السادس والعشرون من يناير

492 64 48
                                    

كنت مستاءا من كلام ابي فأنا قلت ما قرأته فعلا ، كيف أمكنهم السخرية مني بتلك الطريقة ؟
اغلقت الباب بعنف وجلست على الارضية مغتاظا إلى أن هدأت قليلا ، ثم قلت في نفسي :
- ساثبت لهم انهم مخطئون ، وانهم ليسوا جديرين بمناصبهم تلك

وقفت في همة و بحثت مجددا عن ذلك المجلد لكي ينطلق بحثي مما كتب فيه ، ولكن بلا جدوى فأنا لم اعثر عليه أبدا ..
وكان الامر غريبا فغرفتي بالطابق العلوي ولا يمكن لاي أحد الدخول إليها خاصة وأن نافذتي مغلقة دائما ، فتساءلت في نفسي :
- ترى كيف تمت سرقته؟
لنفترض ان احدهم قد دخل من النافذة بطريقة ما ، لما لم يحرك اي غرض اخر في الغرفة ؟ فإن كان سارقا فهو سيبعثر كل شيء بحثا عن المال أو أي شيء ثمين آخر ..

اذن لا بد ان هذا المجهول قد علم أن كتابه العزيز بحوزتي بدل أن يتم نشره كما كان يرغب ، لذا اتى إلى هنا لاستعادته ثم خرج مجددا بطريقة سحرية اخرى .
بحثت في درج طاولتي لأعثر على تلك القصاصة الصغيرة التي كتبت عليها بضع كلمات مما قاله صاحب المجلد، فأمعنت فيها النظر محاولا معرفة ما حدث بالضبط ..

لقد قال المفتش ان دان توسفير قتل مسموما وهو ما قاله صديقنا المجهول ايضا إلا انه أضاف انها فتاة شقراء ، خبأت القصاصة في جيبي و أعتليت قبعتي ثم نزلت من الدرج لأجد الطاولة قد اصبحت خالية ..
- اذن فقد رحلوا .. قلت محادثا نفسي ثم غادرت المنزل بدوري لأشرع في البحث عن دلائل تدعم نظرية "الفتاة الشقراء" الخاصة بالهاوي الصغير .

سرت عبر الشوارع أفكر في طريقة تساعدني في البدأ إلا أن الحظ ابتسم لي حين علا صوت فتاة صغيرة مناديا :
- جريدة "مولبر نيوز" اليومية ، اخبار مهمة ، سارعوا لإقتنائها بدولار واحد فقط !
لمعت الفكرة في رأسي أخيرا ؛ الجريدة! كيف نسيت أمر الجرائد ؟
لا بد من وجود شيء عن دان توسفير هناك ..
ابتعت واحدة وجلست على احد الكراسي بينما قلبت صفحاتها بشغف إلى ان وقعت عيناي على الخبر الأهم ، وقد كتب بالبند العريض
" مقتل دان توسفير : جريمة بشعة في حق الملياردير "
ورحت أقرا ما قيل عن مقتله ، ففي مساء الأمس كان قد أقام حفلا عظيما للاحتفال بتصدر منتجاته للسوق العامة ، ولم يحضر الحفل سوى كبار الشخصيات وذوي المناصب ولكنه قد عثر عليه في غرفته مسموما ولم تُكتشف جثته إلا بعد ان اختفى لفترة لم يلحظه فيها احد مما جعله يتأخر عن توديع الحضور الامر الذي أقلق ابنه فأرسل خادمه الشخصي ليبحث عنه في غرفته إلا انها كانت مقفلة فاضطر إلى كسر القفل ليتفاجئ بجثة سيده ملقاة على الارض ..

كانت هذه المعلومات جيدة كفاية فبما أن الحضور من كبار الشخصيات فعلي حصر المجال اكثر ، إلا أنني لا اريد مساعدة من أبي في ذلك فأنا ساثبت له بأنني استطيع تأدية عمله بسهولة ، وبدا لي انه ما من طريقة اخرى سوى زيارة قصر آل توسفير ..
غيرت ملابسي وارتديت طقما اسودا يناسب العزاء و اقتنيت في طريقي طوق زهور وركبت سيارة اجرة متجها نحو قصره .
نزلت من السيارة و قد سمح لي البواب بالدخول بعد ان اخبرته بأنني ابن المحقق ستيف سيكر وقد أتيت لأوصل له بعض الاغراض ..

قاتل بدون هوية - A murderer without an identityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن