الثاني من فبراير

211 40 22
                                    

كنا حينها قد وصلنا إلى البوابة الحديدية لقلعة دي كاربن حين قالت تلك الفتاة :
- أنا أعرف هذا بالطبع ! وأعرف كل شيء حصل في الجرائم السابقة ..
ثم هدأتْ قليلا لتواصل بعدها :
- هذا لأني أنا من كتب ذاك المجلد !

كان هذا صادماً بالنسبة لي ، لقد هدمت بقولها كل النظريات التي وضعتها حول الهاوي ، وكانت عشرات الأفكار تتدفق فجأة في رأسي و لقد أدركت أخيرا بأني أقف أمام الهاوي الصغير بنفسه .
واستيقظت من أفكاري تلك حين قالت :
- وكلامك هذا يعني شيئا واحدا وهو أنك من حصل عليه .
أرخيت يداي لتفلت منهما ، في حين كنت أتلعثم بعدة أسئلة لأستقر أخيرا بقولي :
- كيف عرفت بهذه الجرائم إن لم تكوني جزءا منها؟ اشرحي لي !

راحت تتحسس خصلات شعرها ثم همتْ بالكلام إلا أنها صمتت حين سمعنا  صراخا قادما من القلعة ، ليلتفت كلانا إلى الآخر باستغراب  فيما قلت موضحا :
- لا بد من أنهم قد وجدوه ، هيا بنا !
ثم اسرعتُ لاعبر البوابة إلا أني لم أشعر بوجودها معي فالتفتت لأجدها لا تزال واقفة هناك ، فقالت فورا :
- أخشى أنهم قد وجدوه ميتا ..
- لا تتعجلي الأمور ، سنعرف ذلك قريبا .
- لا بأس ، وجودي معك سيجعلك في مشكلة سأنتظرك هناك .
وأشارت إلى القبو . 
ثم أضافت بحزم :
- هذا لأني أود اخبارك بالكثير .
أومأتُ موافقا ثم ابتسمت و قلت :
- وأنا أيضا .

تتبعتها بنظراتي بينما اتجهتْ نحو القبو ثم انطلقتُ عبر الممر و وصلت إلى القلعة أخيرا ثم دلفت باحثا عن مصدر الصوت ، فأوصلتني مسامعي إلى غرفة بالطابق الثاني .
دخلت لأجد الجميع هناك وقد لفتهم دخولي المفاجئ لذا التفتوا نحوي جميعا بما فيهم ليونيد ، و ما أكبر فرحتي برؤيته معهم !

اقتربت نحوهم بسرعة  في حين قال أرنست :
- أين كنت كل هذه المدة ؟؟
تجاهلت سؤال صديقي واندفعت نحو ليونيد الذي بدا خائفا جدا وقد اغرورقت عيناه في يأس و لاحظت بأنهم قد كبلوه أيضا ، وبمنظره المرتعد هذا أحسست بأنه بريء فعلا ، فأمسكت كتفيه ثم قلت :
- هل أنت بخير ؟
استغرب الفتى سؤالي هذا و يبدو بأنه ليس الوحيد فقد  استغرب الآخرون ذلك أيضا ، مما جعل المحقق رفاييل يقول :
- نحن لا نهتم بصحة القَتلة يا أبرو .

أزعجني تعليق رفاييل بالفعل إلا أني تجاهلته هو الآخر و سألت مجددا :
- أين وجدتموه ؟
ليرد أرنست قائلا :
- كان في غرفة سرية تقبع خلف قاعة الطعام بالأسفل .
بينما أضاف المفتش جيرلد :
-  لقد وجهنا له إتهاما رسميا وفي الغد سيرافقنا إلى المحكمة و لم يعارض ذلك بالطبع .
ليضحك أبي قبل أن يقول :
- وكيف له أن يعارض مع وجود كل تلك الأدلة ؟
فوقفت منزعجا من موقفهم هذا لأقول بغضب:
- لكنه لم يعترف بطريقة علنية !

ليقطب أرنست حاجبيه مستغربا ويضيف :
- ولما تقف في صفه  أنت ؟ هذا غريب منك .
فأومأ المحقق رفاييل موافقا وواصل :
- لسنا بحاجة إلى اعتراف علني الآن لانه سينطق به في المحكمة ثم أنه كان مختبئا وهذا دليل على أنه كان يعرف بأننا قد كشفنا سره .

قاتل بدون هوية - A murderer without an identityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن