" قاتله! "

4.5K 95 0
                                    



سئمت البحث ، وأرهقني التفكير للحظه أغمضت عينيّ ، لأستيقظ علي سراب سرمدي لقاتله قلبي ؟
،،،،،،،،،
إنتفضت ياسمين في جلستها ،وهي تُحدج سيف بنظرات راجيه بينما هتف سيف بحُزن
- أنا عايزك تحكيلي كُل اللي حصل اخر يوم قابلتي فيه كاريمان
للحظه أظلمت عيناها ، وثبتت مُقلتيها تجاهه وأردفت بتوجس مُتمنيه أن تكون الإجابه بالنفي
- إنت بتشك فيا ياسيف؟؟!
أغمض سيف عينيه بألم ، وهربت الكلمات من شفتيه ، يريد إخبارها بشده أنه لن يقدر أن يشكَ بها ، فالتزم الصمت .. لتردد هي بدموع تنحدر من عينيها بصمت آلمه
-سييف !
هتف بقلبه ، وهو يفتح عينيه تدريجياً كأول مره ذاك الصباح
- ولا عمري هشك فيكي بالذات
إطمئنت لإجابته ، لكن لم إنقبض صدرها إثر القادم
قاطع تفكيرها الهاجس ، ونطق بدبلوماسيه ظابط ،،
- بس عايزه أعرف إيه اللي حصل اليوم ده وقالتلك إيه بالظبط!
تابع والشرار يتقد في عيناه ، وعروق يده الممسكه بالمقود بارزه
- مش ههدي إلا لما الزفت هشام ده ياخد إعدام
- سيف هسألك سؤال
أجاب بشرود
- إسألي
،،،،،،،،،،،،،،،،،،
- بابا أنا لقيت شُغل كويس في شركه أدويه
تحدثت أمينه هلي طاوله الطعام ، وهي تلوك قطعه من الخبز داخل فمها
لينتبهه إبراهيم ويجيبها بإهتمام بالغ
- بجد كويس جداً ، طبيعه الشغل دي إيه بقي ؟
أردفت بعدم إهتمام ، ووجهها الشاحب مُندس في طبقها التي كانت تقلبه بلا نفس
- الشركه بتستورد أدويه ، إحنا بنبقي فريق بنشوف الدوا ده صالح ولا لا ،وسعات بنطلع معامل تبع الشركه
آماء إبراهيم ، في حين هتفت سحر بسعاده
- مبروك يا قلب ماما ، ربنا يوفقك يا حبيبتي
مالت علي وجنه والدتها وقبلتها ، وبنبره حزينه هتفت
- ربنا ميحرمنيش منك يا ماما
ثم إستطرد بإبتسامه ، مُحَوله نظرها تجاه ط ولا منك يا بابا
أردفا الإثنان ، برضا
- ولا منك يا حبيبتي
بإبتسامه مُرهقه حملت طبقها -الذي لم يؤكل منه إلا بضع ملاعق صغيره - ودلفت للمطبخ بخطوات غير ثابته ، وأطلقت العنان لدموعها الحارقه لتستقر علي وجنتيها ،،
،،،،،،،،،،،،،،،،
أغمض عينيه بشجن وهو يتذكر أخر مره رأها ، كانت بفستانٍ من المخمل بنفسجي اللون ، يصل لما بعد الركبه وحزام باللون الأبيض تتراص عليه فصوص لامعه
flash back
كان يشق البحر باليخت الخاص به ، أدار التوربين ثم إنطلق في رحله بحريه رائعه
صرخت وهي تلوح في في الهواء بسعاده عارمه ، وخلجاتها تكاد تنطق بالفرح
- أنا فرحانه أوي بجد ،
ثم أكملت وهي تملأ صدرها بالهواء العليل المُحيط بهم
- الجو مش ممكن بجد ، روعه .. إحنا كُل كام شهر نعمل رحله في البحر زي كده
أدار رأسه ، وهتف بحُب يفيض علي قسمات وجهه
- عنيا ، مش كل كام شهر .. دي تبقي كل إسبوع لو تحبي
ضحكت بشده ، ثم تقدمت سريعاً نحوه ، وإحتضنته بشغف، وشددت عليه جيداً وتمتمت بعشق
- ربنا ميحرمنيش منك
back
إنسلّت الأدمع من عينيه ، وأردفت بشوق جارف
- أهو ربنا حرمك مني ، ربنا يرحمك يا كاريمان
وتابع بعينين قدَّ الغل منها
- وأعرف مين اللي عمل فيكي كده ، ومش هرحمه اللي حرمك مني
،،،،،،،،،،،،،،،،،
- هو يوسف عرف م م موضوع هشام
هتفت ياسمين بتوتر ، وهي تفرك كفيها بعصبيه .. مُنتظره إجابه سيف ، الذي حرك رأسه يميناً ويساراً بيأس ، واردف بحيره
- مش عارف هقوله إزاي أصلاً ، خليها علي ربنا
كانا قد وصلا لمنزل ياسمين ، توقف أسفل بنايتها ،، فأرادت أن تصلح قليلاً مما حدث
وضعت كفها علي يده القابضه للمقود و تحدثت بنبره مُختنقه ،مُتهيبهً ، وهي تُراقب تعابير وجهه الشارده المشوبه بالحزن
- سيف إنت مش زعلان مني صح!
