" انتقام اعمي"

2.6K 67 0
                                    


The worst is yet to come
"الاسوء سيأتي لاحقاً"
،،،،،
سيف وياسمين
إزدرت ريقها بصعوبه ، وعيناها محفوفه بالدموع التي زينت مُقلتيها .. إنتقلت ببصرها للجالس بجوارها لتجده يقبض علي المقود حتي برزت عروق يداه ، يكز علي أسنانه غضباً .. أدركت أنه لن يُمرر ما قاله يوسف ونظراته القويه التي كادت أن تخترق ياسمين ، رمشت بعيناها عِده مـرات وتنهدت بثِقل ،ثم هتفت بخفوت
- سيــف !
لم يصدر منه أي رده فعل ، فعلمت أنه لم يسمعها .. فأعادت ما قالته بنبـره أعلي قليلاً ، حتي ظهر الرد منهُ شارداً
- نعم ؟
تنحنحت ، ثم أردفت بهدوء وعيناها مُعلقه عليه تحاول سبر أغواره
- بتفكـر في إيه ! .. وناوي علي إيه يا سيف؟!
كانا قد وصلا للمنزل ، أوقف السياره جانباً ، وأدار وجهه إليها ومطَّ شفتيه بتفكـير قائلاً بعد صمتٍ
- مش عارف ! بس في حاجه فـ يوسف مش عجباني
تخدثت بحده واضحه ، وهي تطرق بقبضه يدها علي الطاوله الأماميه للمقود "التابلوه"
- معرفش هو اتغير كده ليه ، مبقاش غيري اللي يشُك فيها .. مش عايزه أسمع سيرته تاني أشاحت بوجهها بعد أن لفظت جُملتها الأخيره بقوه ، بيـنما هزَّ هو رأسه يميناً ويساراً ، رافعاً إحدي حاجبيه يتذكر وجهه يوسف أثناء التحقيق
- ياسمين إهدي ، يوسف كان خايف اللي يبان إنه مش هامه ، بس لما اتكلمت معاه واحنا ماشين كانت في عينيه نظره خوف أول مره أشوفها .. في حاجه مخوفه يوسف يا ياسمين !!
قضبت حاجبيها بإستغراب ، وتحدثت بنبـره ساخـره وهي تُطبق ذراعيها لصـدرها
- أه صح كان خايف ، مكنـش مخوفني أنا !
أمسك كفها ، وضغط عليه بخفه.. وتحدث بحنو وهو ينظر لها كـ عاشقٍ مُتيم
- مينفعش تخافي وأنا معاكي
تخضبت وجنتاها بالحُمره ، وأرادت الهروب من حِصاره .. فـ هتفت بصوت خفيض
- إيه اللي عرفك إنه كان خايف !
أرجعَ رأسهُ للوراء ، وأردفت بتفكيـر يُقلق ، وما إن لبث حتي حَفت عيناه بالمكـر ، ونبرته مالت للتصميـم
- مش عارف ، بس أكيد هعرف خايف من إيه.. وساعتها يا هعاقب يا هواسي
زفرت هي بحنق ، فـتلك القضيه التي شغلتهم منذُ ثلاثه شهور ،، لم تكتمل بعد .. ولن!
،،،،،،،،،
- هاا يا علي عملت إيه !!
أردف بها هِشام بلهفه سافره ، وأصابعه تنقُر بتوتر علي المكتب خاصته ، بينـما أجابه علـي من الطرف الأخر ، ونبرته تتأرجح بين الهدوء والسُخريه
- لسه بندور وراه ، بس الأستاذ ماشاء الله عليه كان شّغال مع جماعه مافيا حلوين أوي !
إتسعت مُقلتي هشام ، وصمت هنيه يُفكر ويقلب الأحداث .. أيمكن أن تلك المافيا أرادو أن ينتقموا منه !! ،، هتف بقوه وعيناه تخفي خلفها نيران مُشتعله كما لو كانت بُركاناً ثائراً
- بُص ، إنت تجيبلي كل حاجه تخُص الشغل ده من اوله لأخره ، وتحركات يوسف بتاعت أخر ٣ شهور تكون عندي بعد بُكره .. وبعد ما تجبهم تحجزلي تذكره علي أول طياره نازله مصر بعدها
- تمام جداً
أنهي علي الحوار ، وإتجه ليفعل ما كُلِفَ به قَلِقاً عل هشام الذي إتخذ الأمر عنده محوراً جديـاً
،،،،،،،،،،،
تجلس علي الفراش ، تُعيد ما قاله لها نائل .. أيكـون يوسف السبب الحقيقي لموت كاريمان .. أم أن نائل يكذب !،مسحت وجهها بعصبيـه وهي تُردد
- لازم سيـف يعرف .. لازم
إلتقطت هاتفها بسُرعه وضربت رقمه حتي أتاها صوت ياسمين
- خلاص هطلع أهو ، متقلقيش
تعلقمت أمينـه ثم حسمت أمرها ونطقت بخفوت
- ياسمين أنا عايزه سيف لو سمحتِ
لم تألف ياسمين ما قالته أختها ، ولكـنها أعطت الهاتف لسيف ، والأربع عيون تنظر للهاتف بإستغراب
لم تفهم ياسمين كلمه مما يُقال غير كلمات سيـف المُبعثره مثل " هو إيه ، خلاص ، تمام ، طالع "
تساءلت عينا ياسمين ، فبادرها بقوله وهو يُطفئ مُحرك السياره ، ويوشك علي النزول -معرفش عايزاني فـ إيه، هطلع معاكي وأشوف لسه
أومأت بخفه ، وترجلت من السياره ، ثم تأبطت بذراعه وهي ترمقه من حيـن لأخر بنظرات متوجسه
لم يطرقا الباب ، فـ كانت تقف مُنتظره إياهم علي الباب
رمقت سيف بحذر وهو يصعد الدرج مع شقيقتها ، ومن إن دخلا من باب البيت حتي تحدث سيف بإبتسامه وهو يُطبق جفنه العلوي علي لحظهِ
- عايز كُبايه القهوه بتاعتي ، علي ما اسلم علي عمي
إبتسمت هي بخجل ، وإنطلقت تُحضر ما طلبه ، ألقي السلام علي إبراهيم ثم جلس في الصالون .. تبعته أمينه ودخلت والباب مفتوحُ علي مصرعيه ثم بدأت في حديثها المشكوك
،،،،،،،،،،
أغمض عيناه بتعب ، ثم نظر لصورتها القابعه علي الكومود بجانبه ، وفي جزء من الثانيه كانت الصوره علي الأرض مُهشمه لفُتات صغير لن يُصلحَ مره أخري ، هدر بصُراخ وهو يرمق الصوره التي تربعت أرضاً
- إنتِ السبب ،، إنتِ السبب
لملمَ أشياءه وملابسه ووضعهم في حقيبه سفر بدون ترتيب ، ثم سحب حقيبته مُتجهاً بعيـداً عن ذلك المنزل الذي يُذكره بكل تفصيله حدثت أثناء ما تواجدت كاريمان ،، رمقَ الغُرفه بنظره حزينه نادمه .. ثم أشاح بوجهه تاركاً المنزل الذي جمع أسعد لحظات حياته مع روحه الميته ،
،،،،،،،،
- بس كده!
أنهت أميـنه حديثها ، وعلي مسامع سيف الذي يدفن وجهه بين يديه ، مصدوماً مما ألقته أمينه علي مسامعه ، وياسمين التي أطلقت صرخه لتضع يدها علي فاهها ، والدموع تُغرق وجنتيها قائله بـ قهر
- يعني يوسف ال.. اللي قتلها !!
تتابعت شهقاتها المصدومه ، بينما إمادت يد سيف لتحضتنها ، وأمينه مُطرقه رأسها لأسفل - عايز يوسف يكون متراقب ٢٤ ساعه ، ميغبش عن عين حد لحظه ، وعايز تقرير في طبيعه شغله كُله
أردف بها سيف بعصبيه ، ثم اغلق الخط في وجهن عُمر الذي لم يتبين له ما يحدث .. ثم تابع بحنق وهو ينظر لياسمين بشفقه
- لو طلع ليه يد في الموضوع ده .. مش هرحمه !؟
يتبع..   

" جريمه علي قيد حُبك " .. بقلم سارة عاصم....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن