نسجت له خيوط عِشقٍ من وريـدها التاجي ، لكـنه آبي كـ ذئـبٍ نرجسّي مغرورٍ
،،،،،،
نهضت بتكاسُل وهي تتذكر البارحه ، وصولها لمصر .. زواج سيف .. الإشتباه في يوسف ، كل هذا لم تعلمه ، أكانت مُقصره لتلك الدرجه ؟ ،، ألم يكُن سيف إبنها بعدما تطلقت والدته .. وياسمين التي أصبحت مؤخراً إبنتها بعد حادث كاريمان ؟
زفرت بتمهُل وهي تُشبع نظرها بغُرفه إبنتها التي نامت فيـها عمداً لتسترجع ذكرياتٍ مع كاريمان ... لكنها لم تجد!
لم تتذكر سوي توسلات كاريمـان إليها لتبقي معها ، لكنها لم تستجب ! ، تذكرت بُكاءها يوم زواجها وهي ترحل حتي تستبقيها لمُده لكنها لم تستجب ! ، تذكرت غضبها عندما حدثتها " إيمان " ببرود علي الهاتف حتي تطمئن بعد شهرين من زواجها لكنها لم تستجـب !!
Flash back
- يا مامي عشان خاطري خليكي معايا كمان إسبوع .. لا خليهم يومين
أردفت كاريمان بدموع غزيره وهي ترجو إيمان لتبقي قليلاً في مصـر .. ولا تغادر البلاد من أجل عملٍ واهٍ ،، لكنّ إيمان هتفت بلا مُبالاه
- يا كوكي مش هينفع ، عندي مؤتمر بعد بُكره ، ولازم أجهز ..next time sweet hear
تألمت كاريمـان بشـده ، أغمضت عينيها تبتلع غُصه تحشرجت في حلقها ، لتهتف بعد ذلك بنـبره متوسله
- لو قُلتلك علشان خاطري ، أنا محتجاكي اليوم ده بس ،، نفس أحس إن ليـا أم
نظرت لها إيمان بغضب ، وقد وجدت حُجتها لتـرحل ، مُتناسيه إبنتها التي تالمت ومازالت تتألم من أم غير مسؤله
- بقي كده يعني أنا مش مامتك ،،، خلاص شوفي مين بقي هيقعد .. مش كفايه كنسلت مؤتمر وحفله عشان أحضر الفرح
للحظه أحست كاريمان بالدوار إزاء كلمات والدتها المسمومه ، تقدم يوسف سريعاً - الذي يقف علي أعتاب الغُرفه مُستمعاً للحديث الحاد - ونظـر ببرود للماثله أمامه وأسند كاريمان ذات النظرات الزائغه ، وتحدث من بين أسنانه ،،
- خلاص يا مدام إيمان ، ممكن حضرتك تتفضلي حالاً .. وسفر سعيد
رمقته بغيظ مُشتغل ، ولم تُجب وإنما خطت قدماها خارج الغُرفه يزهوٍ .. تاركهً المكلوم قلبها خلفها ،،،back
إنحدرت الدموع من عينيها نادمه ، لاعنه قسوه القلب التي تملكتها ذلك اليوم .. إبنتها " كاريمان" لم تحظَ برعايه الأم كاملهً ، بل تركتـها تواجه الحيـاه وحدها ، تتصرف كما يحلو لهـا .. لقد شاركت في قتلها حتي لو لم تفعل ، شاركت بقسوتها وعنادها وعد تحمّل مسؤليه وحيدتها ... التي فقدتها في مُقتبل عُمرها ...
،،،،،،،،
يوماً جديداً سيُغير حياتها ، لقد أخذت تفكر البارحه كيـف عميـت عن تلـك المصائي التي كان يفعلها خلسه ! ، إبتسمت بسُخريه وهي تتذكر أحداث البارحه التي طردت النوم من عينها
Flash back
كانت بجوار شقيقتها تتزين لحفل الزفاف ، وقد قررت إعطاء نائل فُرصه أخيـره يُثبت بها حُبه ،، كانت آنيقه في فُستانها الأزرق وطرحتها البيضاء التي أخفت شعرها المُتمرد الثائر .. وزيّنت وجنتيها المُمتلئتين باللون الأحمر الذي أعطي رونقاً لوجهها الأبيض
أخذت تُشرف علي الحفل بخطوات واثقه ، وتتبعهُ بنظراتها إلا أن تقابلت الأعين فأشـاح هو وجهه بعيـداً ، لتظهر تقطيبه بين حاجبيها مُتساءله بدهشه كبيـره ... أليس من المُفترض أن يعتذر ؟! ، كيف يا عزيزتـي ؟ إنه ذئب نرجسّي مغرور لا يعتـذر ... كادت أن تخرج دمعه ذليله من عيناها ، لكنها وءدتها قبل أن تلمع علي جفنيها .. فـ قرارها الآن لن يجعل الذُل يعرف الطريق لفلبها مُطلقاً
حسناً لقد جَمُدَ قلبـه ، وإشتد خِصامه .. إذن هو ليس لها وحدها ، هُناك ٱخري تشاركها بـه
.......
