" بعثرت فؤادي حتي أدمته ،ثم تركتني موتوراً لجروحي "
خلع نظارته الطبيه من علي عيني الصقر خاثته ، ثم أمسك المسوده التي قد كتبها مُسبقاً ليعدها للطباعه .. مط شفتيه بإعجاب ونظرات الخُبث تُغلف عينيه ، كتب في نهايه المقال بخط واضح "شريف مُحسن" ،لترتسم علي شفتيه إبتسامه واثقه قبل أن يخرُج من مكتبـه متوجهاً لرئيس التحرير .. والذي إستقبله مُرحباً
- أهلًا أهلاً بالصفحي المُجد
إتسعت إبتسامه شريف للإطراء المتوقع ، ثم جلس قباله الرجل ، مُتعمداً في نسب الفضل لرئيسه
- من بعض ما عندكم يا فندم ، أنا تلميذ حضرتك
أنهي كلامه وهو يمُد حفنه الأوراق التي عذبته طوال الأيام الماضيه حتي يحصُل عليها
- إتفضل حضرتك ، دي المعلومات الجديده في قضيه كاريمان الإمام
أخذ منه رئيس التحرير الاوراق وتفحصها بعينيه .. ثم وضعها بحذر علي المكتب وهتف بجديه مُشبكاً يديه ببعضهما
-إيه ده يا شريف
رفعَ شريف أحد حاجبيه ، وأردف بتساؤل منطقي
- الكلام اللي هيتنشر
تابع رئيس التحرير بثبات وهو يوقع علي الورق بالرفض
- الكلام ده مش هيتنشر ، ولا هيشوف الشمس
كاد شريف أن ينفعل ، وإحتدت عيناه بشرارات الغضب .. ليهتف الأخر بدوره
- بُص يا شريف ، إنت من أكفأ الناس عندي ،بس مش معني كده إن كل حاجه بتعملها صح
نطق شريف بحده حاول أن يُخفيها ، لكـن فشلت عيناه في ذلك ،،
- إيه الغلط اللي كتبته ، عشان يتمنع من النشر؟؟
تابع الأخر بهدوء ، وهو يحاول إمتصاص هاله الغضب التي إحتلت تلميذُه
- يعني الكـلام اللي كتبته ده غلـط ، ده تشهـير بالناس ،إنك تكتب الكلام ده علي جوزها وإبن عمها .. غلط
تابع وقد قرأ سؤالاً مُلحاً في عينيه
- هي غلطت جامد جداً ، بس مش هنحمل الغلط عليهم ،، إحنا مُهمتنا نوصل الأخبار للناس نوصلهم القاتل ،، مش حاجات عائليه
- يافندم حضرتك مش...
تحدث الرجُل بجديه غير مُحتمله النقاش
- شريـف إحنا مش حِمل قواضي تترفع علي الجورنال ، سيف مش هيسبنا فـ حالنا
نطق شريـف من بين أسنانه ، قابضاً علي يده بشـده
-تمام يا فندم
نظر إليه رئيس التحرير ، بنظره ذات مغزي .. وأردف بحذر
- براحه يا شريـف شُغلتنا مش سهله ، والمواضيع متتاخدش كده
أومأ بإبتسامه بارده ، ثم تناول الورق الموضوع علي المكتب .. وخرج حانقاً والحقد هو الشيئ الوحيد الذي يتجسد نُصب عينيه ،،
،،،،،،،،،،،،
-خايفه؟!
أردف بها سيف وهو يتحدث لياسـمين التي تقبض علي يده بشده بينما كانت عيناه ترتجف ، مُتأمله ذلك المكـان الذي لم تدخله سوي مره !
أجابت وهي تبتسـم بإضطراب
- لا مش خايفه طول منا معاك
أحاط كتفيها بذراعيه
، ونظر له يُطمئنها مما هي مُقبله عليه ، يحاول أن يمنعها لكـنه لا يقدر..
جلست قباله وكيل النيابه بوجه مُرتبك ، بينما زل هو جالساً قُربها حتي ينتهي التحقيق !
