" بدايـه جديـده"

2.1K 61 0
                                    



سأذلل الصعاب من حولك ،،- إن رضيتِ -أعدك وها هي كلمتي
يا دُرتـي الغاليـه تقدمي ، فـ أنا في عشقكِ مُتيمِ
،،،،،،
- ياسمين ! ،، الموضوع ده إنتهـي وأنا مش جاهزه حاليـاً لأي حاجه جديده
هتفت أمينـه في إنزعاج واضح ، وهي تتوق لعدم إلحـاح شقيقتها مره أخري .. فقد إكتفت من ضعفـها المره الأولي ، فلقد صدقت أن نائل أحبها ، ولا تُريد خوض تلك التجربه الموجعه مرهً أخري ،،
وضعت ياسمين يدها علي كتف أمينـه ، التي بدا الضيق علي وجهها ، وأردف بهدوء وهي تُحاول إقناعها بما تراه مُناسباً لها
- بس يا أمينه صوابعك مش زي بعضها .. مش كُلهم نائل
رفعت مُقلتاها التي تجمعت بعض الأدمع فيها ، وقد إستعادت ذكرياتها الأليـمه أثناء توهمها بحُب نائل ، وتحدثت بإختناق داهم صوتها ،،
- مش هقدر يا ياسمين ، أنا حالياً مش شايفه فرق بينهم .. ومش عايزه أتوجع تاني
كادت ياسمين أن تتحدث ، لكـنّ أمينه إستطردت مُعلله
- أنا إعتراضي مش علي عُمر خالص ، بالعكس هو بايـن إنه شخص كويس ، بس أنا مش هاخد بالظاهر يا ياسمين .. كفايه اللي حصلي لما إتخدعت بالشخصيه الظاهره
ربتت عليها ياسمين ، وأردفت ،ولم يخلو صوتها من الهدوء الذي قد تعودت عليه مؤخراً عند مُناقشه سيف في أمر ما ،،
- ماهو عشان كده بقولك وافقي عشان تعرفي الشخصيه دي مخبيه إيه مش يمكن تطلع كويسه برا وجوه ،، دي خطوبه مش جواز يعني!!
أغمضت أمينه عيناها قليلاً ، ثم داعب الضوء عيناها مره أخري وهتفت أخيراً بإستسلام
- صدقيني مش هقدر دلوقتي ،، أنا مش مستعده لأي حاجه حالياً .. أرجوكي
لم تشأ ياسمين الضغط عليها ، حتي لا ترفض إطلاقاً وفضلّت أن تؤجل ذلك الموضوع مره أخري ،، إبتسمت محبهً لشقيقتها وهتفت بإصرار
- مش يا مينو مش هضغط عليكي دلوقتي ، بس فكري فـ الموضوع
ثم إستطردت بعتاب خفي
- وكمان خلي بالك ده عايز خطوبه يعني الناس هتبقي عارفه ، إنما نائل مكنش معرف حد .. وده غلـط
أخفضت أمينه رأسها ، ثم هتفت وهي في تلك الوضعيه
- عارفه ، وده أول سبب خلاني أسيبه
ما إن إنتهت حتي أمسكت يد شقيقتها وضغطت عليها برفق ، مُكمله يإبتسامه تتخللها الدموع
- المُهم إنك تبقي معايا ، وانا هبقي كويسـه
- متقلقيش أنا معاكي ، وكمان مش هخلي سيف يبلغه برفضك علي طول ، هنستني شويه
آماءت أمينه ، وفي قراره نفسها كانت تتخبط بين قرارين ، أن ترفض كُليهً وأن تنتظر عسي أن تكـون تلك المره موفقه ، وتمحو كُل أثار الحُزن التي داهمتها فتره لابأس بها ... هي لا تريد أن تظلمَ عُمر ، فهو ليس وسيله لمحو الماضي ، بل سيكون حاضراً ومُستقبلاً دائماً
،،،،،،،،،،
كان يطرق بأصابعه علي المكتب ، ويداه الأخري تحتضن ظرفاً أصفر اللون ، كُتِبَ خارجه " خاص"
إبتسم بمكـر ، وهو يُخرج حفنه من الصور من الظرف ، كانت عيناه تتسع بدهشه في كُل مرهٍ يُخرج فيها صوره تجمع كاريمان بـ هشام في الأماكن العامه ،وصور مقتل كاريمان وهي تفترش الأرضَ بدماءها وقد تلوثَ بعضاً منه بالبرتقال ، عينان مُغلقتان ، شفتان زرقاوان .. ووجهه شاحب ذهبَ عزه البريق في دقائق
كانت هاله الخبث المُحيطه به تلك اللحظه قادره علي نشر تلك الصور بطريقه غير مشروعه ، لكـنه تماسك وهو ينهض ويتجه ناحيه رئيس التحرير حتي يعرض عليه ما سينشره !
طرق مرتين حتي سمعَ الإذن بالدخول ، فدلف للحجره بإبتسامه واسعه مُتقدماً ناحيه المكتب
- شكلك جايبلي حاجه من العيار التقيل
ظلت الإبتسامه مرسومه علي شفتيه وهو يُخرج الصور المطموره داخل الظرف ،،وهو يهتف بنبـره واثقه ، وأحد حاجبيه مرفوع
- طبعاً ، وأنا عُمري جبت حاجه أي كلام !
نظر له الأخر بسعاده ، وهو يومئ دليلاً ليكمل كلامه
- والمرادي مش زي كُل مره !! ، دي حاجه تخص عيله الإمام
إمتقعَ وجه رئيس التحرير ، ثم إختطف الظرف من يد شريف الذي إتكأ بظهره علي مقعده .. بينما عينا الأخر تُطالع الصور بصدمه ، يكاد يُجزم أن الماثل أمامه ذئباً ليس ببشرٍ
إحتدت عيناه ثم قذفَ الصور تجاه شريف المصدوم ، وهتف بحده
- إحنا مش إتكلمنا في الموضوع ده يا شريف ! ، وقلنا أعراض الناس لا
ثم إستطرد بشك وهو يرمق شريف بنصف عين
- إنت إيه اللي بينك وبيـن عيله الإمام يا شريف ؟
حاول شريف إستعاده هدوءه ، ونجح في السيطره علي إنفعاله ليُردف ببرود
- مليش علاقه بيهم ، أنا صحفي بكتب عن اللي بشوفه وبس
- بس تكتب في الحق ، مش تعمل فضيحه لناس ... وكمان واحده ميته؟!
ثم تابع في أسي ، مُحركاً رأسه يميناً ويساراً
- إنت مكنتش كده ، جرالك إيه؟
أظلمت عينا شريف بشده ، ولملمَ الصور الموضوعه بعشوائيه علي المكتب ، ثم تحركَ بخطواتٍ وئيده للخارج ، وقبل أن يُدير مقبض الباب رمق رئيسه من فوق كتفه ، هاتفاً بإصرار
- الكلام ده هيتنشر، حتي لو مش في الجريده دي !
خرج وأغلق الباب بهدوء لا يتناسب مع العواصف التي تشتعل داخله ،بينما زمَّ الأخر شفتيه وأردف بحُزن
- ربنا يهديك يا شريف ، قبل ما تُقع .. وساعتها محدش هيرحمك !
،،،،،،،،،،،
يتلاعب بالكأس المملوء بالنبيذ- ذو الأحمر القاني - بين يديه ، ضحكات مُستمره تُجلجل في الأرجاء فما فعلـه يستحق الإحتفال ، لقد ذرفت عيناه الدموع في الضُحي والعشيه ... وقد حان الوقت ليعود من جديد ، لكن ليس هنـا !
في موطنه ، بلده الثاني " أمريكـا" التي رغم أنه عاش هناك ما يكفي ليكتسب طباع تلك البلد الغربيه ،، إلا أن ما فعله يدل علي أن عروق الرجل الشرقي مُتأصله في ذاته ،يشعر بالندم حقاً !! ، لكن لا مكـان للندم في ثنايا قلبٍ لا يعرف الرحمه ... سيُعلن الحقيقه لكنه ينتظر وقتاً مُناسباً ، حتي يُعلن عن صدمه ستظل محفوره في ذكرياتهم !
،،،،،،،،،،،،
- يا سييييييف ، قلت ميت مره متشلش الميك أب بتاعي من علي التسريحه ، وتحط البرفانات بتاعتك ؟؟
هتفن بها ياسمين غاضبه وصدرها يعبو ويهبط ، وهي تقوم بإزاحه بعض من أشياءه الموضوعه علي المرآه ، وتضع أدوات تجميلها التي تعشقها ، بينما كان هو واقفاً مُستنداً علي الباب و بكل ثقه وهدوء أردفَ
- إسمه بيرفيوم ، مش برفان
إشتعلت عيناها حنقاً ، بينما ظل وهو واقفاً بمكانه بلا حراك ، قامت بترتيب ما وضِعَ علي المرآه ، لتعطي حيزاً أكبر لأشياءها ،، في تلك المره هتف ضاحكاً ،مُشيراً لإحدي عُقله إصبعه ً- والله العظيم طفله ، وعقلك أد كده
لم تُجيبه ، ورفعت رأسها لأعلي بزهو ، وهي تتقدم نحوه ، باسمه
- خلاص خلصنا خناق ، عايزاك في موضوع تاني بقي
حك ذقنه بتفكير ، وتحدث مُضيقاً عيناه
- حرقتي الأكل ؟
أجابت والإبتسامه تشق مجريَ لثغرها ، وقط أغلقت وجنتيها جزء كبير من عينيها
- لا
- يبقي عايزه تاكلي ، أكيد خدودك بيطالبوا بأكل
- لا
- عايزه تخرجي ،، صح؟!
إنتفض علي صوتها وهي تصرخ بـ
- لا ، قلت لا .. إديني فرصه يا ابني مش كده
هتف بإعتراض
-ابني؟!
هدرت ، بعدما نفذت طاقتها عن التحمل
- سيييف !
أردف هو بجديه زائفه ،
- خلاص اتكلمي ومش هقاطعك تاني
كادت أن تتكلم ، قاطعها تلك المره رنين هاتفه .. تمتمت وهي تخرج من الغرفه بوحه مُتجهم
- ماشاء الله ، أي حاجه تخصه لازم تقاطعني وأنا بتكلم ،، حسبي الله
راقبها وهي تخرج بإبتسامه كبيره ، ثم أجاب علي عُمر الذي جعله يهتف بصدمه
- بتقول إيه؟؟! ،، مُستحيل
يتبع ...  

" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن