الفصل السابع عشر

5.5K 91 1
                                    


  الفصل السابع عشر

تصلب جسده ونظر له بتوعد , بينما لوي شريف ثغره بتهكُم وهتف هازئاً
- سيف ! ليك وحشه والله
تجهمت ملامح وجهه سيف , وإستعد ليرُد بحده , لولا أن تداركه عُمر بالحديث , ونطق بجفاء لشريف مُستفسراً
- أهلاً يا شريف , إيه اللي جابك
جلس شريف علي الأريكه الجلديه الموضوعه في زاويه الغُرفه , ووضع قدم فوق قدم .. و تكاد الوقاحه تنطق منه
- وحشتوني قُلت أجي أسلم
لم يتمالك سيف نفسه تلك المره , وإندفع إليه , مُمسكاً بتلابيب قميصه , وصاح بحده
- شريف , إخلص جاي ليه , مش كفايه فضايحك
أطلق شريف ضحكه ساخره ,وهو يُزيح يديّ شيف من حول رقبته,,
- هههه فضايحي !! , دي فضايح بنت عمك .. أنا كُل اللي عملته نشرت خبر موتها مقتوله وخلاص
ثم تابع بلؤم ينبع من عينيه السوداء , وحاجبه الأيمن المرفوع بثقه ,,
- أمال لما الناس تعرف بقي , إنها كانت منيمه جوزها علي ودانه وليها عشيق ,, هيقولوا إيه
ما إن أنهي حديثه , حتي تلقي لكمه في وجهه من قِبّل سيف , الذي تحدث بعصبيه جَمه مُشيراً إليه بسبباته
- إسمع يازباله الصحفيين إنت ,, إبعد عن حياه عيله الإمام بدل ما أنا اللي هطلع فضايحك بجد
وإستكمل بنظره حارقه
- وأظن إنت عارف مُمكن أعمل فيك إيه
أمسك عُمر سيف من كتفه ليبتعد عن شريف الذي يضع يده علي موضع اللكمه القويه , وأردف بنبره هامسه
- خلاص يا سيف , متحرقش دمك عشانه
نطق تلك المره شريف بغيظ, وهو يُلملم حروف كلماته
- مش هسيبك يا سيف وهتشوف هعمل فيك إيه ,, ويا أنا يا انت
ثم خرج سريعاً من المكتب , بينما هوي سيف علي الاريكه , وتبعه عُمر ناطقاً بتوجس
-سيف!
همهم الأخر , ليذدرد عُمر ريقه بتوتر , ,,
- شوف دي كده
-أشوف إيه
أردف عُمر بحذر
-صوره علي موبايل كاريمان
آماء سيف , وتابع
-كويس إنكم فتحتوا الصور من غير ما الجهاز يتفرمت , بس الموبايل هيكون معايا عشان مينفعش حد فيكو يشوف الصور بتاعه كاريمان " الله يرحمها "
نحدث عُمر بإعتياديه
-لا ما ياسمين إديتني الباسورد , وإبقي إستلمه وإنت ماشي
رفع حاجبه بدهشه , وهمَّ بأن ينطق ,ليجد عُمر مُقرباً شاشه الهاتف من وجهه
نظر سيف لهاتف كاريمان الذي تتواجد بداخله صوره لرساله مُبهمه كُتب فيها
"هقتلك "
ما إن أتمت شفتاه قراءه أخر حرفٍ , حتي جحظت عيناه , وإنتشل الهاتف من يد عُمر التي علي قسمات وجهه الحذر , بينما إشتعلت عينا سيف بالتوعد .. لينطلق إلي غُرفه هشام بغضب يتبعه عُمر ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
حانقه , مُغتاظه , حزينه
تلك كانت حالات أمينه التي لم تتوقفْ عن السير في الغُرفه , اليوم ستكون خطبته , سيضع خاتم ملكيته في يد أخري , ومن تكون عدوتها التي كانت صديقتها المُفضله في الماضي ,تلك المره سـ تجتث حُبه من قلبها للأبد
