الفصل الأول

9.9K 174 4
                                    

- أجده لا بأس به . قالت ماريكا ، وهى تعاود شم الرائحة المنبعثة من زجاجة العطر التى فى يدها . ثم أضافت : لكننى أشعر أنه من اللمكن أن يكون أفضل

- ألديك أى اقتراحات جديدة يمكن إضافتها ؟

سألها جون وهو يرفع نظارته ليضعها على رأسه
كان جون المهندس الكيميائى من مجموعة الأساتذة وهو من القلائل فى هذه المؤسسة الذى يعرف كيف يفرض رأيه على ماريكا

- لا أدرى لكن أظن أنه من الممكن إضافة القليل من رائحة خشب الدانال حيث إننى ما زالت أشعر أنه ينقصه شئ ما قبل أن يصل للرائحة النهائية

- جون أنت تعرف جيدا أن نجاح شركتنا لا يعود إلا لجودة منتجاتنا ! أليس كذلك؟لذا فإننى أعتقد أنه يجب أن تستمر فى البحث . على كل سوف نتحدث فى كل هذا الأسبوع المقبل إذا كنت مستعدا ، عمت مساء يا جون 
كانت الساعة قاربت الثامنة عندما استقلت ماريكا المصعد النازل إلى المرآب تحت الأرض حيث كانت قد وضعت سيارتها

فى هذه الآثناء أخذت ماركا تفكر بينها وبين نفسها : خمسة عشر عاما منذ أن دخلت معترك الحياة بجسدها وروحها حتى استطاعت أن تؤسس هذه الشركة المختصة بالتجميل وتسير بها إلى النجاح ، خمسة عشر عاما من الهمل الجاد بثبات وعزيمة استطاعت أن تنجح فى إدارة هذه الشركة التى كان من الممكن أن تكون مهددة من قبل البنوك فى بعض الأشهر العصيبة ... لقد كافحت ماريكا كثيرا وبجدية كبيرة كى توسع تلك الغرفة الصغيرة حيث بدأت بتنفيذ أولى خلطاتها ... لقد تذكرت تلك الأيام وكأنها بالأمس عندما أستأجرت هذه الغرفة الصغيرة خلف المتجر والتى كان يملكها بقال يبيع الخضار والفاكهة 

فى تلك الأوقات العصيبة ، أبصر ولدها توماس نور الحياة ، عندما كان عليها أن تعمل حتى وقت متأخر من الليل مما اضطرها لوضع مهد صغير لوليدها فى إحدى زوايا المتجر حتى تتمكن من رعايته أثناء عملها

تألق وجهها وهى تفكر فى ابنهما بينما كانت تخرج بسيارتها المرسيدس من المرآب وتوماس ابنها سوف يصل غدا من فرنسا حيث ذهب هناك ليخضع لدورة تدريبية فى مجال التجميل
لم تكن السيدة الشابة قد فارقت ابنها إلا نادرا ، كانت فرحتها بلقائه عظيمة ، لذلك قررت أن تقضى أمسيتها فى المنزل لتحضر طبق الآرانب المفضل لدى توماس ، فعندما يصل إلى المطار ، سوف يتناولان العشاء سويا .. كما أنها كانت تفكر كيف سيقضيان العطلة معا فى الضواحى . فى صبيحة اليوم التالى كانت ماريكا ترتدى لباسا رائعا من الحرير عندما دخلت إلى مسكنها وعلى وجهها ابتسامة عريضة وسألت سكرتيرتها :
- هل هناك أية رسائل يا كارول ؟

- أجل العديد منها غير ذى أهمية ، لكن سأجهز لك قائمة بها ، بالمقابل اتصل توم كيركيلاند وقال إن هناك شيئا على جانب كبير من الأهمية ، أجابت السكرتيرة
تغضن جبين ماريكا وبدا عليها التفكير .. إنه على الأغلب يريدها ليبلغها بخبر سيئ

كفاح وتضحية ، للكاتبة ميشيل برينت  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن