كانت هي على حالتها مصدومة بما تراه الان و اسئلة لا نهاية لها تجول في رأسها
خرج صوت عمها بتوتر: انتي ابتعدي من الطريق دعي ضيفنا يدخل البيت
وجهت نظراتها الحارقة و قد لاحظ هو ذلك التوهج و الاشتعال الذي ظهر بعيناها الرمادية الواسعة ليخرج صوتها و هي تضغط على كل حرف و هي تناظر عينان جبار بثقة زائفة ...و زائفة جدا: لن يدخل الغريب بيتنا
ابتلع عمها ريقه بخوف من هذه الغبية التي ستخرب الدنيا فوق رؤسهم و قبل ان يجيبها اتاهم صوت امها التي وقفت بجانب ابنتها تعدل حجابها و هي تناظر جبار بتسائل لتوجه سؤالها لابنتها بهمس: من هذا يا امل اتعرفيه.؟
لم تتزحزح نظراتها الموجه لعينيه و الذي ناظرها بعينان مضيقة بثقة حقيقية كانت كفيلة بتلف اعصابها و رمي بثقتها الزائفة عرض الحائط ليخرج صوتها و كانها توجه الكلام له: لا اعلم من يكون ربما يكون ... قد اضاع الطريق.!
ارتفعت جانب شفتاه بأبتسامة لا تعلم ما تكون او ماذا تتفسر..!!
خرج صوت عمها يستنجد بسمية: اهكذا يا زوجة اخي تستقبلون الضيوف و ابنتك هذه قلة ادبها مع ضيفنا ايضا
فتحت سمية عيناها بصدمة لتردف سريعا: اعوذ بالله تفضلو تفضلو
دفعت هي ابنتها من على الباب لتفتح لهم الطريق ليدخلو هم الى غرفة الضيوف تاركين امل تكاد تموت من القهر لتلحق بهم سريعا لتعلم ما ينون اليه...!
دخلت الى الغرفة لتجده يجلس على الاريكة بكل برود و يقف بجانبه عمها الذي لم يستجري ان يجلس و بجانب عمها كانت تقف ايضا امها و نظرات الاستفسار لم تختفي من عيناها ليخرج صوتها متسائلا بطريقة متملقة: نادر لم تعرفنا على هذا الضيف!؟
مسح نادر حبات العرق التي تكونت على جبينه ليبدأ بتأتأة بغباء.: ه..هذا..ه..هذ..
ليقطع ذلك الصوت الصوت الرجولي صوت نادر الضعيف: جبار...جبار الحاكم!
فتحت سمية عيناها بفزع و صدمة لتخرج من فمها تأتأة: ااا..اخ ا
جبار و هو يناظر عينان امل بقوة و تحدي: اخ احمد الحاكم الذي قتله ابنكم!
اغمضت امل عيناها بقلة حيلة فهذه هي الحقيقة الوحيدة التي لا تستطيع انكارها فهذا هو الكرت الرابح الذي يمتلكه هذا الجبار...
فاقت من شرودها على صوت امها الراجي : اسمع يا بني ارجوكم لا تتسرعو ربما لم يقتله و يكون ابني مظلوم من ثم..
امل بجمود و هي تناظر عينان جبار بتحدي: امي لو سمحتي اتركينا لوحدنا هناك موضوع مهم يجب ان يحل ما بيني و بين السيد جبار
نظرت سمية باستنكار و قبل ان تعارض قال جبار و هو يبادل امل تلك النظرات : هذا صحيح اتركونا قليلا سيد نادر خذ السيدة الى الخارج