ينقل السيد الأبطحي رضوان الله تعالى عليه أنه في إحدى سفراته إلى المشاهد المشرفة في العراق مع أستاذه ملا آغا جان الزنجاني هذه القصة...
السيد مخاطباً آغا جان: أرى أنك تحافظ على قيام الليل في السفر أكثر من غيره، فما السر في ذلك؟
آغا جان: أنا رجل كبير في السن، ولا أستطيع التوفيق بين اعتلاء المنبر في أول الليل وقيام الليل في آخره، حيث إني أعمل في النهار لتأمين معيشتي... والآن في السفر، مسؤولياتي أقل والفرصة متاحة لقيام الليل في كل ليلة...
السيد: فينبغي إذن ترك اعتلاء المنبر للتفرغ للوقوف بين يدي المحبوب...
آغا جان: جاءتني هذه الفكرة منذ زمان بعيد وكان عليّ الاختيار؛ فجاءتني فكرة أن قيام الله فيه فائدة لي فقط، واعتلاء المنبر فيه فائدة لعدد أكبر من الناس، فاخترت فائدة الناس على نفسي...
أقول: لم يترك آغا جان قيام الليل نهائياً، ولكن في الليالي اللاتي يصعد فيها المنبر، كان يختار فائدة الناس على نفسه، وهذه تضحية عظيمة على من يشاهد فائدة قيام الليل بعينه...
قال تعالى: ﴿يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱلله وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱلله لَا يُضِيعُ أَجْرَ ٱلمؤْمِنِينَ﴾ (74).
هنيئاً لمن كانت صلاة الليل همّه، وفراقها غمّه، والله من قبلها وبعدها قصده.ــــــــــــــــــــــــــــــــ
74- سورة آل عمران، الآية 171.
أنت تقرأ
قصص اخترتها لكم 2 :- مكتمل-:
Krótkie Opowiadaniaمجموعة قصص من مختارات الشيخ عبد الرضا معاش اختارها لكم