إنتقت فُستاناً من اللون النبيتي تعلوه طرحه من اللون الذهبي , وضعت أحمر شفتاه من لون النبيذ القاني , وكُحلاً يُحدد عينيها الواسعه ,,
أمالت رأسها وهي تتأمل نفسها أمام المرآه ,هل يكيدها بالزواج من روان ! , يُكيد وهل يستطيع الرجل الشرقي مثل نائل أن يكيدْ .. أليست صفه أنثويه بحته
إنسلت ضحكه سُخريه من شفتيها , لتضيق عينيها ,, وهي تكاد لا ترَ من فرط الدموع في مُقلتيها
دخلت ياسمين الغُرفه بمرح , لتعتريها الدهشه , أمين تبكي ! , إذا حدث شيئاً عظيماً
هتفت ياسمين بقلق , وهي تتجهه نحو أمينه التي أخفت دموعها سريعاً
- مالك يا أمينه بتعيطي ليه ! حد عمّلك حاجه
نظرت لها أمينه وحاولت أن تتحدث لكنّ الكلمات أبت أن تخرُج من شفتيها , لتسبقها دموعها وهي تنظر لياسمين بصمت
إحتضنتها ياسمين , مُربته علي ظهرها وهي تُردد بـ لهفه
- مالك يا مينو بس , حصل إيه
تحدثت أمينه بإختناق , ومُقلتيها تكاد تنطق بما يكمُن بداخلها
- شايفه عمل فيا إيه ! , هيخطب ومين !! روان يا ياسمين
هتفت ياسمين بصدمه , ونبره خافته
-نائل !!
ثم إستطردت بتساؤل حَذر
- إنتي كُنتي بتحبي نائل ؟؟
لم تستطع السيطره علي نفسها , وإنتحبت بشده ,, وهي تحكي لشقيقتها ما دث
نظرت أمينه لـ ياسمين بعدما فرغت من حديثها , ونطقت بتهدُج
- حُبي كان غلط من الأول
أردفت ياسمين في هدوء , وهي تُزيل الدموع من علي وجنتيّ شقيقتها
- مفيش حاجه إسمها حُب غلط , إسمها شخص غلط !
ضيقت أمينه عيناها بعدم فهم , لتُتابع ياسمين بإبتسامه حانيه
- يعني الأول لازم تختاري الشخصالصح , مش الشخص اللي تنبهري بيه ولا بإسلوبه .. شوفي مُعاملته مع مامته مع الناس
وجدت ياسمين أمينه تبدأ في البُكاء مره أخري ,, فإستدركت بمرح
- بس مين اللي وقعك الوقعه السوده بتاعه نائل دي , ده ميستاهلش يا بنتي
إبتسمت أمينه وهي تُجفف عيناها , ونظرت في المرآه وحدجت نفسها بغرابه , كيف تبكي وهي أمينه التي لم تبكِ قط إلا عند وفاه شخصاً عزيزاً عليها
نطقت ياسمين بنزق وهي تري حاله شقيقتها ,,
- ينفع كده تبوظي الكُحل ,, روحي يابت ولا يهمك
سألت أمينه ,,
-إنتي مش جايه ولا إيه
أطرقت ياسمين رأسها لأسفل , وأردفت بحُزن
-لا مش هقدر , كاريمان مفاتش عليها غير شهرين وانا مليش مزاج أصلاً
تمتمت أمينه بخفوت
- ماشي يا حبيبتي , ربنا يصبرك
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
- بجد يا أسامه هننزل مصر
تحدثت إيمان بفرح , وقلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها , ليُجيب أسامه بهدوء
- - أيوه هننزل شهر وراجعين تاني
شدد علي كلماته ,لتستقر إبتسامه هادئه علي شفتيها قبل أن تُجيب
- مش مُشكله , أهم حاجه إني أنزل بس ..
ثم تابعت بفرح
- أنا هقوم أكلم سيف أقوله
إستوقفتها نبرته الهازئه , وهو ستحدث بتشفٍ
-صحيح فين هوانم جاردن سيتي بتوعك ؟ مجوش يعزوكي ليه
نظرت له ببرود , ثم أجاب بحده
-ملكش فيه يا أسامه , وعلي فكره في ناس كتير جُم ,, إنت بس اللي بتشوف علي مزاجك
أطلق ضحكه ساخره , وتابع بتهكُم
- هههها , فعلاً
نظرت إليه بغيظ , ثم ذهبت لغُرفتها تُجري إتصالها بسيف , بينما ظل هو شارداً .. يحاول معرفه مكان هِشام في مصر , ليعرف سبب إختفاءه طوال الشهر الماضي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
كانت تُمسك بذلك الخطاب الذي يؤرقها ,, خِطاب إيمان ..تُريد إخبار سيف بشده, لكنها تخاف رده فعله .. لكنها لم تعرفْ أنها مُخطئه , الإنتقام يعميه ,لطالما كانت أحياناً تشعر بلسعه غيره من كاريمان إثر حُب سيف الشديد لها ,, لكنّها كانت تعلم جيداً أنه حُب أخوي , رغم الفتره الأخيره التي كانت علاقتها بكطاريمان متوتره جراء ...
إجتثَ تفكيرها رنين هاتفها المُتابع , أجفلت من الصوت .. ثم إلتقطت الهاتف بين يديها لتجده سيف
-ألو
رد الأخر ,
-أيوه ,, أنا تحت إلبسي وإنزلي عشان عايزك
- حاضر
تمتمت بخفوت , وقلبها تتسارع دقاته , لما سمعته من نبره غير مُبشره
إرتدت ملابسها السوداء , وتلك المره وضعت الجواب فيها , إذا ما فُتح أي شيء يخُص كاريمان
تذكرته
هبطت الدرج بخطواتٍ ثابته , سُرعان ما تحولت للإضطراب وهي تري نظرته الداكنه في عينيه
لأول مره تدخل سيارته بدون أن يفتح لها الباب الأمامي , إذاً ه غاضب وبـشده !
نطقت بتوتر , كاسره حاجز الصمت المهيب
- سيف ! , مالك ؟
أوقف السياره بعُنف , وقد أصدرت صريراً عالياً نتيجه إحتكاكها بشده في الأرض ,, وأردف بحده
- كدبتي عليا ليه يا ياسمين ؟؟
إتسعت مُقلتيها في صدمه , ولم تستطع السيطره علي الإرتجافه التي حلّت بها , لتُضيف قائله
- ك كدبت إزاي ؟؟ أنا مكدبتش يا سيف
ضرب المقود بحده
-لا كدبتي لما معرفتنيش الجواب , وكدبتي لما مقلتليش إن عُمر أخد منك الباسورد
نطقت بإضطراب يحتل كيانها
- إنت عرفت منين ؟! ال... الجواب
-أقولك إزاي
Flash back
أنهي الإتصال الوارد من إيمان , ليجد قائمه تسجيل المُكالمات مفتوحه , وبدون أن يعي وهو يضع الهاتف علي الطاوله , فتح تسجيلاً لمُكالمته مع إيمان والتي شاركته فيها ياسمين
كان يُنصت بإستمتاع ,, لكن ما جعل عروق عنقه تظهر , ونظرته القاتمه حينما سمع بأمر الجواب ....
End flash
حدجها بنظره واهيه , وهي تكاد تبكي من فرط التوتر والخوف
-عرفتي بقي عرفت إزاي !!
ثم تابع بإستنكار
-كده يا ياسمين ؟ حاجه مُهمه زي دي متقولليش عليها ,,ولا تكوني لسه بتغيري من كاريمان
فغتر فاهها بصدمه , ثم نطق ودمعه ساخنه إنسلت من مُقلتيها
-لا ياسيف حرام عليك , دي كانت أختي و...
قاطعها بنبره حاده ., وهو يُدير المقود مره أخري
-خلاص مبقاش ينفع كلامك ده !!  

" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن