*38*

58.3K 1.9K 437
                                    

لا اله الى انت سبحانك ربي اني كنت من الظالمين🌸







# العاشرة ليلا

كان الجميع في جناح جبار يجلسون حوله اما هو فكان متمدد على سريره و و يده اليمنى قد لفت بجبيرة و رأسه قد لف بشاش ابيض ظهر على جانبه الايمن بقعة دماء باهتة و تلك الرضوض التي ظهرت على وجهه الوسيم ...

كانت زهر تجلس بجانبه و هي تذرف الدموع و جبار يحاول ان يهدأها و يطمأنها و لكن يبقى قلب الام الرقيق و الخائف على فلذة اكبادها..!

لم تكن اصابته بهذا السوء و لكن الخبر كان صادم و خاصة لتلك التي تقف بعيدا عن الجالسين تراقبه ببهوت و عيون كالجمر و قد كان كل حين يناظرها لتقترب منه او تحدثه على الاقل و لكنها كانت تقف كالتماثيل صمٌ بكمّ عميٌ .....!!!

بعد وقت طويل و قد اطمأن الجميع على عبد الجبار توجه كل منهم لغرفته ليخلى الجناح للزوجين...لف رأسه لها يناظرها بعتب و ابتسامة حانية لينطق بهدوء: الن تقتربي ستبقي طيلة الليل تقفي هناك؟؟!

لم يصله جواب و لكن لاحظ هو اسنانها التي اطبقت على شفتها السفلى و تلك الدموع التي شكلت طبقة كرستالية على عيناها لينطق بحب و حنو و كأنه يخاطب طفلة : تعالي الي اقتربي مني يا عيوني انت

و عند هذه النقطة لم تستطع هي الصمود لتنفجر بالبكاء المرير و هي تقف بمكانها و هي تبكي و تشهق بصوت مرتفع و تمسح دموعها بقبضة يداها الصغيرة لتتسع ابتسامته و هو يراها طفلة لم تتجاوز الخامسة من العمر ...!

مع يده السليمة بحركة احتضان لتقترب منه مسرعة ترتمي باحضنه تدفن رأسها بعنقه و تشد بيداها حوله و قد ابتل عنقه بدموعها ليلف هو يده السليمة حول خصرها بقوة و هو يدفن رأسها بعنقها يقبلها بقوة على جيدها المرمري و هو يستنشق رائحتها كالمدمن ليهمس لها : اششش اهدأي انا بخير لم يحدث شئ يا روحي انت

و استمر هو بالقاء تعاويذه عليها حتى بدأت بالهدوء تدريجيا و مازالت على وضعها و هي تضع رأسها على كتفه تشهق كل حين و حين و هو رأسه ما زالت بعنقها يغمض عيناه براحة ..

ابتعدت عنه قليلا لتكور وجهه بين يداها الصغيرة لتلامس بلطف بعض الرضوض التي بوجهه و هس تناظرها بحزن لتنطق بصوت باكي: هل يؤلمك؟

لينطق بصوت اجش : قبليها و ستتوقف عن الالم

نطقها هو من باب المزاح دون ان يعلم ان هذه المجنونة التي بين يداه قد تنفذ طلبه ...!!

و بالفعل صدم و هو يراها تميل لتقبل كل جرح بوجهه بقبل رقيقة اهلكت قلبه فمالت لتقبل وجنته و فكه و صعدت لتقبل اسفل عينه جبينه و مالت بتقبل ما بين فكه و عنقه لتبتعد عنه مرة اخرى تسأله بطفولية ود هو اكلها: ها زال الالم؟؟

اومأ هو بعشق و قد لعن نفسه لطلبه فجسده قد اشتعل بسبب هذه الصغيرة و لن يستطيع احد اطفاءه غيرها ...!!

ثأر جبارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن