كان للمرحوم السيد علي القاضي تلميذ في عهد الشبيبة، فلاحظ الأستاذ يوماً أن تلميذه يزداد شحوباً ونحولاً يوماً بعد يوم.
في أحد الأيام، سأله الأستاذ: ماذا تفعل حتى صرت هكذا؟ أجاب: كل ليلة - إضافة إلى أداء أعمالي المألوفة - أختم القرآن مرة، وأكاد لا أنام.
قال له السيد القاضي: منذ الليلة تصور أني جالس أمامك حينما تقرأ القرآن. بعدئذ جاء التلميذ وقال: لم أستطع أن أقرأ أكثر من جزء واحد من القرآن.
بعد أيام، قال له: تخيل أنك تتلو على مسامع صاحب الزمان (عليه السلام) أو النبي أو علي (عليهما السلام). فجاء في الغد وقال: كلما حاولت فإني لم أستطع أن أقرأ أكثر من حزب واحد من القرآن.
بعد أيام قال له: تخيل أنك تتلو على الله.
فشاع في اليوم التالي نبأ وفاة الشاب، وعندما سألوا والدته عمّا جرى، قالت كان يقرأ القرآن عندما ارتفع صوته عند ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ (75).ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
75- سورة الفاتحة، الآية: 5.