"- هل هناك طريقة لقول "اغرب عن وجهي" بلباقة؟
- نورك ساطعٌ كالشمس، وما أجمل غروبك."
،،،،،،،،،
تقيدت بتلك الأفكـار الواهيه التي حتماً ستُهلكها ، نظراتها لذلك القابع أمامها توحي بحريقٍ علي وشك الإندلاع .. وهيهات لمن يقف بوجهها أن يستطيع أن يُخمد ثورتها الهائجه ، عيناها الزرقاوتان التي ورثتهما كاريمان عنها أصبحت كموجٍ تلاطمت أمواجه-بشده- علي حوافِ الصخور ، لطالما أيقنت بغريزتها الأمويـه أنه هو الفاعل .. لكنّ صبـراً حتي يأخذ التحقيق وقته ،، وجهت جُل تركيزها الآن في كيفيه مُعاقبه ذلك المُذنب الذي إختزل حياه إبنتها للموت بقطرات قليله من السُم سريع المفعول ، زفرت بغلٍ واضح وأسامه يُمسك برسغها يمنعها من القيـام بشيئ تندم عليه لاحقاً ، لـ تلتـفت لهُ بحـده مشوبه بسُخريه مريره قائله :
- إنت ماسك إيدي ليـه .. متخفـش مش هعمل للأستاذ حاجه ، ولو إن الموت أهون من اللي هعمله فيه
إبتسم " القابـع أمامها" بمـراره ، فلم يعد لديه أي شيئٍ يخسـره .. فقد بردت نار صدره المُتئده ، وتحولَ قلبـه كقطعه جليـد لا يُذيبها حراره الفقد أو نـار الندم ! ،رغم أنه كان يعرف أنها كانت تثق به للاحدود .... أقدم علي تلك الله لم
كانت نظراته جامده ، خاليـه من التعابير .. فيا لسُخريه القدر فتلك العيون التي كانت تنبض عشقاً ، وتفيضُ ولعاً أصبحت قاتمه لا روحَ بـها ، وكأن بنظرته لإيمـان يُثبت لها أنه ما عاد يهتم لشيئٍ قط ، نظر لـذلك الواقف وملامح وجهه مُنقبضه يكاد يعتصر قبصته لئلا يُقدِم علي فعله تُكلفه حياته وحياه المسكينه بجانبه .. أه تلك المسكينه التي علمت بالحقيقه الآن ، قاتل صديقتها يجلس أمامها بلا أي ندمٍ أو روحٍ .. كانت تتعلف بقشه واحده حتي لا تُصدق أنه الجاني .. لكنـه فعل ولم يبقي بيديها شيئاً لتفعله ... تلك ياسمين التي كانت تقف تبكي بعدما علمت بحقيقه قاتل صديقتها ...!
،،،،،،،،،،
كان قد مرَ
- يعني إيه يا عُمر ، مفيش فُسحه ؟ .. ده انا حضرت كُل حاجه
هتفت بها أمينه في ضيق وهي تُحادث عُمر علي الهاتف ، بينما أجابَ هو بهدوء لا يتناسب مع موقفه الذي يحاوطه الآن :
- للأسف يا أميـنه في ظروف جت بسُرعه ، ومش هينفع نخرج دلوقتي لأن زي منتي عارفه سيف وياسمين كانوا هيبقوا معانا ، مره تانيه
زمت شفتيها بأسف ، ثم إغتصبت إبتسامه علي شفتيها وأردفت بدبلوماسيه
- ولا يهمك ، تتعوض وبعدين كده كده هتغرقني فُسح بعدين
إفتر ثغره بإبتسامه حَسب أنها لن تزوره في موقف كهذا ، لكنـه أخطأ فمن يعش مع تلك الطفله يُصبح مقوباً رأسه علي عقب .. تابعت أيضاً بمرح لم تعهده ، وقد ذابَ الجليـد بينهم
- يلا يا سياده النقيب معطلكش بقي عن قضاياك الصعبه .. اللي مش بفهم منها ولا كلمه
تلك المره ضحكَ بصوت ، وقد تذكرا الإثنان ذات مره حينما حكي لها عن قضيه ما وهي لم تفهم مما قاله شيئ ، بل إكتفت بهز رأسها يميناً ويساراً قائله بسُخريه ، بعدما تكدست قطعه من الشوكلاته داخل فمها
" بص أنا مليش في جو الأكشن ده ، وبعدين إنت فاهم إنت بتقول إيه !! "
