الثامن من فبراير

215 45 11
                                    

بعد مغادرة ارنست بدقائق اتصلت بكلاود لأعلمه بأننا سنلتقي غدا .
رن الهاتف طويلا قبل أن يجيبني شخص آخر قائلا :
- مرحبا ، هنا مكتب السيد كلاود ، بما أخدمك؟
- اه ، إني أود أن احادثه قليلا لو سمحت.
- اعتذر منك يا سيدي ولكن السيد كلاود في اجتماع مهم الآن .
- لابأس ، أيمكنك أن تخبره بأن الروائي أبرو يريد أن يلتقيه مساء الغد ؟
- بالطبع سيدي ، سأفعل ذلك .

اغلقتُ سماعة الهاتف ، فدخل أبي وقد أحضر بعض الحساء والفواكه و وضعها على الطاولة وأردف قائلا :
- تناول فطورك ونم بعدها ، وأيضا سأضطر للنوم خارجاً الليلة لذا اعتني بنفسك جيدا.
أومأت موافقا في حين لم يلبث أبي أن خرج مسرعاً .

قضيت ذلك المساء مفكرا في أحاديث أرنست ، هل من الممكن فعلا أن يكون لكلاود علاقة باختفاء روسينا؟
وقد حاولت جاهداً أن لا أفكر بالأمر بهذه الطريقة إلا أن كل شيء محتمل ، ولكن إن كان ذلك صحيحا فهذا يعني بأنه على علاقة بإيزاك ولربما لفق أمر عمله معه من أجل أن يبعد الشبهة عنه .

وبمجرد التفكير احسست بأن رأسي على وشك الانفجار ، فأنا لم أعد على دراية في من يجب علي الثقة به ، كما أن روسينا لا تزال مفقودة وكان هذا يجعلني أقلق أكثر فكلما طال وقت اختفائها تزيد مخاوفي وتكبر ، وبالفعل كنت أعلم بأن ارنست والشرطة سيبذلون كل جهدهم في البحث وبالرغم من ذلك لم أكن مرتاحا .

واستمريت بالتفكير فيها إلى أن غفوت وأنا على تلك الحال ، و لم استيقظ إلا على صوت الهاتف الذي راح يرن بإزعاج مرات عديدة مما أجبرني على مقاومة مرضي و ترك السرير لكي أنزل ببطء إلى غرفة المعيشة ، وقد كان لا يزال يملئ المكان بصوته العالِ حين حملت السماعة وقلت بازعاج :
- مرحبا ؟
- أبرو ساعدني ارجوك !

كان ذاك صوت روسينا وهي تصرخ ولا أنكر بأن هذا جعلني أنتفض وأقشعر من فرط المفاجأة و راحت الخواطر كلها تتدفق في ذهني في تلك اللحظة ؛ هي حية !  فأجبت فورا :
- روسينا !! هل أنتي بخير ؟!
ولم يُسمح لها بعدها بالكلام بل أمسك أحدهم سماعة الهاتف وقال بخبث :
- اهلا ، اهلا بمحب التعقب أبرو ، ها أنت ذا تسمع صوتي أخيرا فأنا هو غريمك ، أنا من كنتَ تبحث عنه طوال هذه فترة !

كان ذاك الرد صاعقاً لي لا أصدق بأنه على الهاتف ! لا بد من أن هذا الشاب هو ايزاك أو بالأحرى القاتل عديم الهوية !
ولا أنكر بأن هذا جعلني أشعر بالخوف و قد وقفت مذهولا لبرهة أحاول أن أفهم الوضع ، اذن فقد اختطف روسينا على عكس ما إعتقدتُه .

لأجبر نفسي على أن أحافظ على هدوئي أمامه وأقول :
- ما الذي تريده منها بالضبط ؟! دع الفتاة وشأنها !
- أوه ، هل أثرتُ غضب روميو باختطاف جولييت خاصته؟
- كف عن التفاهات ! و أخبرني ما الذي تريده ؟
ليماطل قائلا :
- ما الذي أريده ؟ ما الذي أريده ؟ اها ! كل ما أريده الآن هو أن تتبع أوامري بحذافيرها بدون استثناءات أو اية اعتراضات، هذا إن كنت تريد أن تظل هذه الفتاة على قيد الحياة فترة أطول ..

قاتل بدون هوية - A murderer without an identityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن