عطب السيارة المتعمد ، الشخص الهارب ، وكذلك الغرفة المغلقة، كل شيء أصبح واضحا بالنسبة لي ، انها جريمة قتل بكل تأكيد!
كان المفتش جيرلد حينها يشرح ما حدث لفريق البحث وأعوان الشرطة ، بينما وقفت أتأمل جثة ليونيد التي قام الفريق بوضعها أرضاً بعد أن أخذوا له بعض الصور .
جثوت على ركبتي ورحت أبحث في جيوب الفتى فوجدت هويته الشخصية ومفتاح صغير قد ارتبط بعلاقة صغيرة كما عثرت على نجمة برونزية و بعض الجنيهات .
ولأكون صادقا فقد احتفظت بالمفتاح والنجمة لنفسي ، فقد ظننت بأني سأكون بحاجة لهذا المفتاح قريبا فهو بدون شك يخص شيئا ثميناً بالنسبة لليونيد .وقفت بعدها وتأملت ما كان يفعله أبي والمحقق فقد كانا يقلبان في ملفات القضيتين السابقتين ثم انضممت إليهما بصمت .
أخرج أبي الرسمتين للفتاة الشقراء والفتى الغني وهذه الأخيرة لم أكن قد رأيتها إلا الآن و قال بينما وضع صورة ليونيد بالقرب منهما :
- هناك شبه واضح في شكل الأنف والوجه ، انظر..
فارتدى المحقق رفاييل نظارته وأمعن النظر ثم أضاف :
- أجل ، أرى ذلك
ثم تنهد مرتاحا وأردف بعدها :
- لم يتبق لنا ما يستحق المتابعة في نظري .
فأومأ أبي موافقا ثم انتبه لوجودي وقال مخاطبا لي :
- هل اقتنعت الآن ؟
- أجل ..قلت محاولا تجنب أي جدال عقيم معهما ثم أضفت :
- هل لي أن أحصل على الرسم الخاص بقاتل جوديث ؟
فاكتفى أبي بالابتسام ثم قدم لي نسخة منها فشكرته وانسحبت بعيدا ..
كنت أحملق بالصورة فقد كانت تبدو قريبة من شكل الشاب الذي رأيته ولكن لسبب لا أعلمه بقيت الصورة في نظري تفتقر لشيء ما .وبينما أنا كذلك اقترب أرنست مني وقال بضجر :
- لقد انتهى كل شيء بسرعة ..
ثم جال بنظره حول القاعة ثم التفت إلي وقال :
- أظن بأني سأغادر اليوم ، فقد تركت أعمالي منذ مدة وعلي إنهائها .
ثم ألقى التحية و هم بالخروج إلا أني استوقفته و قلت بهمس :
- ليس بعد ، أريد أن أخبرك بأمر خاص .
ولم أنتظر منه ردا بل أمسكت يده وسحبته إلى خارج القلعة ، فقال مستغربا :
- إلى أين نذهب بالضبط ؟
فقلت بثقة بينما توجهت إلى القبو :
- إلى كاتب المجلد الحقيقي.
- ماذا !؟ قال متعجبا ثم أضاف :
- ولكن القضية انتهت !لم أعر انتباها لكلامه بل التفتت يميناً وشمالاً لأتأكد بأن الوضع آمن ثم فتحتُ الباب بهدوء ودخلت في حين تبعني أرنست الذي تذمر من الظلمة هنا ، ففتحت الإنارة لأجد الفتاة تجلس على كرسي بالي بضجر ، فنظرتْ نحو أرنست ووقفت بانزعاج ثم أردفتْ :
- ألم أخبرك بأن الأمر سيكون سرا ؟
فقلتُ متهكما في محاولة مني لازعاجها أكثر :
- لا لم تذكري ذلك ، ثم إن أرنست صديق موثوق به .
وبدا لي بأن هذه الكلمات جعلت أرنست يغتر قليلا ثم يقول :
- أجل أجل ، لا تقلقي يا صاحبة العينان المختلفتان !
فردتْ بغضب بعد أن ضربت الأرض بحذائها الجلدي قائلة :
- أدعى روسينا ! لا تناديني بأي لقب آخر !
فقلتُ معتذرا فورا :
- لقد نسيت أن أعرف عن نفسي سابقا ، أسمي هو أبرو وهذا - مشيرا إليه- هو أرنست.
أنت تقرأ
قاتل بدون هوية - A murderer without an identity
Mystery / Thrillerابرو سيكر هو روائي مشهور , يعثر عن طريق الصدفة على مجلد و يتفاجئ بما يحمله ذلك المجلد من أمور مريبة تحدد طريقة حدوث سلسلة من جرائم القتل التي ما تلبث ان تحدث .. ولكن سرعان ما يختفي هذا المجلد ترى كيف اختفى ؟ ومن هو هذا القاتل ؟ و تتوالى الاحداث .. ا...