بعد مغادرة ارنست بدقائق اتصلت بكلاود لأعلمه بأننا سنلتقي غدا .
رن الهاتف طويلا قبل أن يجيبني شخص آخر قائلا :
- مرحبا ، هنا مكتب السيد كلاود ، بما أخدمك؟
- اه ، إني أود أن احادثه قليلا لو سمحت.
- اعتذر منك يا سيدي ولكن السيد كلاود في اجتماع مهم الآن .
- لابأس ، أيمكنك أن تخبره بأن الروائي أبرو يريد أن يلتقيه مساء الغد ؟
- بالطبع سيدي ، سأفعل ذلك .اغلقتُ سماعة الهاتف ، فدخل أبي وقد أحضر بعض الحساء والفواكه و وضعها على الطاولة وأردف قائلا :
- تناول فطورك ونم بعدها ، وأيضا سأضطر للنوم خارجاً الليلة لذا اعتني بنفسك جيدا.
أومأت موافقا في حين لم يلبث أبي أن خرج مسرعاً .قضيت ذلك المساء مفكرا في أحاديث أرنست ، هل من الممكن فعلا أن يكون لكلاود علاقة باختفاء روسينا؟
وقد حاولت جاهداً أن لا أفكر بالأمر بهذه الطريقة إلا أن كل شيء محتمل ، ولكن إن كان ذلك صحيحا فهذا يعني بأنه على علاقة بإيزاك ولربما لفق أمر عمله معه من أجل أن يبعد الشبهة عنه .وبمجرد التفكير احسست بأن رأسي على وشك الانفجار ، فأنا لم أعد على دراية في من يجب علي الثقة به ، كما أن روسينا لا تزال مفقودة وكان هذا يجعلني أقلق أكثر فكلما طال وقت اختفائها تزيد مخاوفي وتكبر ، وبالفعل كنت أعلم بأن ارنست والشرطة سيبذلون كل جهدهم في البحث وبالرغم من ذلك لم أكن مرتاحا .
واستمريت بالتفكير فيها إلى أن غفوت وأنا على تلك الحال ، و لم استيقظ إلا على صوت الهاتف الذي راح يرن بإزعاج مرات عديدة مما أجبرني على مقاومة مرضي و ترك السرير لكي أنزل ببطء إلى غرفة المعيشة ، وقد كان لا يزال يملئ المكان بصوته العالِ حين حملت السماعة وقلت بازعاج :
- مرحبا ؟
- أبرو ساعدني ارجوك !كان ذاك صوت روسينا وهي تصرخ ولا أنكر بأن هذا جعلني أنتفض وأقشعر من فرط المفاجأة و راحت الخواطر كلها تتدفق في ذهني في تلك اللحظة ؛ هي حية ! فأجبت فورا :
- روسينا !! هل أنتي بخير ؟!
ولم يُسمح لها بعدها بالكلام بل أمسك أحدهم سماعة الهاتف وقال بخبث :
- اهلا ، اهلا بمحب التعقب أبرو ، ها أنت ذا تسمع صوتي أخيرا فأنا هو غريمك ، أنا من كنتَ تبحث عنه طوال هذه فترة !كان ذاك الرد صاعقاً لي لا أصدق بأنه على الهاتف ! لا بد من أن هذا الشاب هو ايزاك أو بالأحرى القاتل عديم الهوية !
ولا أنكر بأن هذا جعلني أشعر بالخوف و قد وقفت مذهولا لبرهة أحاول أن أفهم الوضع ، اذن فقد اختطف روسينا على عكس ما إعتقدتُه .لأجبر نفسي على أن أحافظ على هدوئي أمامه وأقول :
- ما الذي تريده منها بالضبط ؟! دع الفتاة وشأنها !
- أوه ، هل أثرتُ غضب روميو باختطاف جولييت خاصته؟
- كف عن التفاهات ! و أخبرني ما الذي تريده ؟
ليماطل قائلا :
- ما الذي أريده ؟ ما الذي أريده ؟ اها ! كل ما أريده الآن هو أن تتبع أوامري بحذافيرها بدون استثناءات أو اية اعتراضات، هذا إن كنت تريد أن تظل هذه الفتاة على قيد الحياة فترة أطول ..
أنت تقرأ
قاتل بدون هوية - A murderer without an identity
Misteri / Thrillerابرو سيكر هو روائي مشهور , يعثر عن طريق الصدفة على مجلد و يتفاجئ بما يحمله ذلك المجلد من أمور مريبة تحدد طريقة حدوث سلسلة من جرائم القتل التي ما تلبث ان تحدث .. ولكن سرعان ما يختفي هذا المجلد ترى كيف اختفى ؟ ومن هو هذا القاتل ؟ و تتوالى الاحداث .. ا...