لا زالَ يَنبِضُ بإسمكِ رُغمَ كُرهي

2K 214 53
                                    

-أنا لستُ سوا كائنً صَغيرً من صِنفِ البَشر
أنا لستُ سوا كُتلةَ لَحمٍ وعِظامٍ مَتلاصِقة
أنا خُلقتُ من طينٍ وماء
لم أُخلق من حديدٍ ولا من سِراميك
متُ أم حييت فلن أُئثر في توازنِ هَذا العالم
لن يَخلُقَ فنائي الزلازل
ولا الأعاصير
ولا الفيضانات
فبِربكَ لما قد تأثرتَ أنتَ من حياتي ?!-


عُدتُ للبيتِ مُتَرنِحاً ومازالَ فكري يَجولُ حَولَ ذاك العاهِر ومن قَبَلها، لا يُعقل بأنهُ يَعرِفُها ، أقصد مَاهذهِ الصُدفةُ الغَريبة، حَبيبُ زَوجَتي مع فتاةٍ غَيرِها، أليسَ هَذا غَريب?، لا ومع من? حقاً أشعُرُ بالصُداع من مُجَرد تَفكيري بما رأيتُه، أعني أنا لستُ حَزيناً لانني رأيتهُ يُقَبلها، لكِنني بإتُ لا أفهم، كيف يُحبُ سيلين و يخونَها، وكيفَ لِهَذهِ الصُدفة التي حَيَرتني لقد كانَ مُستَمتِعاً معها، يَلثَمُ شَفَتيها تَقبيلاً كالجَائِع، ألا يَخجل من خيانةِ حَبيبَتهِ سيلين?،ولما أهتَم? هوَ خائِنُن مِثلُها، لكِنني أُشفِقُ عليها كَونَها أحبت شَخصاً خائن? لكِنها تَستَحقُ هذا فما ذَنبي لِتَخونَني? وما ذَنبُ قَلبي لتَجرَحُه بِهذا العُمق? وما ذَنبُ أني أُعاقِبُ نَفسي بهَذه الطَريقةِ التي تَقتُلُني بالبَطيئ، دويهيةٌ هيَ دَخلت لحياتي، كالموتِ الذي لا يَرحَم، وكَعَقرَبٍ شائِلةٌ هيَ تَدعي الطِيبَةَ وهي مَستَعِدَةٌ لللدغ، أما أنا وحياتي التي تَسيرُ بِسَرعَتِ ذي عُذرٍ في سباقٍ مُميت، أُشَبِهُا بِهَذا فَقد مرت خَمسَةُ أيامٍ وكأنَ وجودنا معَ بَعضِنا كَعَدَمِة، تَحتَ سَقفٍ واحد وما نَحنُ بِمُتَزَوِجان، فقط أعيشُ لأُعَذِبها من دونِ سَبب وتَعيشُ هيَ لتَلقي عَذابي، تَرتَخي سدولُ عيناها لتُصبِحَ على جَحيمٍ لا يُحتَمل، تُردِفُ بعَجزٍ على حالِها وتَسبَقُ شَهقاتُها أفعالَ يدي-الضَرب-، سُرعاتُ ضَربِ يدي كَمِرقالةٍ تَروحُ وتَغتَدي، ولازالَ هذا القلبُ مُكَلَّمً، طوراً أُسابِقُ الحُزنَ المُميتَ وتارةً أبكي على حظي الكَئيبَ المُنهَكِ، و باقونَ على هَذا الحال لحينِ أظعَنُ أنا أو هيَ، كَحِجارةِ الأثافي!

.
.
.
.
.
.
.

وكَكُلِ صباح أستيقِظُ بلا ملامح وبوجهٍ بارد أفتَحُ عينايَ وأنا أتأملُ سَطحَ الغُرفَة، بِلا أفكار وبِلا حتى وجِهٍ لحُبِ الحياة، فقد أصبَحتُ كالجَسَدِ بلا روح وكالدَودلةِ بِلا شَعب، حقاً أستَغربُ من وُجودي على وَجهِ هذهِ الأرض، لما لم أولد في الفَضاء ولما لم أولد تحت الأرض لما لم أكُن شيطان لتَثبَُتَ هُويت، ولِما لم أمُت عِندَ وِلادَتي?

* تَوَجَهَ تاي إلى الحَمام إستَحمَ وخرجَ من الغُرفَةِ بعدَما إرتَدى ثيابَه، يَنزُلُ بِخُطً أشبَها بِثَقيلة لَكِنها كانت بِسَببِ ما كانَ يُفَكرُ به، أقصدُ عما رأهُ البارِحة، هوَ جَلسَ يُشاوِرُ عَقلَهُ عما رأه، فَبدأ عَقلهُ بالشكْ! نعم إن العَقلَ بدأ يشُك، ألم أُخبركم بأنَ وَضيفَتهُ هيَ المنْطق! وها قد أتيتُ لكَ بِموقِفٍ يَستَدعي إستِعمالَ عَقلِكَ يا تاي،فَبَرئةُ مما جَعلهُ في دائِرةِ الخطر، فَقد صِرتُ أمقَتُ هذا العَقلَ واللعنةُ على ما أوصَلَكَ إليه يا فتى!

عاشِقٌ مُتَيم √•√ [Lover&Lovesick √•√ [K.T.Hحيث تعيش القصص. اكتشف الآن