جلس أبي يهدئني حينها فقد كنت منزعجا لحد كبير ، فها هو ذا فريقي يتشتت لأسباب تافهة وفي وقت عصيب ، و المجرم سيقدم على خطف روح أخرى حتما أو لعله قد فعل ، وكنت أحاول جاهدا طرد هذه الافكار المأساوية من عقلي ..
أحضر لي أبي عصير الليمون بينما قال :
- خذ ، سيجعلك هذا بحال أفضل .
تناولت الكأس بهدوء من يده ، وبقيت أتأمل ذاك الشراب وحسب ، فراح أبي يواصل :
- ليس عليك القلق عليهما ، ما هي إلا أيام قليلة وسيعودان لحالهما ..
كنت أعرف بأنه يحاول المساعدة ولكني قاطعته بضيق قائلا :
- ولكني أحتاجهما الآن أكثر من أي وقت آخر !
اكتفى أبي بالنظر إلي مطولا ثم أردف:
- حسنا حسنا ، إذهب للنوم الآن وفي الصباح سنناقش هذا الموضوع ، اتفقنا ؟أومأت موافقا فأنا لم أرد افتعال شجار معه أيضا ثم اتجهت لغرفتي مجددا ، وبالرغم من أني قد تأخرت في النوم لأنني أمضيت معضم الوقت في التفكير بحل إلا أنني غفوت في نهاية المطاف ولم أستيقظ إلا في وقت متأخر من الصباح على عكس ما خططت له فقد كنت أنوي زيارة كلاود مرة أخرى ، فرتبت نفسي مسرعاً ونزلت بعدها و قلت بصوت عالٍ :
-صباحك سعيد يا أبي ، بالرغم من أنك لم ..
ثم توقفت فجأة حين لم أجد رداً ، لذا جلت المكان بحثا عن أبي ولكنه لم يكن موجوداً إلا أنه قد ترك ملاحظة صغيرة على باب المطبخ مفادها انه قد غادر باكراً لأن لديه عملاً مهما في قضية جديدة.وقفت متأملاً لبرهة ثم خطر لي أنه من الأفضل أن أهاتفهما ، فوضعت رقم أرنست على الفور وانتظرت بضع ثوان قبل أن أسمع صوت فتاة تقول :
- نعم ، من معي؟
- مرحبا ،أنا أبرو صديق أرنست ، و أود التحدث معه ..
- للأسف أخي قد غادر المنزل منذ ساعة ، ولكن أتريدني أن أخبره بأي شيء عند عودته ؟
- لا شكرا لك ، أوصلي له تحياتي فحسب ..قلت ذلك ثم أغلقت الخط ، وحاولت بعدها أن أخمن أين من الممكن أن يكون يا ترى ؟ ولكن تخميناتي كلها لم تجدي نفعا فأنا أعرفه جيدا ، و أدرك بأن ذاك الولد قد يكون في أي مكان على وجه الأرض .
فآثرت أن أتصل بكلاود بعدها ، ولكن لا أحد يرد ، وكان هذا متوقعا من شخص بمكانته فمن الطبيعي أن يكون مشغولا .وأخيرا قررت بأن أتصل بروسينا بالرغم من أني قد ترددت في فعل ذلك ، فوضعت الأرقام منتظرا الاجابة وقد طال الأمر قبل أن يحمل أحدهم السماعة وسط ضوضاء كبيرة لم أفهم معناها ليقول بصوت أجهش :
- مرحبا ؟
- صباح الخير ..
كنت في حيرة من أمري وقد تلعثمت قليلا حينها فلم أعلم هل أسأل عن روسينا أولا أم عن سبب بكاء المتكلم ؟ ولكني قلت أخيرا :
- عفوا ، هل يمكنني التواصل مع روسينا من فضلك ؟
لينفجر صاحب الصوت باكيا - وعلى الأرجح كان صوت امرأة - فقالت :
- روسينا ليست هنا ..
ثم تضيف بانفعال :
- لقد اختفت !فعقدت حاجبي وقلت بسرعة :
- اختفت ؟ ما الذي تقصدينه بذلك؟
لتستجمع المرأة شجاعتها وتحاول أن تتوقف عن البكاء ثم تقول :
- لقد غادرت مساء أمس لتزور أحد أصدقائها ولكنها لم تعد أبدا !
اتسعت عيناي لسماع هذا الخبر ، "معقول ؟! يا إلهي ! ما الذي سأفعله الآن ؟"
أنت تقرأ
قاتل بدون هوية - A murderer without an identity
Bí ẩn / Giật gânابرو سيكر هو روائي مشهور , يعثر عن طريق الصدفة على مجلد و يتفاجئ بما يحمله ذلك المجلد من أمور مريبة تحدد طريقة حدوث سلسلة من جرائم القتل التي ما تلبث ان تحدث .. ولكن سرعان ما يختفي هذا المجلد ترى كيف اختفى ؟ ومن هو هذا القاتل ؟ و تتوالى الاحداث .. ا...