه بأيديهم و لن يدافع عنه أحد ، أم سيترك دم هؤلاء الأبرياء يضيع هباءًا و من دون أن يفعل أي شئ و يغادر إلي بلد آخري بعيدة ، أو قد يغير مهنته !!!!!!
هو حائر الآن ، لا يجد من ينتشله من صحراء التيه هذه و يوجهه الي الطريق المنير ...
-------------------------------------------------------------------------------------------
#OPTIMIST_XX
أنت تقرأ
المحقق | The Detective
Mystery / Thrillerحين تفقد الأرواح و تتساقط الضحايا و تصبح الدماء عشقا و إدماناً و مع كوني عاجز عن حل هذه القضية !! تتخذ الامور مسارا خاصا فقد اختار هذا القاتل مكان مناسب ، توقيت مناسب ، و كذلك أشخاص مناسبين ليدفن نفسه وسطهم .... أشهد له بالبراعة في ال...