"قف بجانب حُبك المدفون تحت ثنايا الرمال، وإبكِ عليه حتي تُشفق عليك عيناك "
،،،،،،
جالس بمكتبـه في شقته الفاخـره ، يطرق بأصابعه علي المكتب لتُصدر صوتاً مُرتباً وهو شارد ، أظلمت عيناه بشده وهو يتذكر حاله منذ أن تم الزج به في السجن ... حتي خروجه منه
مسح وجهه بيديه ، ثم عاد ليفكر مره أخري قبل أن ينطق بتقطيبه بين حاجبيه
- هيروح مني فين ! ، هجيبه هجيبه
،،،،،،،،،،
هتف بقهر مشوب بالعتاب ، وهو يُثبت مُقلتيه الحزينتين تجاهها ،وينطق بما يعتمل في صدره- إشمعنا بعد ما ماتت ؟ ما كانت قُدامك سنين طويله
،دلوقتي جايه تندمي ، لما بنتك راحت عايزه تصلحي اللي عملتيه زمان !
ثم إستطرد بسُخريه ، لاوياً شفتيه
- مش هتقدري ، لان بعادك عنها بالسنين ، وإنك متسأليش عليها بالشهور إلا لما بتروح معاكي مُناسبه مهمه ليكي طبعا ،، مش هينفع يتصلح .. لأنها ماتـت
إستطرد مُكملاً بقوه ، حتي لا تنتابه الشفقه لها - تسيبكم ليها هو اللي خلاها ست متجوزه ، وراحه تدور علي عشيق ، بقت فضيحه في الجرايد وفي الأوساط يا إيمان هانم
ثم أدار رأسه ناحيه أسامه
- ويا أسامه بيه ، أدي أخره التربيه بتاعه برا
هوت أرضاً ، تبكي بحسره نادمه ، تئن بصوتٍ عالٍ كانت لا تري من فرط شلالات عينيها ، وضعت يدها علي وجهها تخفيه خجلاً من خطأ لن تستطيع محوه مهما طال بها العُمر ،،
نظر لها أسامه - الذي أشفق عليها- ثم إقترب منها ببطئ ،وجثي بركبته وإحتصنها وأردف بصوت نادم ،
- مش غلطك لوحدك يا إيمان ، أنا كمان كنت السبب فـ ده
أرادت أن تُزيح يده من علي كتفها ، لكنّه أبي وظل مُحتضناً إياها حتي كفت عن الهذيان بخفوت ،،
تمتم بحُزن آسف ، وهو يرمق زوجته الجاثيه أرضاً .. ويوسف الذي ما إن أنهي كلماته اللاذعه ، هوي علي الأريكه ذات اللون البني القاتم التي أراد أن تبتلعه
،،،،،،،،،،
- إن شاء الله يا فندم أكون عند حُسن ظن حضرتك
هتفت بها أمينه - في ود - وهي تتسلم ال cv الخاص بها من مُديرها الجديد، مدَّ ذو الخمسون عاماً يده ليُصافحها ، فإنحنت إنحناءه خفيفه قبل أن تردف بخجل وهي تضع يدها قُرب عنقها
- أسفه مبسلمش
أعاد يده إلي جانبه ، ونظرات الإعجاب تنبس من عيناه
تناولت أوراقها الخاصه ، ثم خرجت -تكاد تقفز بسعاده- من مكتب " صاحب الشركه" ، إلتصطدم بجسد أعاق حركتها السريعه ، لترجع خطوه للوراء ناظره أرضاً ،ثم سمعت مألوفاً لها ينطق بـ ،
- إنتِ تاني ؟!
رفعت نظرها للمُتحدث ، لتجد عينان تُحدجها بصرامه مشوبه بالدهشه ، جعلتها تفغر فاهها في صدمه ،،
،،،،،،
مرَ يومان منذ أن رأي ذلك الفيديو - المُسجل علي حاسوب يوسف - الذي جعل مشاعره مُتخبطه مُضطربه ، إستند علي حافه شُرفه غُرفته بشرود ، وبـصدره يتأجج برياح ساخطه وغضب عارم ، أردف بعدم تصديق
- معقوله ياسمين تعمل كده ! ، مش ممكن دي كانت أختها
وضع رأسه بين كفيه ، مُستنداً بكوعه .. وهتف تلك المره من بين أسنانه
- بقالي شهرين بحقق في قضيه المفروض إنها كانت تنتهي فـ ساعتها
لعن بداخله ، وأكمل شروده المُختلط بحديث داخلي ناقم ، لينتبه للمسه أخيه الصغير الذي رمقه بتساؤل ، وما لبث إلا أن تحولت تلك النظره لكلام شفهي
- مالك يا سيف !
نظر له سيف - الذي بدت علي ملامحه الإجهاد وتمتم بهدوء
- شويه تعب
هتف أكمل في إصرار
- لا ده مش تعب !
تابع بتقطيبه بين حاجبيه التي تحولت لحاجب أيمن مرفوع
- قضيه كاريمان مش كده؟
هز سيف رأسه بإيماءه بسيطه ، ثم هتف بنبره مُتحشرجه ،
- يارتني ما مسكت القضيه ، عرفتني قد إيه إني ظابط فاشل
وقف أكمل بجانبه ، هاتفاً بإعتراض وقد تجهمت ملامحه إثر نُطق أخيه بتلك الحروف
- لا ياسيف ، مش ذنبك إنك كُل ما تمسك أي حاجه بتطلع حاجه أجمد من اللي قبلها
فرك سيف كفيه بتوتر ، قبل أن يعود لحديثه الداخلي غي أن يُخبر أكمل بما رأه في ذلك " الفيديو" ، لكنه هز رأسه يميناً ويساراً فهو لن يستطيع أن يشوه صورتها أمام عائلته ، إنتبه إليه أكمل فحدجه بإستغراب قبل أن يُردف بـ
- خلاص ، لو مش عايز تحكي حصل إيه في القضيه ... بس خليك واثق إن مش كُل اللي بنتوقعه بيبقي صح !
زفر سيف بضجر ، وزاغت عيناه بنوم قبل أن يستطرد أكمل
- إدخل نام يا سيف ، بقالك يومين منمتش .. ولما تصحي هخليهم يطلعولك الأكل
خرجت أكمل ، وبقي سيف يُناجي ما تبقي من نفسه ،،
،،،،،،،،،،،
تحدث عمرو بحنق ، وهو يرمق شريف الواقف أمامه بسخط من رأسه لأخمص قدميه
- عايزه إيه يا شريف ، مش بتنشر اللي انت عايزه واللي علي مزاجك ؟
هتف شريف بإستفزاز ، وهو يُعدل من وضعيه الكاميرا المُعلقه بشريط أسود - كـلونها- حول رقبته
- تؤ تؤ ، أظن إن دي شُغلتي .. وزي منا مش بتدخل في شغلكم ، إنتو كمان محدش يتدخل فـ شغلي
إتقدت عينا عمرو بالغضب ، ثم أردف بعصبيه
- لا لما يكون شغلك قايم علي فضايح الناس ، خاصهً قرايب الظُباط - حبايبك- يبقي بتدخل فـ شُغلنا
لوي شريف شفتيه بإستنكار ، وهتف وهو يتفحص المكتب الخالي من الناس إلا من وجودهما
- إمممم ، أمال سيف بيه فين ؟ ً.... مجاش إنهارده كمان
تابع عمرو بتساؤل ، وهو يرمقه بتفحص
-وإنت عرفت منين إنه مجاش إمبارح ولا إنهارده ؟
طبق ذراعيه إلي صدره وسار في الغرفه باحثاً عن شئ ما ، وهتف بنبره ماكره
- عرفت بقي وخلاص ، هي أسرار الدوله
أمسك عمرو ذراعه ليوقفه ، وهتف بنبره عصبيه
- إنت فاكر نفسك إيه عشان تتمشي كده ، لا وكمان جاي لخد هنا برجليك ،، ده انت بجح يا اخي
أصدر شريف قهقه خافته ، ثم إقترب من عمرو ، وهتف بصوت يسمعها كلاهُما
- أصل أنا بدور علي حاجه مُعينه ، وهجيبها ، يعني هجيبها
ثم بخطواتٍ سريعه ،إختفي من أمام عمرو الذي ظل مُحدقاً في الفراغ الذي خلّفه شريف بدهشه
أنت تقرأ
" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....
Roman d'amourإنهارت الحصون , وتبدلت الأقدار .. وتحدث الموت آسفاً ,بالعدل أعظم .. والشرف أبقي ,, والقصاص أحكًم إستمدت قوتها من ربيعها,, وقفت كـ الفولاذٍ امام ماضٍ سرمدي لا يعنيها ,, رياح عاتيه أثقلت بهم لكنّ القـدر يتلاعب قدر ماشاء علي هواده ,, وتُنفذ القرارات...