عادت للمنزل وقد قررت علي تنفيذ ما فكـرت به في الحفل بسريه تامه وسريعاً ، حتي تتيـقن من شكوكها التي باتت تؤرقها ، إلتقطت هاتفها - الموضوع بعد إهتمام علي الفراش - في عُجاله ، وهتف بتوعد، وهي تبحث عن رقمٍ بعينه
- والله لو اللي فـ بالي طلع صح .. هطلعه عليك يا إبن سميره !!
وضعت الهاتف علي أذنها حتي أتاها الرد بحذر
- أميـنه !
تصنعت أمينه نبـره مُرحبه ، وأردفت بإبتسامه مُصطنعه
- إزيـك يا روان عامله إيه؟
إستغربت روان تلك المُكالمه التي لا شأن لها بالتودد ، ثم ردت بإمتعاض
- كويسه ، خيراً!
كزت أمينه علي أسنانها ، وكادت أن تُعنفها لكـنها لم تشأ أن تُفسد خطتها التي عنت من آجلها ، فزفرت بهدوء مُصطنع ومازالت الإبتسامه الصفراء علي وجهها مُكمله
- روان ، أنا عايزه اسألك سؤال وتجاوبيني عليه بصراحه
أجابت روان بإذدراء لم تنجح في إخفاءه
- وماله ، وأنا عندي إيه أخبيه عنك ؟ .. هخاف يعني
أطلقت أمينه سؤالها بسُرعه وإنتظرت الرد الذي إما سيُثلج قلبها ، أو يُصمه بالخذلان
- هو نائل لسه بيكلمك لحد حالاً
صمتت روان هنيه ، ثم تحدثت بصدق مُجيبه بتوتر
- أيـوه ،، رجع كلمني تاني أول إمبارح عشان نرجع لبعض
أطلقت أمينه شهقه خافته ، لقد عاد لروان في نفس اليوم الذي تشاجرا فيـه ، وحدثت بشرود لـروان التي أحست بخطر من ناحيه أمينه
- تمام يا روان شُكراً
- أمينه ... أمينه
لكنها كانت قد أغلقت ، وهي تزفر بتمهُل ، قبل أن تُغمض عينيها مانعهً دموعها من الإنسياب ....
،،،،،،،،،،
أمسك عُمر بملف جيداً ، وهو يُفكـر بتمعُن ، أتلك التي رأها يوم أن كان في المشفي تكـون شقيقه ياسمين ! ... فتحَ الملف وجال ببصره علي الملعومات الخاصه بها - التي طلبها خصيصاً - وقرأ بإعجابٍ مسموع
- خريـجه صيدله ، مش متجوزه ولا مخطوبه ، إشتغلت في مُستشفي حكومي ، حالياً بتشتغل ... إيه ده فين ؟!
إتسعت مُقلتاه بصدمه وهو يري إسم الشركه التي تعمل بها ليهتف بصدمه بعد أن إرتسمت إبتسامه خافته علي جانب فمه
- دي شركه بابا!!
رفع حاجبيه ، وتحدث بنبـره سعيده
- ده الدنيا صغيره أوي
جال ببصره سريعاً في الغُرفه يتأكد أن لا أحدَ يراه ، ثم إستعاد جديـته المعهوده وترك الملف من يده وأردفَ بدهشه مُتساءله
- إيه يا عُمر اللي إنت بتعمله ده .. إنت إتهبلت!
،،،،،،،
تنهدت بحُب وهي تراه يجلس علي الأريكه - يُتابع فيلماً أجنبياً -طبقت ذراعيها لصدرها وإستندت علي حافه باب الغُرفه ، وتفحصت قسمات وجهه التي تُتابع التلفاز بإنتباهٍ شديد
إقتربت منهُ وهتفت بفرحه عارمـه
- يا سيف يا سيف .. يا أحلي سيف
نظر لها بدهشه ممزوجه بالسعاده وأردف بحنو
- وأحلي يا سمينه
ضحكت حتي إضيقت عيناها .. أمسك وجنتيها المُمتلئتين الضاغطتين علي عينيها ، وهتف بتعجُب
-كُل دي خدود ، كنتي بتاكلي إيه وإنتي صغيره
إصطنعت هي البراءه وردت بنبـره طفوليه
- معرفش ،، ده أنا حتي بقالي يومين مباكلش
فغـر فاهُه في صمت ، وكاد أن يتكلم .. لولا أنها أخذت جهاز التحكُم من يده وغيـرت القناه فـ هتفت بتساؤل
- إيـه ده غيرتي القناه ليه
أجابت وهي تُتابع مُسلسلها المُفضل
- لا إبقي إتفرج بعدين ، المُسلسل الكوري بدأ
تذكرَ هو ولعهـا بالكـوري من حيث الدراما والفرق الكوريـه والتاريخ والطعام ... زفر بهدوء
ثُم قرر أن يُشاهد معها المُسلسل .. كان كُل دقيقتين يهتف بتساؤل " إزاي ، طب هو مش عارف إنها مش إنسانه ، طب والراجل اللي عارف ده ... هي دي أمه اللي بيدور عليها "
إنتهي المُسلسل لتنظر له شذراً هاتفه بحنق
- كل شويه أسئله .. أسئله ، تابعه من الأول وإنت هتعرف
أسند ظهره للوراء ، ثم تحدث بلا مُبالاه مُشيحاً بيده
- لا مليش في جو الناس اللي شبه بعضها مُمكن تحكيلي إيه اللي حصل عشان شكل قصته حلوه
هتفت مُحتجه ونبره سريعه
- لا لا علي فكـره ، مش شبهه بعض خالص أنا بعرف أميز والكيبوبرز كُلهم بيعرفوا يميزوهم ،، إنتو اللي مش بتشوفوا كويس
ضيّقَ عينـاه في محاله فهم الكلمه التي تفوهت بها للتو
- كي إيه !
أردفت مُكمله
- كيبوبـرز
أغلق عينيه وفتحهما سريعاً ، وقال بقله حيلـه
- أياً يكُن ، قصه ام المُسلسل إيه
أجابت بحماس وهي تشرح طبيعه المُسلسل المشوقه
- بص يا سيدي ، هي حوريه بحر هتحب إنسان اللي هو " لي من هو " ...
مسح علي وجهه ، لاعناً اليوم الذي تفوه فيه بكلمه " إحكيلي قصته"
- يا حبيبتي أنا معرفش أسامي ، ياريت من غير أسماء عشان بدوخ
أكملت كلامها بعد هتفت سراً " ولا إنت فاهم حاجه"
- المُهم بعدين قابلها وكانت تصرفاتها غريبه جداً مكنتش تعرف إزاي تاكل ، تشرب .. جابها تعيش معاه ،، وهو كان شغال نصاب بينصب ع الشركات وكده ، أبوه كان حاجه كبيره في الدوله ومش مُعترف بيه .. مع إنه إبن شرعي وف الاخر الحوريه دي هتصادفها مُشكله ،، إنها مش هتقدر تعيش بره البحر مُده لازم ترجع وبعدين تبقي مُهيئه إنها تعيش بقيه عُمرها
كان يُنصت لها بإهتمام ، يركز في طريقه الكلام ، نبره الصوت حركات يدها في الهواء
إنتبهت عليه ، فبترت كلامها ونظرت إليه مُستفهمه
- في إيه !!
آجاب هو مُبتسماً
- شكـلك حلو أوي
قطع حديثهما جرس الباب ، فنهضت لتفتح كمات كانت تفعل دائماً ، لكـنه أوقفها بجديه
- كان زمان ، إنما دلوقتي في راجل في البيت
إنتشت من جُملته ، وتركته ليفتح الباب وإرتدت هي إسدالها الخاص .. ليعود سيف بوجهه مُكفهر ، وتحدث من بين أسنانه
- يوسف هنا
يتبع....
أنت تقرأ
" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....
Romanceإنهارت الحصون , وتبدلت الأقدار .. وتحدث الموت آسفاً ,بالعدل أعظم .. والشرف أبقي ,, والقصاص أحكًم إستمدت قوتها من ربيعها,, وقفت كـ الفولاذٍ امام ماضٍ سرمدي لا يعنيها ,, رياح عاتيه أثقلت بهم لكنّ القـدر يتلاعب قدر ماشاء علي هواده ,, وتُنفذ القرارات...