نظر إليها وعيناه تبتسمان ، وأردف بحُبٍ واضح
- مقدرش أزعل منك أبداً
ثم إستعاد جديته ، ليستطرد قائلاً
- بس متخبيش عليا حاجه يا ياسمين ، زي منا عُمري ما خبيت عليكي حاجه
كادت أن تتحدث ، لكنه أكمل بعناد - يمكن عشان التوتر اللي انتي فيه، بس صدقيني مش هسمح بحاجه زي دي تحصل تاني
إبتلعت ريقها بإضطراب ، وهتفت بقوه
- مش هتحصل والله
رمقها بجانب عينه ، وإرتسمت علي شفتيه إبتسامه راضيه ، لتُبادله ياسمين الابتسامه
ثم تترجل من السياره ، مُتجهه للبيت
،،،،،،،،،،،،،،،،
كان عُمر يجلس أمام هشام قباله رئيس النيابه الذي من المفترض أن يبدأ بالتحقيق
رمقه عُمر بغل وقسوه ، بينما إستقبل هشام نظراته بثقه وترفُع
نظر رئس النيابه في الساعه ، ليجد سيف يدخل من الباب مُحيياً إياها برسميه ثم يبدأ التحقيق الذي طالما إنتظره سيف
تلك المره جلس سيف وعُمر علي أريكه تقع مُقابله لمكتب رئيس النيابه
- أستاذ هشام ، كُنت فين ساعه ما المجني عليها إتقتلت
أجاب هشام بحُزن
- كنت في اليونان ، بتابع شُغلي
إنهالت الأسئله علي هشام قل عن أخر مره كان بها في مصر قبل مقتل كاريمان ، العلاقه التي ربطت بينهما .. أخر مره حادث فيها كاريمان
حتي هتف رئيس النيابه ، وهو يُقرب شاشه الهاتف من وجهه هشام ، لتتسع عيناه بدهشه ،وأردف بعصبيه
- الرساله دي مش مني
إبتسم الأخر بسُخريه قبل أن يضغط ليستمع من في الغرفه لتسجيل
" هقتلك يا كاريمان ، لو فاكره إنك مُمكن تلوي دراعي .. يبقي لسه متعرفيش هشام يبقي مين "
إتسعت عينيّ هشام ، ومُقلتاه تكاد تنبثق من عيناه جراء فتحهما بشده ،، وهتفت وهو يزدرد ريقه بقوه مُطبقاً علي كفه بشده
- محصلش ، الرساله دي مش مني
إنتفض سيف من مجلسه ،وإتجهه ناحيه هشام وأمسكه مم تلابيب قميصه الأزرق للسُجناء
- قتلتها يا هشام ، وربنا ما ههدي الا لما تتعدم قُدامي يا حيوان
- سيف !
صرخ رئيس النيابه بسيف ليهدأ
نفضَّ هشام يد سيف بعُنف ، وهدر بعصبيه قائلاً
- أقسم بالله ما بعت حاجه زي دي ، وده مش رقمي اللي اتبعت منه الرساله ،، الرقم مصري وانا أساساً معنديش رقم مصري
أردف سيف بسُخريه ، ونيراناً تحتاح صدره وعيناه
- لا والله ، تصدق صعبت عليا ، وربنا لأوريك يا هشام
وضع تُمى يداه علي كتف سيف ، وهتف بإضطراب
- سيف إهدي ، العصبيه مش هتحل حاجه
إشتعلت عيني سيف بالغضب ، لكنّ عُمر سار به لموضع الاريكه مره اخري
هتف رئيس النيابه بحده
- ممكن يا استاذ تعرفني ايه موقفك من الرساله دي
أجاب هشام بثقه ، وهو يُبرر بهدوء ، ليس كشخص كان سيفقد أعصابه منذ قليل
- موقفي واضح ، أنا مكنتش في مصر أصلا ساعه وقوع الجريمه ، كمان ده مش رقمي .. ثم إني معنديش رقم مصري أصلاً
ثم وضع قدم فوقع قدم ، وهو يتحدث بحنق
- وأعتقد إن السفاره اليونانيه هتزعل لما تعرف إني مسجون هنا
مسح سيف وجهه بعصبيه ، بينما رمقه عُمر بنظره قاتمه .. ساد الصمت لثوانٍ ، قبل أن يهتف رئيس النيابه للكاتب بجانبه
- يُخلي سبيل المُتهم ، مع ضمان محل إقامته
كانت تلك الجُمله ، ترن في أذن سيف كمان لو أنها النهايه
،،،،،،،،،،،،،،
- إيه اللي إنتي عملتيه ده ؟
أردف نائل بضيق وصوت خافض لـ روان التي كانت تجلس بجانبه تبتسم إبتسامه صفراء للحاضرين
- عملت ايه ، مامتك اللي احرجتني
قبض علي رسغها بشده ، وهتف بحنق
- بتهزر معاكي وبتقولك ههد حيلك ف الشغل ، تقومي تقوليلها بتناكه إنك مش خدامه؟؟
