فتحت عيناي ببطء ورحت أحملق باحثاً عن ساعتي وقد استقرت عيناي أخيرا فيها وقد اشارت إلى السابعة واربعون دقيقة ، فقمت من مكاني وجهزت نفسي في هذا الوقت المبكر بالرغم من أنني أعرف بأن الثامنة مساءاً لا تزال بعيدة جدا .
لم أتناول افطار الصباح كعادتي بل لم أغادر غرفتي حتى و بالرغم من استمرار أبي بمناداتي عدة مرات ولم أجبه أبدا بل تظاهرت بأني لا أزال مريضاً ولا أقوى على الحراك .فيما استلقيت على السرير راجياً أن يكون كل شيء على ما يرام ، وظللت على تلك الحال أتجول في غرفتي إلى أن سمعت صوت اغلاق الباب الخارجي ، فاسترقت النظر من نافذتي لأرى أبي وهو يغادر المنزل مستقلاً سيارة الشرطة التابعة لفرقته .
نزلت بعد ذلك إلى الطابق الارضي لا لسبب معين فقد أحسست فجأة بأني سأحن لمنزلنا كثيرا إن لم أعد سالماً ، فرحت أراقب كل شيء تقريباً ؛ الارائك ، الستائر ، الكراسي و المزهريات .. وقد كان لكل شيء قيمة حينها .جلتُ المنزل بأسره ، لأجلس أخيراً بمقابلة كرسي أمي المتوفاة و أبتسم له كما لو أنها كانت تجلس هناك فعلاً ، وبقيت أحادثه عن ذكرياتنا الجميلة معاً إلى أن رن الهاتف مجلجلاً فاضطررت لترك الكرسي و اتجهت لأرد بقولي :
- ألو ، من معي ؟
- مختطف عزيزتك جولييت ..
أغضبني سماع صوته لحد كبير فصرخت قائلا :
- بل تقصد ايزاك ! أم بما علي أن أناديك ايها القاتل الشيطان ؟
ليضحك باستهزاء ويردف :
- اسمني ما شئت فلا يهم الإسم بالنسبة لي ، المهم الآن هو الآتي ..
صمتت قليلاً فيما كنت أفكر ما الذي يريده الآن أيضا ؟
ليقول بعد بضع ثوان :
- سيتغير ميعادنا أيها الفتى ..
- ما الذي تقصده ؟
- قررت أن نلتقي على الساعة السابعة بدلاً من الثامنة ..
لأتساءل في نفسي "ما الذي يرمي إليه بذلك ؟ هل يشك بي ؟ أم أنه محتاط دائماً؟ "
لأقول بعد برهة بينما تنهدت :
- لا بأس ، اتفقنا .أغلقَ السماعة فوراً فأبعدتها عن أذني و جلست على الكرسي أراقب الهاتف فقط ، و راحت الأفكار المختلفة تتسابق في رأسي حول ما الذي سيحدث عند الساعة السابعة ..
****
مضى الوقت ببطء ، لم يزرني أي أحد حتى أبي طوال اليوم ولم يصلني أي بريد ولم يتصل أي شخص أيضا ، كان الوضع خانقا ومربكاً فقد تكون هذه آخر ساعات حياتي ، قد تكون هذه اخر مرة اتواجد فيها هنا .
اخيراً أشارة الساعة إلى السادسة والنصف وقد كنت جاهزاً منذ الصباح لذا جسست جيوبي لأفرغها من تلك الاغراض المختلفة كمفتاح ليونيد ونجمته وملاحظات صغيرة ، لأنفض معطفي وأعدل خصلات شعري امام المرآة وما ان أنهيت ذلك حتى فتحت الباب لأخرج وأغلقه بهدوء بينما رأيت المنزل للمرة الأخيرة .استقليت سيارة أجرة لتوصلني للطريق رقم 23 وقد اثار ذلك فضول السائق لسبب كنت أجهله فقال :
- هل أنت متأكد بأنك ستذهب لذلك الطريق النائي؟
- أجل ..
قلت بحزم بينما رحت أتابع الطريق من خلال نافذتي واشاهد تلك المحلات والمنازل كلها وقد لاحظت بأن عددها كان يتناقص شيئاً فشيئاً ، وبعد مسافة طويلة دخلنا في طريق شبه خالٍ تحفه أشجار ميتة ، فقال السائق موضحاً:
- إنه الطريق رقم 23 المهجور ..
ثم أوقف السيارة بغير أمر مني و التفت إلي بينما أضاف:
- آسف ، فالطريق بعدها مقطوع ولا يمكنني المواصلة .
أنت تقرأ
قاتل بدون هوية - A murderer without an identity
Bí ẩn / Giật gânابرو سيكر هو روائي مشهور , يعثر عن طريق الصدفة على مجلد و يتفاجئ بما يحمله ذلك المجلد من أمور مريبة تحدد طريقة حدوث سلسلة من جرائم القتل التي ما تلبث ان تحدث .. ولكن سرعان ما يختفي هذا المجلد ترى كيف اختفى ؟ ومن هو هذا القاتل ؟ و تتوالى الاحداث .. ا...