دلف بخُطي واثقه ، وهو ينظر لياسمين من أعلي لأسفل بإحتقار ، يكاد يصفعها بشـده ، لمعرفته
أنها قتلت حبيبته .. أو مُشتبهه فيها !
جلس يوسف أمامها بحاجب مرفوع وثقه لا مُتناهيـه أردف بتهكُم
- بقي إنتي يطلع منك كُل ده ، يا صاحبتها يا حبيبتها ؟!
كادت أن تنطق ، لكـن فاجئها سيف بالرد القاطع بتحدي
- لو هي صاحبتها مُشتبهه فيها ، يبقي إنت أكيد لازم حاجه تجرك للكرسي ده كمان
نظر إليه يوسف بحـده ، وقد إحترقت الزروع الخضراء بعينيه ليصير لونها بُني ، ليبدأ وكيل النيابه بالإستجواب بعد أن هتف بتجهُم
- بس إنتو الاتنين .. يا مدام ياسمين إحكيلي إيه اللي حصل يوم الوفاه
تحدثت ياسمـين بإرتباك ، وهي تفرك يدها بعصبيه ،،
- كاريمان إتصلت بيا الصُبح الساعه ٩ وانا كنت في المُستشفي بسبب تعب مُفاجئ وقالتلي إنها عايزه تروح تشتري حاجات لمُناسبه عندها بالليل وكانت مبسوطه ، مرضتش أكسر فرحتها .. فوافقت
تابعت وقد تجمعت بعض الدموع في مُقلتيها وهي تتذكر ما ءالت إليه الأمور بعدها ،،
flash back
-يعني إيه مش هتخرجي !!
تحدثت ياسمين بعصبيه ، في حين هتفت كاريمان بنزق
- زهقانه ومش عايزه أخرج .. هو بالعافيه!
زادت حِده كاريـمان من إسلوب صديقتها ، فهدرت صارخه
- كُنتي إتصلتي بيا وقولتيلي مش تخليني أخبط مشوار زي ده ، وأنا تعبانه كمان
حركت كاريمان عيناها بتملمُل ، وبنبـره بارده أردفت
- منتي بتيجي بتاكسـي ، مش موضوع علي فكره اللي إنت تزعلي عليه كل ده
نظرت لها ياسمين بدهشه ، وأمعنت النظر في قسمات وجهها المُرتخيه ، لتهتف بعدها بصدمه
- إنتي مش طبيعيه !
تلك المره تحدثت كاريمان بغيـظ وهي ترمُق ياسميـن من أعلي لأخمص قدميها
- إحترمي نفسـك يا ياسميـن مبقاش غيرك إنتي كمان اللي يكلمني كده
إزدرت ياسمين ريقها ، وبصوت مُختنق هتفت
- تقصدي إيه ؟؟
أدارت كاريمان ظهرها وطبقت ذراعيها لصدرها ، وهي تتحدث بتعالي
- إوعي تنسي نفسك يا ياسمين ، إنتي حالياً مش أكتر من مرات إبن عمي وياريت متتطاوليش
غلمت ياسمين أن كاريمان فقدت السيطره علي نفسها ، فالتقطت حقيبتها وخرجت من البيت باكيه .. وهي تُريد إخراج تلك الصداقه من قلبها للأبد .. فاستجاب لها القدر
end flash
أجهشت بالبُكاء بعد أن أنهت كلامها ، وضعت يدها علي وجهها تُخفي فيه عينها ، بينما يوسف ينظر لها بثبات لا تتبين تعاليـم وجهه ، بينما كان سيف يُشفق عليها ، ودَ أن يحتضنها لكنـه تماسك أمام الجالسين
هتف وكيل النيابه بتشكُك
- يعني إنتي روحتيلها العصر ومشيتي إمتي !
أجابت بشهقات مُتتاليه
- الساعه ٤ ونص كده
- مكتوب في تقارير الطب الشرعي ، إن السم إتاخد بين الساعه ٦ لأن مفعوله كان سريع جداً وهي راحت المُستشفي ٧
كانت دقات قلبها تتعالي ، بينما نظر سيف بترقُب ، ويوسف يتابع الموقف بثبات مُصطنع فبـداخله يُخفي الكثيـر
تحدث وكيل النيابه بجديه للكاتب بجانبه
- يُخليَ سبيل المُتهمه وتؤيد القضيه ضد محهول علي أن يتم التجديد فيها
وقعت الكلمات وقع الصاعقه علي سيف ، الذي أغلق عينيه بألمٍ واضح ، لم يشعر إلا بيد ياسمين الذي أحاطت بكفه تلتمس الأمان ، خرج من الغُرفه ناظراً ليوسف بحنق ، وقد توعدت الأعيُن لما سيحدُث ، لكن قلبه يُتمتم بالحمد لأن القدر إستجاب لهُ
،،،،،،،،،
نظرت إليه بمشاعر مُتخبطه بينما أكمل هو حديثه المعسول ، ناظراً إليه بحُبٍ جارف
- محدش يقدر ياخد مكانك يا أمينه ، أنا مبحبش غيرك
تلعثمت أمينه ، بينما أكمل نائـل بنبـره مُشتاقه دغدغت مشاعرها
- أنا فسخت الخطوبه مع روان علي فكره ، لإني مش هستحمل دبله تزين إيدي غير بتاعتك وبس
تخضبت وجنتاها باللون الأحمر ثم أردفت بثباتٍ نسبي
- يعني مش هتسبني تاني يا نائل؟
أجاب هو ناظراً لعينيها بقوه
- لا عُمري ، ولا هيحصل تاني
إبتسمت هي ، ولكـن قلبها تللك المره لم يكُن بخير ، كان يُخبرها ألا تثق به مره أخري ، لكـن عقلها آبي ذلك ،فـ الانسان يُخطئ .. إستغربت ألا يكون من المُفترض أن يتبادلا الأدوار ، أن يكون قلبها هو من يحثها علي الرجوع ! ،، تلك المره الاولي .. تفكر بقلبها و تشعُر بعقلها
غصبت نفسها علي إكمال الإبتسامه ، ليُسجل اليوم تاريخاً أخر يُثبت فيه نائل تأثيره وصك ملكيته عليها !!
،،،،،،،،،،
في اليونـان
تدور عيناه بأرجاء البيت الذي شاركته فيه حبيبته " كاريـمان" ، أغمض عينيه بألم وعقله مُشتت ، تنهد بحراره وهو يضع كفه علي وجهه .. وما لبِث إلا أن ضيق عيناه بتفكـير ثم إلتقط هاتفه سريعاً وإتصل بصديقه " علي " قائلاً بلهفه
- علي ، عايزك تجيبلي تحركُات يوسف من ٣ شهور فاتوا لحد حالاً
إضطرب علي من كلامه المُفاجئ وتساءل
- تقصُد و٣ شهور جايين ؟
نفي هِشام بقوه ، وأردف بإصرار
- لا ٣ شهور فاتوا ، إسمع اللي بقولك عليه .. بس مش عايـزه يحس بحاجه
نطق علي بعدما فهم الأمر ، وإستعاد وعيه من كلمات هِشام المُتراصه
- تمام تمام متقلقش
أغلق هشام ، وحدث نفسه بصوتٍ مسموع
- والله لأوريك يا كلب ،، ولو إتأكدت إن انت اللي ورا الموضوع .. مش هتفلت مني !
يتبع..
أنت تقرأ
" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....
Romansإنهارت الحصون , وتبدلت الأقدار .. وتحدث الموت آسفاً ,بالعدل أعظم .. والشرف أبقي ,, والقصاص أحكًم إستمدت قوتها من ربيعها,, وقفت كـ الفولاذٍ امام ماضٍ سرمدي لا يعنيها ,, رياح عاتيه أثقلت بهم لكنّ القـدر يتلاعب قدر ماشاء علي هواده ,, وتُنفذ القرارات...