روح تتحدث إلي داد معلنة استسلامها للجوع:
_ها يا دادا أنا جوعت مش هتأكليني، ولا أموت دلوقتي ويقلوا روووح شهيدةالجوع إلية دادا ما اكلتهاش.
إبتسمت دادا علي كلمات روح وحركاتها التمثيلية، فهي تتقن ذاك الفن عن ظهر قلب،فرغم عدم نجاحها يوما في حياتها الأعتيادية، فانها تنجح وبتفوق في ذلك الفن.داد بنظرة تملؤها الحنو :
_خلاص يا حبيبت دادا الأكل جهز، يلا نجهز السفرةتحركت روح بحماس كبير وهمت بالشروع في تجهيز السفرة، فحين احضرت دادا مالذ وطاب اليها ليتناولان طعامهما، وأخذت روح في مدح كل قضمة تتناولها؛ لتعبر عن جمال الطعام ورائحته ودادا كعادتها تتبتسم في سعادة لتبادلها بدعوات الهناء.
وبعد وقت توجهت دادا للمطبخ تلاحقها روح بالأطباق لتبادلها دادا بطبق من الفاكهه قبل أن تخبرها بغادرتها بعد قليل لرؤية إبنتها التي أنساها الباشمهندس وحديثه زيارتها:
_ أنا همشي دلوقتي يا حبيبتي علشان أشوف بنتي وأرجع مش هتأخر، اه علي فكره المحامي أتصل وقال إن الشقةإتباعت للباشمهندس، وبيقولك خلي حد من عندنا يبعتله مفاتيح صندوق الكهربا والغاز لو كده أبعتيهم مع عم عبده وأوعي تنسي ياروح.روح مقبلة يدها :
_حاضر يا دادا....عموما أنا هخرج أقعد علي البحر؛ بدل قعدتي دي بما انك خارجةيا جميل وسيباني لوحدي.
دادا تمسح بيدها علي رأس روح لتمسك بخدها :
_خلاص يا حبيبتي أسيبك أنا.
غادرت دادا لوجهتها، لتتوجه روح بعدها لغرفتها لترتدي ملابسها؛ لتستعد لنزول كما حدثت سابقا داد . لم تعلم أن هناك من سبقها لذلك، وجلس هو الاخر يستمتع بغروب الشمس علي الشاطي فهناك من عشقت ذاك المشهد ( زوجته) فالغروب كان بمثابة عاشق تملكه العشق، فسالت دماءه فخضبت بها مياه البحر فتحولت للون الاحمر.
جلست روح علي رمال الشاطئ، وضعت سمعاتها بأذنها لتعيش مع معشوقتها فيروز، التي لا يخلو تواجدها من رفقت كتابها، فأخذت في تقليب الصفحات لتعود لهيامها مرة آخري .
مر بعض الصبية الذين اعتادوا رؤيتها، فأخذوا في مداعبتها فبادلتهم بطفولية بحته، فروح الهادئه لا المرح الطفولي العذب الذي يعطي للأنثي جمالا لا يقارنه جمال. حدثها الصبيه بملامح عذبة وصوتا ملائكي راجيا:
_طنط روح ممكن تلعبي معانا ممكن ؟بابتسامة صافية تعكس صفاء قلبها :
_ أكيد ممكن بس بشرط نعمل فريقين ولو فريقي كسب هعزمكم علي ايس كريم من عم عبده ايه رائيكم؟
ظهرت علامات الفرح بالاعين قبل ان تتعاله صيحاتهم بالإجابة:
_موافقين طبعا .تحمست روح وأخذتبالتحرك بينهم كالفراشة الباحثة عن العطر بين بتلات الزهور الفواحة، طارة تصيح فرحا بهدفا لفريقها، وطارة تنفر وتتغير ملامحها حين تزور شباكها الخسارة ، ولكن بدون قصد ألقي أحد الأطفال الكرة بإتجاة محمد، السابح في خياله مالبث أن أخرجه ماحدث من ذاك الشرود، حينها هرب الصبيةأخذين بالأحتماء بروح.
ضمتهم روح بحنان مسحه بيدها علي رؤسهم:
_ما تخافوش هو عمو بس اتخض أنا هروح وأتكلم معاه واعتذر ليه متقلقوش.
وقبل أن تنتهي روح من كلماتها، تفاجأت بيده تمتد لها بالكرة تصاحبها إبتسامة هادئة:
_مالكم خايفين ليه أنا بس أتخضيت خدوا الكوره بتاعتكم بس إيه رائيكم العب معاكم.
إمتدت يد أحدهم ليأخذ الكرة، ليسمح له بعد ذلك بالعب معهم، لم تنفك نظرات روح التي لم تتوقع رد الفعل منه، لم تنتبه روح أنه يتحدث معها فظلت حبيسة تلك النظرات لوهلة :
_ايه بكلمك يا مدام روح سرحتي في إيه بقلك دول اولادك.إنتهبت روح لتعلن كسر الصمت :
_ لا للأسف ما عنديش أولاد بس دول زي أولادي وأصحابي كمان.محمد وقد أكتسي وجهه بالحمرة :
_ ربنا يعطيكي بأذن الله الذريه الصالحة انت وزوج حضرتك.
نظرت روح للأض بعيون تكسوها الحزن:
_للأسف أنا منفصله.
فلم تتيح له أن يسأل في أخذت في تغير مجري الحديث؛ حتي لا تري في عيناه شفقة إعتادت أن تراها في أعين من يعلم بإنفصالها:
_إيه مش هتلعب معانا ولا خايف تخسر؟ عموما أنا لو فريقي كسب هعزمه علي ايس كريم ده شرطي من الأول.
ضحك محمد من طفولتها الرقيقة وجديتها في شرطها :
_وأنا هعزمكم كلكم فزتم ولا خسرتهم وده بعد أذنك
تعالت ضحكات الصبية، وصرخوا موافقين لعبوا فكانت الضحكات تتعالي، فإمتزجت روح الطفولة بداخلهم مع الاطفال فلم تعد تفرق بين كبارهم أوصغارهم..
خسرت روح وتناولوا الايس كريم الذي آتي به محمد، وحلت الصدف حين طلبت روح ايس كريم الشكولا والمانجا، تذكر زوجته وعشقها لتلك النكهات وشغبه معها حينما يسرق بعض القضمات لتغضب هي مثل الأطفال .( بكره مرور الزمن بكره خلعه للجدران، وحجراته بكره انه يمر ياخد، ويعطي يفرح، ويوجع بكرهك يازمن )
كلمات تنادت بداخله إبتتعد بنظراته عن روح التي إنتبهت جيدا فأربكتها فجعلتها تتحدث :
_ أستاذن أنا وميرسي جدااا علي الايس كريم واللعب.
ارتبك هو الأخر لأرتباكها فبادلها الحديث:
_لا أبدا أنا الي متشكر جداا علي الوقت الحلو ده والضحك ده، أنا ما ضحكتش من زمان كده وأسف لو كنت فرضت نفسي عليكم.
روح في تعجب :
_لا ابدا ما تقلش كده بالعكس .
أستأذنت للمغادرة لكنها تذكرت كلمات دادا عن صندوق المفاتيح التي اخبرها عنهاالمحامي:
_ أسفة بس مفاتيح الكهربا والغاز عندي أقصد الصندوق الخاص بيهم بتاع شقتك هحاول أبعتهم مع عم عبده.
بادلها الرد بجرأه لا يعلم من أين أتي بها:
_تسمحيلي ممكن أنا أخدهم وكمان أشرب القهوه مع دادا صفيه انا وعدتها.
روح متعجبة لكن خجلها يمنعها من الرفض:
_ اكيد تشرفنا حضرتك اهلا بيك .
غادرت وعيناه ترافقها، ودقات قلبه التي لا تنفك عن التسارع وكأنها في مراثون للجري تتصارع مع رفيقاتها للفوز:
_مالك يا محمد في إيه لا فوق أنت بتبعد مش جاي تلعب وتحب، لازم نهدي كده وبعدين إيه تروح انت وتشرب قهوه انت مالك فهمني.
غادر هو الأخر فاليوم إنتهي بالنسبة إليه وغدا يوما جديدا وعملا جديدا وعالما جديدا .....يتبع
أنت تقرأ
ظل اربعيني
Lãng mạnتخبط بين البحث عن الماضي في شبح الحاضر حين ظهر دون ترتيب ولكنه محض صدفه... محمد اربعيني الهوا والهواء عاشق للابعد الحدود معشوقته رفيقه الطفوله منذ الصغر رانيا الفتاه المثاليه بشتي الجوانب لكن الاقدار تعطي وتاخذ بلا هواده لم تبقي علي المعشوقه فرحلت...