،،،،،
إقتحم عليـه المكتب بدون سابق إنذار ، وأمسك بتلابيب قميصه وعيناه تتقد شراراً وهتف بصوتٍ عالٍ مشوب بالحـده
- بقي تفضحني أنا يا كلـب ! والله لأوريك يا شريف سيف الإمام هيعمل فيك إيه
نفضَ شريف يد سيف عنه بصعوبه ، ثم مسد علي رقبته مكان قبضه سيف القويه .. وأردف بصوتٍ هادئ وهو يدور حول مكتبه فقد بدي بارداً لا يُزلزله شيئ
-أنا مفضحكتش يا حضره النقيب ،، بنت عمك هي اللي فضحتكم
لعن في سـره شريـف و مهنته ، ثم أضافَ بعصبيه حلت تقاسيم وجهه -التي إنقبضت إثر كلمه شريـف - وأشار بسبابته مُحذراً
- إبعد عن أي حاجه تخصني يا شريف ، أنا سبق وحذرتك ودي أخـر مـره بحذرك فيها ،، بعد كظه هعمل حاجه مش هتعجبك
تحدث شريف ساخراً ، وهو يُصفق بيده هازئاً بذلك التي إشتعلت مُقلتاه بنيـران الإنتقام
- براڤو عليك يا حضره النقيب ، لا really براڤو ..
ثم نحولت عيناه إلي هاله برود ، لو كاتت نواءاً لجمدت المبني بأكمله
- أنا حُر ، ومش هتقدر تاخد مني شُغلي زي ما خدت حبيبتي
ظل واقفاً ، مُتجهماً ، مبهوتاً ، وأخيراً مصعوقاً مما ٱلقي علي مسامعه للتو كاد أن يفتك بالذي أمامه وأردف بقلق قاطباً حاجبيه بتساؤل
- يعني إيه ؟؟ حبيبتك مين بالظبط
هتفَ شريـف بحسره وهو يُداري حُزنه بنظرات الغل التي حُفَت بها عيناه
- ياسمين ! ،،كنت بحبها وهتقدملها .. بس للأسف إنت سبقتني وإتجوزتهاشعرَ بالنيران تشتعل في صدره، لكنه تجاوز غيرته حالياً وهتف للذي يبتسم بعدما فجرَ ما في جُعبته
- لو قربـت من أي حد يُخصني ، همحيك من علي وش الدنيا
ثم تركَ الغُرفه ضائق الصدر كمداً ، وعيناه قاتمه .. بينما وقف شريف يُحدق بنقطه فارغه في أرجاء الغُرفه قائلاً بغل
- مش هسيبك تتهني بحاجه يا سيف ، مش هسيبك ..
،،،،،،،،،،
كان شارداً بمكتبه ، لم تُحادثه منذُ يومان، وبعد أن أغضبته قرر أن يجعلها تشعر بخطأها ، لكنـها لم تفعل شيئ وظل ينظر لهاتفه فمن المُمكن أن تحصل علي رقمه خلسهً وتُحاكيه ، لكن لا شيئ .. إستسلمَ لحزنه وقد قررَ أنه سيسألها مره أخري هل تثق به أم لا ، وإذا وجد الإجابه نافيه ... سيُحررها من خاتمه الذي يقبض علي أصابعها وسيُحرر قلبه الملكوم بحُبها
إنتفضَ حينما فُتِـح الباب فجأه وطلت هي من خلفه .. كانت تبتسم بخجل وهي تقبض علي ذراع حقيبتها بشده ، إبتسم داخله وضربَ بقراره منذُ ثوانٍ عرض الحائط وتقدم نحوها قائلاً بجديه مُصطنعه
- أهلاً يا دكتوره أمينه ، إتفضلي اقعدي
حملقت فيه بدهشـه فلم يُلقبها بالدكتوره ؟ أثقيلاً علي قلبه إسمها دون ألقاب ! ، شعرت حينها بالضيق وقد أدركت أنها كانت ستضيع شخصاً لن تجد بعده أحد
أردفت بإرتباك وهي تجلس أمامه وقد لاحظ هو عدم إغلاقها الباب نهائياً ، فإتسعت الإبتسامه داخله شيئاً فـ شيئاً
- إحم ميرسي ،، مكتبك جميـل أوي
-شُكراً
كان شُكره بارداً كـ لونه الأزرق المُفضل ، أرادات هي أن تعتذر سريعاً عما بدرَ منها ، إستعادت رباط جأشها ونظـرت إليه بعد صمتٍ قليل وأردفت بصوتٍ هادئ نادم
- عُمر... أنا آسفه
ولم تنتظر إجابته وأكملت بدورها مُبرره تصرفها حينئذٍ
- إحم يعني أنا مكنتش أقصد اللي قولته ، وبعدين أنا لو مش واثقه فيك مكنتش وافقت علي الخطوبه
ثم أطرقت برأسها لأسفل ، وهي تعبث بحقيبتها ذات اللون البنفسجي الفاتح وأكملت
- أنا بس كنت متضايقه شويه ، لأ كُنت متضايقه أوي وحسيت إن موقفي مش ثابت ، عقلي بيقولي متكرريش نفس الغلط .. بس ..بس
صمتت هنيه ثم إستطردت
- مش عارفه ، أنا حسيت إني مرتاحه لما وافقت
تلك المره كانت إبتسامته ظاهره علي وجهه تُضئ عيناه ، أشبعَ عيناه بعا ثم تحدث إليها بصوتٍ رزيـن
- أنا مش زعلان منك يا أمينه ،، أنا خايف عليكي انك تخليكي عايشه في ماضي ملوش مُستقبل
ثُم زيّل حديثه بعباره أجفلتها
-أنا خايف عليكي عشان بحبك يا أمينه
تخضبت وجنتاها بالحمره ،وقبضت بشده علي حقيبتها التي أرهقتها اليوم ولم ترفع عيناها عن الأرض وقد جف حلقها عن الحديث ليُتابع هو بعد أن جلسَ أمامها
- ولازم تعرفي إني مش هسيبك إلا لما تنسي كُل حاجه ،، بدايتك هتكون معايا أنا
إبتسمت تلك المـره بخفوت .. وهي تشعر بالسعاده داخلها التي غابت عنها شهوراً ، ليطمئن هو بعدما رأي بسمتها التي إرتسمت
ثم تابعَ بحـده مُصطنعه ،،
- ثم إنتي إزاي تيجي هنا يا هانم بدون إذني ، إنتي عارفه المكـان عامل إزاي
إبتسمت هي حتي أطبقت جفونها علي مُقلتيها فلم يستطت رؤيه عيناها كاملتان ، وهتفت ببراءه
- سوري ده كان لزوم المُفاجأه بقي ، ههه
طالعها بحاجبٍ مرفوع وإبتسامه مُحببه علي فاهه ، بينما هي لملمت نفسها وجسدها الذي إرتخي جراء حديثه وهتفت سريعاً وهي تخطو خارجاً
- أكيـد عندك شُغل كتير ، أسيبك أنا بقي ... بااي
لوحَ لها وهي تُغادر وظلَ علي حالته حتي إستفاق لنفسه غير شاعراً بما فعل ، وهتفَ حانقاً
- ده أنا بقيت مش متظبط خالص ، إيه الهبل ده يااااربي،،،،،،،،،،،
- ياااه بقالي كتير مجتش هنا يا مريم ، وحشني المكان ده أوي
هتفَ بها هشام وهو يفرد ذراعيه في الهواء ، مُتأملاً المساحات الخضراء الواسعه ، يُطالع جدته بحُب ،، فمنذُ أشهر لم تطأ قدماه منزلهم الصيفي .. المبني وسط حشائشٍ خضراء ، تحاوطه حديثه من الورود التي إختلفت أشكالها وأنواعها
ربتت مريم علي كتفه بحنان ، وهي تُكرر حديثها السابق له
- كان لازم تطلع من روتين الشِغل وتيجي هنا شويه ، حياتك مش هينفع تُقف تاني
إنحني لكفها وإلتقطه بين يداه ولثمهُ هاتفاً بنبـره تحمل في طياتها الشُكر والحنو
- ربنا ميحرمنيش منك يا مريـم ، إنتي أحلي حاجه في حياتي
أطلقت ضحكه يانعه ، بينما تراقصت إبتسامه قويه علي جانب شفتاه .. نظرت لهُ جدته بسعاده ودخلت للمنـزل الصغيـر ، بينما وقف هو فارداً ذراعيه في الهواء مُستنشقاً عبير الأزهار الربيعيه ، وهتفَ بنبره مُشتاقه
- ربنا يرحمك يا كاريمان ،، وحشتيني !
،،،،،،،،،
إشرآبت برأسها من فوق طاوله الطعام تبحث بعيناه في أرجاء الغُرفه حتي شهقت بعُنف وهو يُمسك بتلابيب ملابسها ، جعل عيناها تجحظ ، ثم قلصت عيناها ببراءه ، وهتفت بنبـره متوسله
- والله يا سيف مكنش قصدي أكلها ، هي اللي زغللت نفسها في عيني
ضيقَ عيناه ، ثم ترك ياقه ملابسها وأردف وحاجبه الأيمن مرفوعُ لأعلي
- امممممم ، وانتي ايه اللي خلاكي تقربي منها أصلاً .. مش عيب !
ظلت علي نفس البراءه وتحدثت بقله حيله وهي تمسح بباطن يدها بقايا الشوكلاته العالقه بجانب فمها
- أعمل إيه يعني ، وبعدين إنت عارف إني بحبها يا سيف ،، وانت جايب النوع اللي بحبه
هتفَ بتساؤل ، مُسلطاً عيناه عليها بدهشه
- وبعدين إنتي عرفتي أنا عاينها فين إزاي ! ده أنا خبيتها عشان متعرفيش مكانها .. قُلت يمكن ألحقلي واحده من علبه خلصتيها
هدرت هي بصُراخ وهي تُفصح عما فعبته لتحصل علي كنزها الثمين
- هو في حد يعين شوكلاته في درج المكتبه بين كتابين واحد إسمه الكاتب وعالمه لتشارلس مورجان ، وروايه إسمها أرض الإلهه
نظر لها بتعجُب واضح ، وفاهٍ مفغور وأردف بصدمه
- منك لله ، عايش مع قبيله بحالها مش واحظه بس ولا إيه
أطلقت ضحكه صاخبه ، بادلها هو الأخر .. وما إن لبثَ أن أمسكَ يديها وأجلسها علي الأريكه وجلس بجانبها مُتحدثاً بجديـه
- ياسمين إنتي كنتي تعرفي شريف!
قطبت حاجبيها بدهشه ، وأجابـت سريعاً
- شريـف مين ؟!
- الصحفي
أردفت بتعجُب وهي تزم شفتيها للأمام
- لا معرفوش ، بس ليـه بتسأل ؟
تحدثَ وهو شارد ، رافعاً مُسدسه لأعلي
- أصله قالي حاجه غريبه كده ، قالي إنه بيحبـك
،،،،،،،،،،،،
- عُمر تعالي حالاً
هتفَ بها عمرو سريعاً ، مُخاطباً عُمر في الهاتف
في حين أجابَ عُمر بنُعاس فـ الساعه تعدت الواحده ليلاً
- إيه يا عم في حد يتصل في وقت زي ده ؟
هدر عمرو بصُراخ
- تعالي بسرعه ، ظهر مُكالمات بين مكاريمان ويوسف قبل الحادثه بإسبوع !!
يتبع...
أنت تقرأ
" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....
Roman d'amourإنهارت الحصون , وتبدلت الأقدار .. وتحدث الموت آسفاً ,بالعدل أعظم .. والشرف أبقي ,, والقصاص أحكًم إستمدت قوتها من ربيعها,, وقفت كـ الفولاذٍ امام ماضٍ سرمدي لا يعنيها ,, رياح عاتيه أثقلت بهم لكنّ القـدر يتلاعب قدر ماشاء علي هواده ,, وتُنفذ القرارات...