وضع ما أبتاعه مع الداد صفيه، ورسمت علي شفاهه أبتسامةحين تذكر ملامحها، وفضولها لمعرفةحكايته، وتذكر والدته بحنانها ؛ الذي يشبه لحد كبير حنان دادا صفيه .
لكن لم تغيب عنه روح ، وكيف اخطأ حين لقبها بأنسة وكيف قابلته برد حاد، لكنه برر لنفسه فعله بعدم رؤيته لأي معالم تدل علي زواجها.
أخذت دقات قلبه بالتسارع ، لا يعلم ماأنتابه عندما تذكر روح ، وعيناها، وكيف تحدث قلبه، وكأنه رأها في مكان ما. محدثا نفسه: ايه يا محمد؟ بطل تفكير، ويلا نشوف الراجل الي شغال ده وصل لفين .
العامل منهمكا في عمله:
_ الحمد لله يا باشا البيت بقي فل وكله تمام
محمد مبتسما في إعجاب :
_الله ينور عليك لا بجد تمام
العامل بإمتنان :
_طيب أستاذن أنا، وأي خدمةأنا تحت أمرك، أنا بجي هنا دايما عند أصحاب العمارة بمسح لهم السلم، و بجبلهم طلبات كمان.
محمدمبتسما ومقترب له وبيده مبلغ من المال ليكافأه:
_ خلاص تمام، وأنا شكلي هحتاجك كتير؛ لأني أغلب الوقت هكون في شغلي، وهحتاج حد يوضب البيت، ويجيب طلبات.
أخذ العامل المبلغ بفرح كبير فكان اكثر مماحدده سابقا:
_ الله يبارك لك يا باشا انا همشي دلوقتي.
بعد لحظات من مغادرة العامل، توجه محمد إلي مطبخه، وتناول كوب من الشاي، وتوجه إلي نافذتة التي تنظر علي الشارع الفاصل بينه وبين عماره دادا صفية،وقعت عيناه علي روح الشاردة في كتابها، وهدوءها جذبه ما يري، فلم تلفت أنظاره اي فتاة منذ رحيل زوجته؛ ولكن روح تختلف عن البقية فملامحها مألوفة لديه، فذلك الأحساس لم يفارقه منذ أن رأها، وكانها حب غاب وعاد محملا بكم من العشق.روح الجالسة في شرودها أفاقت لترفع عيناها المغلقتان، فكانت تعيش أحدي لحظاتهاالحالمة مع أبطال رواياتها، فظلت مغلقة عيناها عائدة برأسها إلي مقعدها، لتتنهد :
_اه لو كل الحب كده، ولو كل شخص يتفاني في حبه من غير زيف وخداع.
وهنا انتابتها غصه لتذكرها زوجها السابق،
(حاتم) الرجل الجان حديث الكل سليل العائلة العريقه، دنجوان الجامعةتعلق قلبه بروح الفتاة التي لم يقوي علي لفت انتباهها، بل قام بينهم حرب عالمية، وكأنهم قطبي مغناطيس متشابهان فيتنافران عند الالتقاء.
ولكن سرعان ما وقع الأثنان في شباك الحب، وارتبط حاتم بروح لكن لم ينسي عادته وسرعان ما دبت براثن وأوصال الخاينة، حين رأي أحدالجميلات التي أعتادت القدوم لشركة والده، وتعددت لقاءتهم الأثمة الا أن الأقدار لم تمهل الخطأ لكي يدوم، بل ألهبت النيران لتنير معلنة وجود خائن أثم .
روح الزوجه العاشقة لخائن لم تلبث ان تظل مغيبه كحالها؛ بل تقابلت معه وبرفقته العشيقة الفاتنة في أحدي أروقة المحالات التجارية، وهو بين إحضانه، واصابعه تتغلغل في خصلاتها، وأقتراب منها، فنظراته لها لم تجعل روح تتمالك أكثر من ذلك ، وبصوت صارخ نادته روح بكل ما أوتيت من قوة: _حاتم ...!
فلم تكن تلك النبرات غريبة علي مسامعه، فحين ألتفت لمصدر الصوت، حتي أصيب بصدمة ففقد القدرة علي التحدث، ولو ببعض الأحرف.
لم تتحدث روح ثانية بل غادرت بصمت، قررت الانفصال عنه فهي تكره الخيانة لأبعد الحدود، وحاتم يعلم ذلك جيدا، لم يقوي علي أثناءها عن قرارها فمنحها حريتها متنازلا عن تمسكه أمام اصرارها المسبب.
ولكن سرعان ما عاد الدنجوان لحياته الأثمة التي تملكته كالداء، فتزوج أكثر من مرة وكثر عدد عشيقاته،أدركت حينها أن القدر انقذها من هلاك لذاتها فبقاءها مع من هم بمثل هذه الشاكلة أثم لا يغتفر.
عادت روح بذكرياتها التي لم تفارق خيالها، فحينما اتجهت بنظرها لشرفة منزل محمد فرأته يدقق النظر لها فاحمر وجهها خجلا :
_إيه ده ماله الاخ مركز معايه أوي كده ليه شكلنا هنبطل نقعد هنا يا ست روح طول ما الاستاذ ده موجود بس دادا بتقول انه بيشتغل يعني هيبقي بره البيت أغلب الوقت يلا ربنا معانا.
إنتبهت روح لصوت معدتها الذي أعلن أنه لم يعد يتحمل الجوع فثار معلن تمرده:
_لا أنا جوعت ودادا أتاخرت عليه أنهاردة هروح اشوفها جهزت لينا الاكل ولا هنموت من الجوع.
همت روح بالوقوف متوجهة الي المطبخ حيث دادا صفيه لتسكت ثوره معدتها التي أعلنت القيام وعدم الاستسلام ....
يتبع
أنت تقرأ
ظل اربعيني
Romanceتخبط بين البحث عن الماضي في شبح الحاضر حين ظهر دون ترتيب ولكنه محض صدفه... محمد اربعيني الهوا والهواء عاشق للابعد الحدود معشوقته رفيقه الطفوله منذ الصغر رانيا الفتاه المثاليه بشتي الجوانب لكن الاقدار تعطي وتاخذ بلا هواده لم تبقي علي المعشوقه فرحلت...