الفصل الرابع

3.7K 99 9
                                    

تجاذبا أطراف  الحديث   طوال طريق العودة ، وكعادة دادا صفيه الفضولية ألمت بكل تفاصيل  تاريخ حياته .
دادافي حزن تربطت علي كتفه :
-  ياعيني يا ابني كل ده حصلك في حياتك .
محمد بتنهد :
- الحمد لله يا دادا انا مقتنع ان كل شي من الله جميل .
دادا في خجل وتألم :
-  ونعم بالله يا ابني طيب اعتبرني زي والدتك واي حاجة تحتاجها انا اعملهالك اتفقنا ؟
محمد بابتسامه شاكره :
-  خلاص باذن الله
هم  رجلي الاربعيني  بإيصال دادا فحمل الاكياس ، وصعد معها للبيت بعد إلحاح منه علي المساعدة .
روح ممسكة بمقبض  الباب عند سماع صوت مفاتيح دادا كالعادةلإخافتها ممازحة اياها :
-العسل  وصل .
دادا واضعة يدها علي قلبها :
-  اخ منك يا روح وقعتي قلبي مش كل مره كده يا بنتي .
روح مبتسمة بطريقه طفوليه :
-  بحبك يا دادا الله  وبحب أهزر معاكي .

ظل رجلنا الاربعيني  يتابع في صمت ، مما فاجأ روح
رمقته روح بنظرات استغراب واستفهام لدادا :
- مين الاخ ده يا دادا ؟
داداضاربه كفها برأسها :
- اخ نسيت ! معلش يا ابني عمايل روح بقي نستني ده الباشمهندس محمد ياروح الي اشتري الشقة  بتاعتكم في العمارة الي جمبنا .
روح مصافحه إياه :
- اهلا وسهلا بحضرتك انا فعلا شفت الشباك مفتوح عرفت ان الساكن الجديد نورنا،  اتشرفت بحضرتك  انا روح جلال .
محمد مصافحا اياها :
- اهلا بحضرتك ،اتشرفت بحضرتك انا محمد اسماعيل .
دادافي لهفه لعلها ترد بعض جمائل محمد  :
- طيب ادخل يا ابني ؟ هتفضل واقف كده ؟
لازم تدخل بعد تعبك ده علي الاقل .
محمدفي تراجع لخطواته :
- مره تانيه يا دادا والله مستعجل وانتي عارفه البيت لسه محتاج توضيب ، وانا كلمت مكتب هيبعت واحد ينضفه ولازم اكون موجود .
دادافي اقتناع بكلماته   :
-  خلاص يا ابني بس توعدني لازم هتيجي وتشرب القهوه معايا؟
محمد في خجل شديد :
- حاضر يا دادا وعد .
نظر بجانبه ليري روح فكان بين الحين والاخر ينظر لها وكأنه رأها قبل ذلك فملامحها تكاد تكون مألوفه لديه .
محمد موجهاً حديثه لروح :"بعد اذنك يا انسه روح وفرصه سعيده اني اتعرفت علي حضرتك .
روح بملامح حاده :
- مدام روح ! وانا اسعد بحضرتك .

محمد وقد انتبه لما اخطأ به فصمت، ورحل دون كلمة واحدة وظلت تراقبه نظرات روح ، التي رأت كم يتابعها هو بنظراته ، فهي ايضا لا تعلم اين رأته فقلبها يعلم أنها رأته في مكان ما.
روح مقتربه من دادا في خطوات كالاطفال :
- تعالي هنا يا ست دادا انتي مافيش فايدة فيكي ! عشريه حضرتك لحقتي عرفتي الراجل واتكلمتي معاه لا ووعدتيه بقهوه .

دادا تحمل الاكياس لتضعها داخل المطبخ :
- والله صدفة يا روح بس تعرفي حكايته صعبة والله دا ياعيني مراته ماتت هي وابنه،  وهي بتولده وعايش لوحده لا أب ولا أم يا عيني وجاي هنا علشان يبعد عن الذكريات دي ويشتغل .
روح وقد اعتادت علي طريقتها:
- وهو بيشتغل مهندس ايه يا دادا علي كده؟  وفين ؟
دادا في رد مضطرب :
- والله ما انا عارفه بيقلي كيميا باين والله يا روح ما عارفه بس هو شغله في المينا عندنا هنا في دمياط وهو بيحب البحر فاشتري شقة
عامل زيك ؟ شبهك .
روح وكأن كلمات دادا طعنت قلبها المزموم  :
-   مافيش حد مرتاح ! ولا حياته سهله ! يا دادا ربنا معاه طيب انا مش هاكل يا دادا؟
جعااااانه يا ستي ،وبعدين طمنيني علي ابن بنتك ولا نسيتيه وانشغلتي بالمز يا عسل ؟
انا بفكر اجوزك والله .
دادا مبتسمه وممسكه باذنها :
-  اخ وربنا نسيت ! اخدني الكلام مع الباشمهندس طيب انا هجهز الغدا ؛ وبعدين اروحلها اطمن علي ابنها يلا بقي يا ست روح اخرجي بره لما اجهز الغدا .
روح في دلع ودلال :
-  طيب خليني اساعدك مره واحده بس ؟
دادا دافعه اياها خارجا:
-  لا يا ستي ما بحبش حد يساعدني يلا من غير مطرود .
روح تحرك قدماها في حركات لا اراديه :
- ماشي انا هروح قوضتي واقعد في البلكونه عندي كتاب كده هكمل قرأته .
داداداعيه لها :
- ربنا معاكي يا حبيبتي ويروق بالك ويفرح قلبك ويعوضك بالي يستاهلك .

توجهت روح لمبتغاها لتمسك كتابا  بأناملها لتجلس في شرود تام ،  عن العالم فحين تقرأ تغوص في الاعماق تتعايش بكامل كيانها.
قصتها  فتغرق معها ؛ لعلها تكسر الملل والوحده التي تعيشها بل اصبحت رفيقتها التي لا تعلم متي سيظهر مفترق طريقهما .
..................................يتبع

ظل اربعيني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن