قاتل بدون هوية - A murderer without an identity

الثامن والعشرون من يناير

-ما هذه الاصوات الصاخبة ؟
تسائلت بينما قمت من فراشي و ارتديت سترتي ثم نزلت للطابق السفلي لاجد الجميع هناك واقصد بالجميع المحققين واعوان الشرطة و لم اكن قد استغربت وجودهم .

إلى أن صاح علي أبي لاتناول كوبا من القهوة فامتثلت لذلك بعد أن القيتُ التحية فلم يرد علي أحد فقد كان الكل منهمكا في العمل و قد عجت الطاولة بالاوراق المنتشرة فجلست هناك استمع لما كانوا يقولونه :
- انظر الى تقرير الطبيب يا ستيف
- حسنا ،لا جديد فيه عن سبب الوفاة
- اجل ، انه سم الزرنيخ ..

- اظن ان علينا التركيز على الفتاة حاليا بالرغم من اننا لم نتمكن من كشف هويتها بعد
- لربما السيدة توسفير لم تدرك ملامحها جيدا
- هذا وارد ..
ثم بحث ابي عن ملف ما وقدمه للمفتش قائلا:
- ولكن إلقي نظرة إلى اعترافات المدعوين ..
ليتفحصه مليا بينما التفت ابي نحوي وقال:
- وماذا بشأن اللوحة ابرو؟
لأرد من فوري :
- لست اعلم جيدا ولكن القيم اثبت بأنها ليست اصلية
حك ابي ذقنه لبعض الوقت ثم سأل فجأة:
- اتذكر ما كان اسم الرسام ؟
- لقد وقع عليها باسم ل.د.كاربن
ابعد المفتش جيرلد الملف عندما اكملت جملتي وقال:
- لم اسمع بهذا الاسم من قبل ..

راق لي حينها بأن استعرض بعض خبرتي بمجال الفن فرحتُ اشرح لهم :
- ان ل.د.كاربن هو رسام ايطالي معروف بلوحاته السريالية و اسمه الكامل هو لامونت دي كاربن وأتسائل كيف لا تعرفه يا حضرة المفتش ..
ليضحك هذا الاخير ويقول :
- كما تعلم لا خبرة لنا في مجال الفن يا عزيزي ولكن علينا التحقيق معه على كل حال .
فوافقه الجميع ثم تقدم احدهم برسم إلى المفتش و راح يقول:
- انه رسم تقريبي لشكل الفتاة استوحيناه مما وصفته السيدة توسفير و سننشره في الصحف و المجلات هذا المساء .
هز المفتش جيرلد رأسه موافقا وقال :
- هذا جيد ،فهو المطلوب الآن .

كان واضحا لي بأن الجميع يبذلون جهدهم لمعرفة القاتل ، ولكن اظنني كنت متقدما عليهم بخطوة فأنا اثق بأن هناك شيء خفي او خدعة في ما يحدث و لو اني لم ادرك ما هي بعد .

****
خرجت بعد ذلك لاتجول قليلا فذهبت إلى احدى المقاهي وجلست هناك مع دفتري و غصت فيه الى حد كدت لا اشعر فيه بشيء حولي الى أن لمس احدهم ذراعي والذي لم يكن إلا صديقي أرنست الذي ابتسم فورا ثم قال:
- لم ارك منذ فترة يا صديقي كيف حالك ؟
وسحب كرسيا بينما اجبته بقولي:
- أنا بخير ، ماذا عنك؟
- انا بأفضل حال ..

ثم سكت قليلا بينما حدق بدفتري ثم سأل :
- ارى انك منهمك في عملك ، أهو كتاب جديد؟
لاحرك رأسي نافيا :
- ليس كذلك ، انه شيء لا اعتقد بأنك ستفهمه و لا اظنك ستصدقه بالمقام الأول.
فرفع حاجبه وقال :
- بالطبع سأصدقك !
ثم انحنى محاولا استراق النظر و اردف :
- يمكنك اختبار مدى فهمي ايضا
كنت مترددا حول اطلاعه عن الامر إلا انني استسلمت في نهاية الأمر بعد إلحاحه المستمر ورحت اسرد له ما حدث بالتفصيل وكنت ارى الاستغراب والدهشة باديان على وجهه :
- و ها أنا ذا قد اخبرتك بكل شيء ..