بينما كان ألكس و مارك يغادران جناحه بعد أن غير ثيابه من خاصة الأمراء الأنيقة و الفخمة إلى أخرى بسيطة تشابه قليلا خاصة عامة الشعب ، إلتقيا في طريقِهِما نحو البهو الكبير المؤدي لبوابة القصر بتلك الحسناء ذات العيون الفيروزية البراقة و الشعر الفاحم المصفف بطريقة أنيقة و كلاسيكية التي ما إن لمحت الأمير حتى اسرعت نحوه ، فانحنى مارك لها و تراجع للخلف قليلا حتى يتمكنا من الحديث بينما كارمن قد تجاهلت أمره تماما و انحنت قليلا للآخر و قالت و هي تناظره بإعجاب و تبتسم :
-"مرحبا ألكس كيف حالك ؟ هل ستحضر الحفل ؟ لقد إشتق..."قاطعها قائلا ببرود :
-"أيتها الأميرة لا أعتقد اننا مقربان بما يكفي لتتحدثي لي هكذا دون رسميات و أيضا لا تتدخلي بشؤوني فلست ولية أمري هنا "-"آمم... لكن نحن ..." نطقت كلماتها مطأطأة و قد تمكن منها الإرتباك بسبب. بروده معها
-"أعلم اننا قريبان لكن هذا لا يعني انه يسمح لك بذلك "
و غادر برفقة مارك تاركان إياها و اقفة وحدها بينما الخدم يتهامسون من حولها و يرددن بعض عبارات الشفقة أو الشماتة بحالها بين همساتهن تحت مسامع كارمن التي إستشاط غضبها و غادرت مسرعة نحو جناحها المؤقت في قصر الملك و ارتمت على سريرها و أخذت تبكي بحزن و هي تقول بصوت خافت:-"لماذا تفعل بي هذا ! ما هو ذنبي إن كنت قد أحببتك ؟!"
.
.
.
.
.غادرا أسوار القلعة و قد وجدا كلّ منهما حصانه بالإنتظار برفقة حارس الإسطبل فامتطياهما و انطلقا يسابقان النّسائم . و عندما أدركا أنهما قد إبتعدا خففا من السرعة و بقيا يسيران حتى إقتربا من أطراف المدينة ،فكسر مارك هذا الصمت قائلا :
-" هل ستأتي لمشاهدة المسابقة التي ستتم الأسبوع المقبل "-" أجل بالتاكيد فأنا متحمس لهذه المسابقة كما تعلم أنا أحب الفروسية و متشوق لرؤية أداء المشاركين ."
-"أجل أنا كذلك و قد سمعت أن معلمك الفارس إدوارد ستيورت سيكون موجود هناك أيضا "
-"هذا جيد فأنا لم أره منذ مدة " قال ولي العهد هذا ثمّ واصلا مسيرهما حتى وصلا لإحدى الغابات فقررا التجول بها قليلا ، فلا يوجد في هذا العالم شيء أكثر جمالا من رائحة الغابة صباحا ...
.
.
.
.
.كانت سكارليت تمتطي فرسها و تتجول بها في انحاء الغابة فمر على أسماعها صوت خرير مياه النهر العابر من منتصف الغابة فقررت الذهاب الى هناك لتأخذ قسطا من الراحة إثر تدريباتها المرهقة .
و عند وصولها أخذت تداعب سطح الماء بأناملها ثم إرتشفت منه بهدوء بعدها أخذت لونا تشرب الماء بسرعة و صاحبتها تربت على ظهرها ،و بينما هما كذلك حتى سمعو أصوات غريبة و صهيل أحصنة بالقرب منهم ثم ظهر العديد من الرجال كان عددهم يتجاوز العشرة رجال و أخذوا يحدقون بسكارليت بنظرات مخيفة ثم قال أحدهم وهو يقترب منها بنظرات خبيثة و هو يتفحصها من رأسها إلى اخمص قدميها :
-"اووو أنظروا من لدينا هنا يا شباب ، ماذا تفعل آنسة جميلة مثلك في هذا المكان ؟"
فأجابه سكارليت بسخرية بينما تمتطي فرسها :
-"لهذا لن أجيبك ... أيها الدميم ."
فبدأ رفاقه بالضحك بينما صرخ بهم بانزعاج ثم حول نظره إلى سكارليت يرمقها بنظرات مميتة ثم قال بغضب :
-"أيتها ال .... من تظنين نفسك سأجعلك تتمنين الموت و لن تجديه ، سأريكِي"
ثم وجه نظره لمن معه و قال :
-" أمسكوا بها !"
حينها أخذوا يحاصرونها مشكلين حلقة حولها لحصارها على متن أحصنتهم و قد إستلوا سيوفهم
فقالت سكارليت بينما أمسكت بقوسها و أخرجت سهما :
-"يا إلاهي أنا حقا خائفة لا تؤذوني رجائا "
و ما إن انهت كلامها حتى إستقر السهم الذي أطلقته في قلب زعيمهم الذي هوا أرضا بينما جفل حصانه ثم أخذ البقون يقتربون منها بنظرات يملؤها الحقد و الخوف و هم يكشرون عن أسنانهم بغضب حينها و بينما إستعدت هي لإطلاق سهامها باتجاههم تعرض هؤلاء الرجال لهجوم من شابين و وقعوا أرضا في أقل من دقيقتين .
حينها إقتربا منها و قال أحدهم لها :
-" يا آنسة هل أنتِ بخي..."
قاطعته سكارليت قائلة بصراخ :
-"أيها الغبي أنظر ماذا فعلت لقد... تبا أنت حقا أحمق "-"ماذا !!؟" أجابها بصدمة
ثم صرخ بها هو أيضا :
-" يا فتاة كان عليكِ شكري لأنني أنقذت حياتكِ من هؤلاء المجرمين هل تعلمين ماذا كان سيحدث لولا ظهوري في الوقت المناسب هاه ؟
فأجابته ببرود و هي تهم بالمغادرة :
-" كانوا سيصيرون أهدافي المتحركة لولا تدخلك "
ثم رحلت تاركةً ورائها ألكس و مارك خلفها و أفواههما تكاد تلامس الأرض .
-" هل هذه فتاة حقا !!؟" قال مارك بتفاجئ-" أنا متشوق لأرى ردة فعلها إن علمت من أكون ." أجابه ألكس بدون تعابير تذكر
-" أجل و أنا كذلك ، لكنها حقا جميلة لا استطيع إنكار ذل..." لم يكمل كلامه بسبب النظرة التي رمقه بها ألكس الذي نبس بتفكير
-" إنها مجرد فتاة متعجرفة و حسب ، لكن الأمر الذي حيرني هو كيف أنها تمكنت من إصابة ذلك الرجل و التصرف بتلك الشجاعة فلو كانت فتاة أخرى لكانت ترتجف خوفا ! "
"
لا شكّ أنها محظ صدفة ." أردف مارك و قد تموضعت عيناه على جثة الرجل الذي قتلته سكارليت
-" أعتقد هذا ، لنعد الآن للقصر إذا ." قال ألكس فور إمتطائه لحصانه أسود اللون فأومأ به رفيقه و عادا أدراجهما نحو القصر الملكي في العاصمة ....
.
.
أنت تقرأ
فارسة الليل || The knight of The night ﴿ مكتملة ﴾
Historical Fictionفـي زمـن الـمـمـالـك و الإمـبـراطـوريـات فـي زمـن الـحـرب و الـسـلام كـانت قـصـتـنـا .... #2 في ' تاريخية ' في 23 فبراير 2019