زفرت بقوه من بين طلاء شفتيها ذو اللون الأحمر الفاتح ،، وتحدثت بزهو
- مهي دي الحقيقه
صرّ علي أسنانه بغضبٍ جم ،وإستطرد متوعداً
- أقسم بالله لو كلمتي أمي بالطريقه دي .. لهيكون ليا تصرف تاني وهيبقي بيني وبين والدك المره الجايه
إنقشعت ثقتها بنفسها ، وهتفت بتدلل زائف
- حقك عليا يا نائل ، خلاص أنا مُستعده إني أعتذرلها عشان متزعلش
رمقها بضيق ، ثم هتف مُحذراً قومي يلا اعتذري
توجهت لسحر الذي إرتسمت علي قسماتها الحُزن
إنحنت بتودد مُصطنع وقبلت جبينها ، ونطقت بنزق
- سوري يا طنط ، مكنتش أقصد
سُرعان ما لانت ملامح سحر ، وتجهمت ملامح أمينه التي كانت تجلس مُقابله لنائل وروان
- خسئت البعيده ، وسودَ الله وجهها
أردفت أمينه بخفوت وضيق ، ثم توجهت للمطبخ الخاص بشقه عمتها " سحر " ووضعت طبقها علي الرخام ، ثم إستدارت لتعود أدراجها لكنّها إصطدمت بنائل الذي حال بينها وبين الخروج
،،،،،،،،،،،،،،
- عارف
نطق بها سيف ببرود تجلّي بوضوح علي هيئته ، في حين قطب سيف حاجبيه بدهشه وهتف قائلاً
- عرفت إزاي !
لوي يوسف ثغره بتهكُم ، وتابع
- البلد دي مفيش حاجه بتستخبي فيها
تعجب سيف من هيئته البارده ، وشكله المُتنافي مع حُزنه ، ليُردف بمواساه
- أنا عارف إنه صعب عليك بس اا
إجتثّ يوسف كلامه ، قائلا بعناد واضح
- مش هسيبه غير لما اعرف ، عمل فيها كده ليه
حك سيف رأسه بتفكير ، وإستطرد بسُرعه
- بس مش هو اللي قتلها يا يوسف
وكأنه لم يسمع ْ عبارته ، ظل يُردد بخفوت
- إزاي قدر يعمل فيها كده ، ليه !!
رن هاتف يوسف ، إلتقطه من تلي المنضده ثم أردف لـ سيف بإبتسامه وهو يتوجهه خارجاً
- البيت بيتك ، هخلص الشُغل وأرجعلك
أشار له سيف بالذهاب ، ليُجيل في الشقه بعيناه ، وقع عينه علي جهاز كمبيوتر محمول علي طاوله الطعام ، تقدم بإتجاهه وجلس قبالته .. وجد أنه مفتوح ، حرك اصابعه بخفه عليه ، لتقع عيناه علي فيديو تواجدت فيه ياسمين وكاريمان
" ياسمين يا حبيبتي بطلي اللي انتي فيه ده ،، انتي مش كاريمان "
تحدثت ياسمين بعصبيه
" كاريان الزمي حدودك ، وبعدين انا عُمري ما بحاول اقلدك اصلاً ، كفايه أكون نفسي وبس "
ضحكت ماريمان بسُخريه وأردفت
" اممم صح ، كويس انك مش بتحاولي تقلديني لان عُمرك ما هتوصليلي ، كفايه أوي إنك تعرفي مقامك "
نظرت إليها ياسمين بصدمه ، ثم سُرعان ما جذبت حقيبتها ، ورمقت كاريمان بعتاب واضح ، ثم خرجت مُسرعه .... في حين تهاوت كاريمان علي الأريكه دافنهً وجهها بين يديها لتنتفض فجأه وتهذي
- ياسمين ياسمين !
ظل مُحدقاً بالشاشه لدقائق قبل أن يدلف يوسف ، ويري ما يحدث بعينين زائغتين ،،،،،
،،،،،،،،،،،،،،،،
هتفت بنبره خفيضه ، وضيق يعتريها
- إبعد من وشي ، خليني أمشي
أجاب رافعاً حاجبه الأيمن لأعلي بعند
- تؤ ، لازم نتكلم
هدرت تلك المره وهي تلكزه في كتفه بغيظ
- لا مفيش بينا كلام ، وإنسي إنك حبيت واحده اسمها أمينه
ثم عقدت حاجبيها فجأه ، وهتفت بتعجُب مُصطنع
- ده لو كنت حبيتها أصلاً
أمسك رسغها بشده ، وشدد علي أحرفه بقوه
- إنتي مش هتكوني لغيري يا أمينه ، صدقيني هعرفك ده بعدين
ثم ترك يدها ،، وخرج سريعاً من المطبخ ، لتُمسد هي يدها ونطقت من بين دموعها المحبوسه ، وصوتها المُتحشرج
- حيوان ، غبي ، بس بحبه
يتبع .. بعد الثانويه العامه إن شاء الله إدعولي

" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن