السابع والعشرون من يناير

418 61 21
                                    

استيقظت في صباح هذا اليوم وابعدت شعري الاسود ليقع نظري على رزنامة الايام فقلت بصوت خافت :
- مضى يومان اذن ..
نزلت بعد ذلك لاتناول القهوة مع ابي ولكني تفاجئت بأن المنزل فارغ ، وقد وُضعت القهوة وبعض الخبز والبيض المقلي على الطاولة ..
- لقد حضر الافطار وغادر .
قلت ذلك ثم تقدمت من الطاولة وهممت بالجلوس فلفت نظري وجود مذكرة صغيرة ملقاة تحت الطاولة فحملتها وقلبتها بين يدي وقد ادركت بأني لم أرها من قبل هنا
جلست وفتحتها وقد تبين لي فورا بأنه خط أبي فقرأت ما كتب:
- القضية الاولى : دان توسفير
الاسم الحقيقي : هيكتور جورج
العمر : 63 سنة
له زوجة وابنين : بنت وولد ..

وبينما كنت اتابع ذلك دخل أبي للمنزل لاهثا وقال بينما يحاول التقاط أنفاسه :
- لقد نسيت شيئا مهما هنا ..
ثم اتسعت عيناه عندما وقع نظره على المذكرة فقفز ليلتقطها مني ثم اردف بعدها :
- هل قرأت شيئا مهما ؟
فاستغربت من كلامه و قلت متذمرا :
- انت لم تترك لي فرصة لذلك أصلا
فضحك بهدوء وواصل :
- انسيت قولك بأنك ستتغلب علي ؟
ثم ضرب على رأسي بذلك الدفتر عدة مرات في حين كان يقول:
- هذا يعتبر غشا إذن ..
- لا أنه مجرد استعارة معلومات لاغير

ليرسم هو ابتسامة على وجهه ويبتعد مغادرا الغرفة إلا أني استوقفته بقولي:
- هل تسمح لي بالذهاب معك هذه المرة ؟
-لماذا ؟ ألا تريد اتمام رواياتك ؟
لاهز كتفي بغير اهتمام و أجيبه :
- ليس الان فلدي قضية حقيقية
تنهد أبي ليقول بعدها :
- حسنا ولكن لا تعرقل العمل ، اتفقنا؟
- أجل بالتأكيد

***
بعد وصولنا إلى مكتب المفتش جيرلد فولينغ والذي كان مسؤولا على القضية فرحب بنا بحفاوة ثم ابتدأ أبي حديثه فورا معه بقوله:
- سيدي ، لقد انتهينا من استجواب عائلة القتيل و خدم القصر وقد كتبت اقوالهم هنا جميعا .. تفضل
ثم ناوله بضع أوراق قد كتب فيها ما تم جمعه من أقوال ..
تفحص المفتش جيرلد الاوراق بتمعن وعند انتهائه وضعها جانبا ثم خاطب أبي قائلا :
- تقول زوجته بأنه كان يخونها في مرات عديدة وقد طلبت منه الطلاق ذات مرة إلا أنه رفض ذلك ، كما ذكرت بضع اوصاف للفتاة التي كانت ذات عيون زرقاء..
ثم توقف قليلا ناظرا باتجاهي وأضاف بهدوء :
-وشعر أشقر طويل ..

صُدمتُ حينها وقلت بارتباك واضح :
- هذا لا يعقل !!
بينما هز أبي كتفه بغير اكتراث واردف:
- إنها مجرد مصادفة ألا توافقني الأمر سيدي المفتش؟
ليرد الأخير من فوره:
- قد تكون كذلك وقد لا تكون
لأتدخل بشيء من الانزعاج وأقول:
- أظن أنكم بحاجة إلى ما أملك من معلومات ، أعني أليس علينا إنقاذ البقية ؟
ضحك أبي مستهزئا وواصل محاولا كتم ضحكاته :
- أيُ بقية تقصد؟ واضح بأنها جريمة عائلية تم ارتكابها طمعا فيما يملكه الضحية ، ثم ألم نتفق بأن لا تعرقل بحثنا ؟
ولا انكر ان هذا الكلام قد اثار سخطي فجلست مغتاظا ولزمت الصمت .

قاتل بدون هوية - A murderer without an identityحيث تعيش القصص. اكتشف الآن