ليرد هو عليها بسُخريه مُماثله وهو ينظر لألواح الشوكلاته المُبعثره
"لا بألف الكلام ده ، ليه متعترفيش إنك غبيه وخدودك طبقت علي مُخك لحد ما مبقاش قادر يتنفس ولايفكر "
لوت ثغرها بحنق ، وهي تلتهم أخر قطعه بنهم وتحمل حقيبتها- ذات اللون االبنفسجي القاتم- وتهم بالرحيل قائله
"طب وربنا منا واكله أهو "
لم يستطع كتم ضحكاته وسط كلماتها الطفوليه وتصرفاتها التلقائيه
غرقا في الضحك معاً بعدما تذكرا ذلك الموقف ، ثم أردفَ هو بأليه ، وهو ينظر في ساعته
- معلش مُضطر أقفل دلوقتي عشان في حاحات لازم أعملها
ترقرقت نبـره صوتها وهي تتحدث إليه قبل أن تُغلق
- ربنا معاك ،، ومتضغطش علي نفسك .. لا إله إلا الله
،،،،،،،،،،،
إلتقطَ صورتها الموضوع علي مكتبه ، يجول بعينيه في ملامح وجهها التي يعشقها هو .. زفر بضيق وهو يستعيد ما قاله سيف أخر مره ، لم يحتج هو لكـلامه كي يعرفَ أنها لن تكون لهُ يوماً ، منذُ متي وشريـف يضعف أمام شيئ يُريده .. إما أن يكون ملكه أو يزدريه من حياته بأكملها ،،
لأول مره تنحدر علي وجنتيه دمعه وئيده إنحسرت في مُقلتيه لسنوات ،،
ألقي الصوره بعنف فتهشم الزُجاج علي سجاد الأرض ، لينحني علي ركبتيه أمام القطع المُتناثره قائلاً بإحتراقٍ بنبع من قلبه ،
- مبقاش نافع خالص ،، ضاعـت
،،،،،،،،،
كان يجلس مع جدته في الكوخ الذي أعاد إليه رونق الحيـاه التي إفتقدها لبعض الوقت .. لقد عاد لحيـاته السابقه باسترخاء وكوب قهوه أمريكيه أعادت إليه رشده ، قاطع إسترخاءه رنين هاتفه الذي كان يرن برقم دولي ، فـ قطب حاجبيه بتعجُب ثم إلتقطَ الهاتف سريعاً قائلاً بلهفه إجتاحته:
- ألو !!
أجابه المتصل والذي لم يكُن سوي "علي"
- أيوه يا هشام في أخبار جديده في قضيه كاريمان ، مسكوا القاتل !
خفق قلبه بين أضعله بعنف ، فهو لو إسترخي لبعض الوقت فهو لن ينسي ما حيي ، لن ينسي تلك المرأه التي حركت مشاعره لأول مره ، واليوم سيعرف كيف يقتص من قاتلها .. إجتثَ تفكيره صوت علي وهو يخبره بإسم القاتل لتجحظ عيناه بذهول ، وتتجمع بعض العبرات فب مُقلتيه .. أصابته الدهشه قبل الغضب .. والحيره قبل العصبيه ،، طبق قبصته بشده حتي هربت منها الدماء وهتفَ بصوتٍ هادر
- إحجزلي أول طياره بسرعه علي مصر
عيناه كانت تحكي ألماً عظيماً ، وقلبه مازال ينبض بشده حتي تلاحقت أنفاسه بشده .. إندفعا مريم نحوه مُحتضنه وجهه بكفيها قائله في فزع
- مالك يا هشام ، مالك يا حبيبي بتتنفض كده ليه
لم ينبس ببنت شفه ، وظل مُنكساً رأسه لأسفل هنيه ، ثم رفع رأسه وظهرت عيناه التي تفيض بالدموع وارتمي في حُضن جدته التي ظلت تُربت علي ظهره وظل يُردد بلا هواده
- كان أكتر حد بتثق فيه يا مريم ،، كان أكتر حد بتثق فيه !؟
،،،،،،،،،
ًلم يسلم عُمر من إتصالات أمينه المُتكرره حتي الحاديه عشر ليلاً ، كانت تطمئن عليه وعلي شقيقتها التب لم تجب سوي مره واحده ، وكأنها تجاهلت حياتها عندما علمت بالحقيقه ... لكن تلك المُكالمه كانت نوعاً خاصاًفلم ينطق هو بحرفٍ واحد ، وإنما تلقي وابل الكلمات منها هي حينما أظهر إستياءه وضيقه في الفتره الأخيره
- طبيعي جداً ، كل الناس بيجيلها فتره وتبقي مخنوقه من كُتر الضغوطات اللي عليها ، وتحس إن الدنيا قلبت بروتين مُمل إسود
إستطردت هي بإطمئنان تُحدثه بتلقائيه
- بس الضعيف اللي يستسلم للضغط ، بالعكس حاول تاخد يوم اجازه او حتب تصفي ذهنك ساعه واحده هتلاقي نفسك رجعت زي الأول وأحسن .... وانت يا عُمر من النوع اللي مش بيستسلم انت بتقاوم وبتقوم تقف علي رجلك تاني ، انت قد كلمتك يا عُمر
تشبعت نبرتها بالمراره وهي تنطق جُملتها الأخيره مُتذكره ذلك الطفل الذي لفظها من حياته ثم عاد يتمسك بها بعد فواتِ الأوان ،إنتشلها من تلك الفكـره البغيضه بجملته التي ترسخت فب قلبها وكأنها حُفرت بنبرته العاشقه
- ربنا ميحرمنيش منك أبداً يا حبيبتي
,,,,,,,,,,,,
في اليوم التالي
يجلي في غُرفته نادماً وربما حانقاً لتلك التي لم يعد لديها مكان في حياته ، بل في قلبه يوجد كلاماً أخر .. لم يتوانَ حتي ندم سريعاً ينظر
إليها كثيراً كطفل صغير يتيم فقد والدته ولا يستطيع تعويضها !
تنازل عن صداقته بيوسف لأنه شاركَ جماعه مشكوك في أمرهم ، حتي اصبح هو مشكوك في أمره ... يتلاعب بفتاتين يعلم أنّ واحدهً منهم تعشقه للحد الذي لا حدَ له
دارَ بعينيه في الرسائل التي تُرسل له باستمرار من روان وهو يتجاهلها
لتخبره في رساله أخيره ، أن يترك الماضي ويبدأ حاضراً بصفحه بيضاء
ظل شارداً في تلك الرساله ثم أغلق هانفه نهائياً قبل أن يذهب لقسم الشُرطه ، وهو يشعر أنه سيري أمينه تتأبط ذراع عُمر ، لكنه فضلَ أن ينهي تلك الحكايه للأبد .....
،،،،،،،،
- لقيت إيه بقي يا عمرو ؟
هتفَ بها اللواء " عصام " قبل أن يُجيب عمرو بعمليه بحته
- لقينا إتصالات من المُتهم للمجني عليها قبل الحادثه بشهـر ... ومن خلال شركات الاتصال عرفنا ان المُتهم عمل مكالمات أثناء تواجده في مصر رغم إنه المفروض يكون في مأموريه شِغل زي ما ادعي
أردفَ اللواء وهو يتفحص الأوراق أمامه بدقه شديده
- ما يمكن حد تاني استعمل تليفونه بهدف يوقعه
ردَ عُمر تلك المـره بآليه شارحاً ما حدث
- لما راجعنا الرحلات اللي جت مصر قبل ما المجني عليها تموت بإسبوع ، لقينا اسم المُتهم واللي سافر في نفس اليوم اللي المجني عليها توفت فيه ....
ضيّق اللواء عيناه بحسم ، ناهراً إياهم علي التقصير
- وجايين تكتشفوا ده بعد شهور من مُتابعه القضيه
تجمدت نظرات عُمر لوهله ، ثم إستعاد نفسه قائلا
- المُتهم مكنش متوقع خالص ، خاصهً إنه كان متعاون معانا الفتره اللي فاتت عشان نكشف الحقيقه !!يتبع.
أنت تقرأ
" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....
Romanceإنهارت الحصون , وتبدلت الأقدار .. وتحدث الموت آسفاً ,بالعدل أعظم .. والشرف أبقي ,, والقصاص أحكًم إستمدت قوتها من ربيعها,, وقفت كـ الفولاذٍ امام ماضٍ سرمدي لا يعنيها ,, رياح عاتيه أثقلت بهم لكنّ القـدر يتلاعب قدر ماشاء علي هواده ,, وتُنفذ القرارات...