يقال إن رجلاً خيّراً يكنى (بأبي البركات) كان يزوّد المجاهدين بالأفراس إذا كانوا يريدون الذهاب إلىٰ الجهاد والمرابطة فإذا رجعوا أرجعوا الفرس إليه ليزود بها آخرين وإذا لم يرجعوا أو أرادوا أن يستبدوا بالفرس فهو لهم حسب قرارهم معه.
وذات مرة طلب (أبو البركات) من أحد بياعي الأفراس أن يبيعه مئة فرس فاستصحبه البائع إلىٰ إصطبله، وفي الطريق كان أبو البركات يمشي خلف البائع ونظر الرجل خلفه، فرأى أن أبا البركات يجمع الأوساخ ويضعها في كيس معه، فتعجب الرجل من ذلك وبعد أن اشترى أبو البركات منه الأفراس قال له البائع: هل تسمح لي أن أسألك؟
قال: نعم.
قال: إني رأيتك في الطريق تنحني مرة تلو أخرى، فهل ضاع منك مال أو ضلّ منك شيء تنشده؟
ضحك أبو البركات وقال: كلا إني كنت أجمع النفايات.
قال الرجل: نعم وإني رأيت ذلك، لكني احتشمت أن أقول لك في أول الأمر. لماذا كنت تجمع النفايات؟
قال: اعلم أيها الرجل أن أكثر ما أشتري به الأفراس التي أزوّد بها المجاهدين في سبيل الله هو ثمن النفايات التي أجمعها من الشوارع والأزقة، فإني أجمع النفايات يومياً وأذهب بها إلىٰ سطح داري وأميز بين محتوياتها، وبعد كل ثلاثة أشهر أو أكثر أذهب بها إلىٰ الذين يشترونها فأحمل قطع الحديد إلىٰ الحدادين وقطع الخشب إلىٰ النجارين وبعر الحيوانات إلىٰ الزارعين سماداً، وإلىٰ الخبازين وقوداً لطبخ الخبز وقشر الرمان إلىٰ الصباغين تثبيتاً للألوان وهكذا سائر المواد الأخرى وأجمع من ثمنها هذا المال الذي أشتري به الأفراس.
أنت تقرأ
قصص اخترتها لكم 2 :- مكتمل-:
Historia Cortaمجموعة قصص من مختارات الشيخ عبد الرضا معاش اختارها لكم