لكـنَ الجديـر بالذكرِ في كُل شيئٍ يحدُث ،، هو أني ٱحبك
،،،،،،،
- مش تحاسبي
هتف بها عُمر في ضيق ، وهو يُعدل من وضع نظارته الشمسيه التي تزحزحت قليلاً عن عينيـه ، في حيـن رفعت ياسمين رأسها في غضب مُستعده لحرب كلاميه لتصمت إثر المُفاجآه ... لم يختلـف الحال عنده وإتسعت مُقلتاه لكن إرتسم علي جانب ثغـره إبتسامه هادئه ، ليُفاجئها بصوتٍ خافت
- أنا آسف يا دكتوره آميـنه ، بحسبك حد تاني إتفضلي
إبتلعت ريقها بتوجس ، وتحدثت بهدوء بعدما إستعادت ثباتها النسبيّ ،وهي تهُم بالرحـيل
- حصل خيـر
إقتنص الفُرصه قبل أن تسيـر مُبتعده ، وأردف باسماً .. وكانت أول مرهٍ تراه يبتسم غير تلك المره في زفاف شقيقتها
- أخبارك إيه في الشُغل هنـا؟
آماءت برأسها مُجيـبه بجديـه
- الحمد لله ، الشُغل كويس
رمقها بهدوء قبل أن يُتابع
-طيب أسيبك بقي عشان معطلكيش
لم تستطع مُقاومه فضولها لتعرف ماذا يفعل هنا ، فسألت والفضول يشع بعينها .. قبل أن يذهب
- بس حضرتك بتعمل هنا إيه ، هُما الظُباط ليهم في الدوا؟؟
ضحك علي طريقتها في السؤال ، ثم أجابها بضحك
- لا أنا إبن صاحـب الشركـه مش أكتر
فغـرت فاهها في عدم تصديق ، وعيناها مُتسعتين من الصدمه التي ألجمها إياها للتو ، تناست مكانتها في الشركه .. وتناست من هو أيضاً لتهتف ببلاهـه
- وااااو .. غريبه يعني
إفتر ثغـره بإبتسامه ، وأزاح النظاره من عينيها ، مُردفاً بتساؤل رافعاً حاجبيـه
- إيه مينفعش ولا إيه !!
تحدثت مُضيقهً عيناها ، وهي تزُم شفتيها
- لا يعني ، مدخلتش صيدله ليـه زي والدك
- مكنتش حابب أدخل صيدله ، كان حلمـي شُرطه
ألقت إبتسامه هادئه قبل أن ترحل لعملها ، مُكتشفه الوقت
- يا خبر أنا هتأخر عـ الإجتماع ، عن إذنك بقي
لوحَ له بيده ، وإبتسامه هائمه مرسومه علي ثغره ، لينتبه لنفسه أخيراً هاتفاً بضيق
- إيه ده ! ، إيه اللي بعمله ده ؟ .. شكلي إتهبلت ولا إيه
،،،،،،،،،،،
كان نائل في الآونه الأخيره قبل زفاف ياسمين وسيف ، يتعمد الظهو أمام أمينه ليُربكها ، ما أشعره بالحنق أنها لم تنتبه لهُ .. بل إنشغلت في عملها وتحضير زفاف شقيقتها ، كان يتعمد إطاله النظر لها حينما يراها حتي تشعُر بـه ،، لكن لا حياهَ لمن تُنادي .. شعرَ أنه خسر المعركه ، وتمسكهُ بـ روان لم يكُن إلا ليملأ فراغاً تركتهُ أميـنه عِده أيام ،، نعم هو نادم وبشـده ... يُظهر التجلد ويداري ألماً كان هو السبب الرئيسي في ولادته ،، لقد فقدَ عاشقه مُتيمه لهُ ، لكنهُ بتحكماته الزائـده ، وقلبـه الذي لم يكن لها فقط .... خسرها!
،،،،،،،،
كان يقرأ الرساله مراتٍ ومرات ، فقد إستيقظَ صباحاً ليجد رساله مبعوثه من هاتف كاريمان لصوره جواب ، قرأ الجواب ليتسمر مكانـه بضع دقائق قبل أن يهوي جالساً علي الفراش بدون حِراك فقط نفساً سريعاً ، ونظراته محفوفه بالنـدم الشديد ، أكان السبب في فُقدانها ! لقد توقعَ أن تُحادثه مره أخري لتعاتبه ، .. أصابته الرغبـه في اللحاق بها ، وضع رأسه بين كفيه وأجهش بالبُكاء يتأكل صدره الندم والشوق الجارف إليها ، لم يقصـد جرحها بتلك الطريقه لعنَ نفسه مراتٍ عِده وهو يهتف بصوت مخنوق
- ربنا يرحمك يا كاريمان.. . ربنا يرحمك
حسناً لن يكـن هُناك داعٍ للبقاء في مصرَ ،، سيحزم أمتعته ويعود لبلـده الثاني ... يدفن نفسه في العمل ويُعاقب نفسه علي ما فعل ، سيغلق قلبه ولن يسمحَ لأي إمرآه بالدخول لحياته غير كاريمان .......
،،،،،،،،،،،
- بابا أنا مش هتجوز بقي ولا إيه
هتف بها أكمل بحنق وهو يُراقـب والده المُنكب علي العمل ، ليُجيبه محمد ولم يرفع عينيه عن الأوراق
- شاور يا حبيبي علي أي وحده وأجوزهالك ، بس تكون قويه شويه
أردف أكمل بإستفهام
- ليه يا بابا إشمعنا يعني قويه ؟!
أجابَ محمد مازحاً
- عشـان تعرف تستحمل واحد زيك
ظهرت تعابير الضيق المُصطنعه علي وجهه أكمل الذي تحدث بقوه
- ده هنااااااك ، ده أنا حتي نسـمه
نظر لها محمد بإستنكار ، مُستغفراً في سره .. ثم تحدث إليه بجديه بعد أن رفع عينيه عن الأوراق
- عمك هينزل يوميـن ، ومرات عمك هيقعدوا عندنا
زمَ أكمل شفتيه بحنق ، فهو لم يكُن يطيق الإثنين ، لكـن بعد وفاه كاريمان رآف بحال إيمان ، لكن ظلت مُعامله عمه لهُ جافه ... فبادله أكمل بالتجاهُل
همس أكمل لنفسه سراً
- أكيد جاي في مصيبه ... إستر يارب !
،،،،،،،،،
تأملت هيئتها المُذريه ، عيونها المُنتفخه من البُكاء .. شعرها التي لم تعُد تهتم بـه حالتها النفسيه التي ساءت بعدما ماتت أبنتها ، وما زادَ وغطي جواباً أعطاه لها يوسف لتقرأه البارحه ،جعلها تخمش وجهها بعنف حتي ظهرت بعض الخدوش الصغيره بجانب عينيها ،نَحِلَ جسـدها وشحب لونها ، ولم تستطع التوازن بعدما قرأت ذلك الجواب .. ألهذا الحد كانت مُقصره بحق إبنتها ، ألهذا القدر لم تكن تعرف ماذا يحدث لها
إنتبهت علي صوت زُجاجٍ يُكسر ، فوجدت الكوب الزجاجي الموضوع بجانبها علي الأرص مُهشنماً وقد سالت بعض الدماء من قدمها فتألمت ، لكنّ ألمها هذا لن يُضاهي فُقدان إبنتـها ، وندمـها لسنين عِده
،،،،،،،،،
وإني علي حُبكِ لباقٍ ،، حتي لو تزلزلت الأرضُ من حولي
سأصبر علي نكبات الدهر دوماً ،، وسأتلقي وخـزات القدر بـ قلبـي
سأبقي دوماً بجانبكِ أحميكِ ،، وسأضعك نُصب قلبي وأمام عيني
فلتتشبثي بحُبك لي كطوق نجاهٍ ،، وستجديني أبداً أحتضنك في كنفي
أيا حُباً قد عشتُ به مُتيماً ، ألا يكفِ ذلك لتكون تلك الدُره ملـكي !
يا روحاً مُقدسه تُحلق عالياً ، يكفيني شرف أن تكوني لي عشقي
،،،،،،،،
ألجمها الخبر ، ظلت مشدوهـه بضع ثوانٍ لا تعـرف بماذا تُجيب ذلك الواقف مُتحيـراً هو الأخر ، لتتغير معالم وجهها وتُجيب بنـبره جافـه
- تمام ، أنا داخله جوه
أمسك سيف يديها ونظر لعينيها ، وهتف مُطمئناً
- لا خليكي .. ونشوف هيقول إيه
آماءت ، ثم توجهت للغرفه وإرتدت عباءه مُطرزه بخرز من اللون الكافيـه ، وحجاباً من نفس لون الخرز ، أضافَ لوجهـها الخمريّ ضوءاً .. ثم إتجهت للمطبخ تضع بعض المقبلات ، دلفت للصالون مُكرهه ... فهي لم تنسَ ما حدث في المخفر ذلك اليوم ،، شعرت أن يوسف يتهمـها حقاً ... لم ينبس أي من يوسـف وسيـف ببنت شفه حتي أقبلت ياسمين
تنحنح يوسف وتولي زمام بدأ الحديث قائلاً بإعتذار
- أولاً .. أنا أسف علي اللي خصل في القسم ، أنا مكنتش مصدق اللي حصل ، وإنك ليك علاقه باللي حصل
كادت أن تـتحدث ياسميـن ، فأشار لها سيـف وتحدث نيابهً
- كان من الواجب يا أستاذ يوسـف إنك تعمل إعتبار ليا ، زي منا عامل إعتبار إنك فـ بيتي دلوقتي
أردف يوسـف بإستياء وخجلٍ واضح علي محياه ، وهو يُكرر إعتذاره مره ٱخري
- أنا أسف ، أنا لما بسمع إن في مُشتبهه جديد ببقي مش عايز أخنقه إنه حرمني من كاريـمان
رقَ قلبُ ياسمين لحالته تلك ، وهتفت بصوت راضٍ ، وقد زينَّ ثغرها إبتسامه
- خلاص يا يوسـف ، محلصش حاجه إنت زي أخويا
إبتسم يوسف بسعاده ، ونظر لسيـف الذي بادله نفس الابتسامه .. وتبدلت معالم وجهـه من الإنقباض للراحـه .
أثني يوسـف عليهما ، وتمني لهما زواجاً مُباركاً، ثم هدر بصوتٍ مُتردد
- في موضوع مُهم لازم تعرفـوه !
تنبهت حواس كُلاً من سيف وياسميـن ، والتساؤل يملأ أعينهما ، ليُتابع يوسف بصوتٍ حزيـن مشـوب بالحسـره .. وهو يمد يده إليهما بجوابٍ قد تم فتحه من قبل
- كاريمان إنتحرت ! ،وكانت سايبه الجواب ده بتقول فيه إنها إنتحرت .. لقيته في شنكتها وانا بدور فيها
ثُم تابع بنبـره تغيـرت للحـقد
- عشان مقدرتش تعيش بعد ما هِشام طردها من حياته
بأنامل مُرتعشه أخذ منه سيف الجواب ، وبأعين جاحظه تجمع فيها الأدمع راقبت الجواب .. ليتولي سيف مُهمه القراءه بصوتٍ مسموع ..
" أنا أسفه .. حينما تقرؤن ذلك الجواب سأكون قد فارقت الحيـاه ، أعلم أنني أخطئت بحقك يا يوسف ، فلتسامحني علي ما فعلت .. لقد كُنت خير رفيقٍ لي بعدما تخلي عني أبي وأمي ،ياسمين أختي ليست صديقتي .. فمن لا يعرف تؤام روحي ، آسفه إن حزنتِ بسببي ، فلست شخصاً يستحق الحُزن عليـه ... وأخيراً مسك الختـام " سيف" لقد كنت أخاً ، أباً ، صديقاً حتي يوم مماتي ، أحبك يا عزيزي ولتعلم أني إخترت كلمه "عزيزي" لأجعل ياسمـين تغار ، أتتذكر لهونـا في حديقه المنزل ، أتتذكر عندما قُلتَ لي سوف أحميكي من أي شيئ يحل بك ... ليتك قُلت ( سأحميكِ من نفسـك يا كاريمان)
لكي لا أطيل .. لم أرد أن أعيش تلك الحياه بلاه-هشام- أسفه يا يوسف لم أستطع أن أحبك ، فقط كان هشام من إهتم بي ووهبني حُبه أو كما إعتقدت ، سأنهي حياتي ببعض قطرات السُم تلك حتي أتخلص من عذاب قلبي "
يتبع....
أنت تقرأ
" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....
Romanceإنهارت الحصون , وتبدلت الأقدار .. وتحدث الموت آسفاً ,بالعدل أعظم .. والشرف أبقي ,, والقصاص أحكًم إستمدت قوتها من ربيعها,, وقفت كـ الفولاذٍ امام ماضٍ سرمدي لا يعنيها ,, رياح عاتيه أثقلت بهم لكنّ القـدر يتلاعب قدر ماشاء علي هواده ,, وتُنفذ القرارات...