الأول من فبراير

258 46 14
                                    

ما رأيته حينها جعلني مشوش الفكر لحد الجنون !
شعر مستعار أشقر طويل و ملابس سهرة نسائية حمراء و بعض عدة التجميل ،كان هذا كل ما وجدناه في ذاك الكيس ..

أسكتت الصدمة كلانا وبدا لي أن الواقع حينها كان أقرب إلى الحلم ، ولربما كان ذلك يتطلب صفعة قوية لأستفيق من دهشتي ..
التفت أبي نحونا و قال وهو يبحث عن شيء ما في جيبه :
- إن كان هذا يبدو لكما محيرا أو غير كاف للتأكد ، فانظرا إلى هذه .
ثم أخرج ورقة صغيرة قد طُبع عليها كلمة "دعوة خاصة " بزخرفة أنيقة و تلتها هذه الكلمات : " يشرفنا قدومك إلى حفل توسفير الفخم ، وذلك احتفالا بنجاح منتجاتنا الكبير " ثم كُتب بالأسفل " مع تحيات د.توسفير "

وما إن فرغنا أنا وأرنست من قراءتها حتى شهقنا متعجبين وقد أضاف أرنست بعدما وضع يده على جبينه :
- يال الهول !! هذا يوضح كل شيء !
و فعلا خلال ثوان قليلة فقط خطر لي السيناريو كاملا ،  فقلت من فوري:
- لا بد من أن هذا الكيس يعود إلى ليونيد بما أنه يعيش هنا لوحده ، مما يعني أنه قد حصل على دعوة إلى الحفل أو ربما تعود هذه الدعوة إلى أبيه ..
فقاطعني أبي قائلا :
- أجل ، هذا لأن الحفل يخص أصحاب المناصب المرموقة فقط .
وافقته الرأي و بهدوء وواصلت :
- و بالطبع هذه عُدة التنكر التي قد استعملها ليكون " الفتاة الشقراء " و استطاع أن يأخذ لوحة أبيه نصف المكتملة كهدية ، ولكني لا أزال أجهل كيف أغلق الغرفة من الداخل .

ليستوقفني أرنست ويقول :
- هذا غير مهم الآن علينا أن نخبر البقية بهذا و سنناقش ما حدث بالضبط ..
ثم سار إلى الباب وأضاف بعد أن استدار نحونا :
- بالرغم من أن كل شيء قد أصبح واضحا كفاية الآن .

فهز أبي رأسه ثم قال مخاطبا لي :
- أبرو ، إذهب مع صديقك و أحضر لي حقيبتي لقد تركتها بالأسفل على مقربة من الباب الرئيسي .
امتثلتُ لأمره ونزلنا سويا إلى الأسفل وبينما كنا نجتاز السلالم قال أرنست بابتسامة :
- يمكننا الآن أن نرتاح أليس كذلك ؟
فرمقته بنظرة عتاب و أردفت قائلا :
- لا يا أرنست لا ! ليس بعد ، أعني ليس هذا ما ذكره الهاوي !
ليقطب حاجبيه باستخفاف ويواصل :
- أتثق بكلامه لهذه الدرجة ؟
- أجل ، وقد برهنتُ للجميع بأن ما يكتبه صحيح .
فانحنى قليلا وقال رافعا حاجبيه :
-اذا ما علاقة العناق في مقتل جوديث مارتن؟
- أذكر أنهما تعانقا فعلا ، ولكنه ذكر بأن القاتل هو ابن عمها وهذا أهم .
-حسنا ولكن ماذا لو كان هذا "الهاوي" هو نفسه ليونيد ؟ أنت لم تفكر في هذا أليس كذلك ؟
ثم رفع رأسه ليرى من خلفي و كان جليا بأنهما الشرطي والمحقق رفاييل ، فأضاف أرنست حينها :
- حسنا ، ذلك غير مهم و الآن علي إخبار البقية .
ليتجاوزني بعدها ثم سمعته يصيح ليلفت انتباههما ، بينما آثرت بأن أبحث عن حقيبة أبي ..

كنت مشوشا فعلا ، فلربما كان أرنست محقا وأن ليونيد قد خطط لكل شيء بما في ذلك كتابة المجلد ، فهذا يجعلني أؤمن بوفاته لذا أستبعده ، وان كان هو الفاعل حقا فهذا يجعله ذكيا ، إلا أنه غفل عن أشيائه تلك ، و الأهم أن هذا سيعني فشلي الذريع في التستر عليه .

قاتل بدون هوية - A murderer without an identityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن