"ماله ده يا دادا ايه حصله فاجاه مشي هو انا قلت حاجه زعلته بس انا ما اتكلمتش "تحدثت روح لدادا
دادا.. والله يا بنتي ما انا عارفه ماله يمكن افتكر حاجه لانه كان اغلب الوقت بيسرح كده يمكن لمتنا فكرته باهله
روح... يمكن يلا احنا بقي يا دادا لان عاوزه انام
دادا يلا يا حبيبتي وانا كمان هخلص شويه حاجات في المطبخ وادخل انام انا كمان علشان بكره هروح زي ما قلتلك
روح... تعيشي وتفتكري يا دادا طيب
ذهبت روح لغرفتها مدعيه النوم ولكنها تعلم ان عقلها رافضا النوم ولكن التفكير في الغريب وما فعله وسؤاله لها... "انت ايه حكايتك معايا طول الاكل وانت نظراتك ليه غريبه وحتي سؤالك ليه اغرب.. مالك انتي يا روح ليه شغله بالك بس بيه انسي وحاولي تنامي... بس انا فعلا حاسه اني شفته قبل كده بس امتي وفين "
نامت روح وعقلها لازال يتذكر ويتحدث لعله يجد اجوبه....
..........................
صباح برياحين الهواء اتي ليعلن لهم جميعا ان اليوم مميز بما لا يعلمون
توجهت دادا بعد اذان الفجر الي بيتها القديم الذي تزوج ابنها به لتقيم ذكري زوجها هي وابناءها علي عادتها منذ ان رحل... وروح لا زالت في سريرها تتقلب من الامس لتفكيرها في ظلنا الاربعيني
ومحمد هو الاخر استيقظ باكرا ليتوجه لعمله لكن لم ينال من النوم كافيته لتفكيره في روح التجسيد الحي لرانيا زوجته
.......
روح... يلا يا ستي قومي وبطلي كسل دادا مش هنا لازم بقي تعتمدي علي نفسك يلا
تحركت لحمامها واهذت حماما وتوضأت وادت فرضها وتوجهت للمطبخ واكتفت بكوب من القهوه لم تجد لنفسها متسع من تناول الطعام وتوجهت لبلكونتها وظلت حتي اتي الظهر فصلت وارتدت ملابسها وتوجهت الي معرض للكتاب قريبا من منزلها اعلن عن قيامه فتوجهت لشراء بعض الكتب منه
وكعادتها اخذتها جنتها بين الكتب كما تسميها فنظرت الي ساعتها وجدتها السادسه ونصف فاسرعت الي البيت فهي لم تتناول الطعام من الصباح فحين تغيب دادا صفيه تهمل روح نفسها وتشعر باليتم حقا دونها
"اوووبااا فين المفاتيح فين اه انا نسيتها طيب هعمل ايه "تحدث روح لنفسها فهي نسيت مفاتيح شقتها فكيف تدخل شقتها نزلت روح تبحث عن عم عبده او العاامل لاياتوا لها باحد النجارين لفتح باب الشقه لكنها لم تجدهم في هذا الوقت راها محمد وهو ينزل من سيارته فهو عائد من شغله
محمد خير يا مدام روح في حاجه مالك كده قلقانه بدوري علي حد
روح.. اه عم عبده او العامل انا نسيت مفاتيحي ومحتاجه حد يفتح الباب
محمد ..طيب لحظه انا اقدر افتحه ليك لحظه بس
فتح محمد صندوق سيارته وتخرج علبه ادوات وتوجه لروح
"اتفضلي معايا انا هفتحلك الباب " شكرا انا مش عاوزه اتعبك حدثته روح وكان وجها متهكما من موقفها واحراجها فبلاهتها دائما توقعها
محمد.. ولا تعب ولا حاجه اتفضلي
صعد الاثنان وهم محمد بفتح الباب ولكسر الجمود بينهم اخذ يحدثها فهو راي معها بعض الكتب وكانها لتوها قامت بشراءهم
محمد.. واضح انك بتحبي الكتب جدااا انا كمان بحبها بس مش دايما بقرأ الشغل بياخد وقتي
روح.. اه جدااا الكتب تسليتي واهو بتسرق الوقت الي مش عاوز ينتهي
محمد.. انا عندي كلمه دايما بقلها اذا اشد بك الامر تحدث الي كتبك ففيها عالما جديرا بان تهرب اليه
تسمرت روح مكانها لمقولته فهي سمعتها قبل ذلك نعم...
ذكري.... "للاسف يا انسه روح مافيش حل حتي جلسات الكيماوي ما قدرتش تاثر مش بايدنا نعمل شي "كلمات طبيب والدت روح لها في احد مستشفيات القاهره والدتها الباقيه لها بعد رحيل والدتها مهدد هي ايضا بالرحيل تاركه روح لعالمها
روح... لا ماما طيب نسفرها بره اي حاجه اقدر اعملها ماما لا يا دكتور معنديش حد غيرها انا اموت من غيرها
صمت الطبيب فلم يعد لديه كلمات فاقدار الخالق لا اعتراض عليها
جرت روح باتجاه غرفت والدتها لكن قدماها لم تقوي علي الدخول لغرفتها بقيت امام بابها تبكي بحرقه وهي تراها طريحت الفراش بجوارها دادا صفيه
همت بالخروج لتجلس بحديقه المستشفي في زاويه تبكي بحرقه وجدت ايضا بجوارها رجلا يبكي في صمت وكانه مغيب عن العالم انتبه لها فوجدها هي ايضا تبكي بحرقه وكان قلبها سوف يتوقف من قوه بكاءها فتوجه لها واقفا خلفها وقال لها "اشد بك الامر تحدث الي كتبك ففيها عالما جديرا بان تهرب اليه"نظرت خلفها وجدته رحل دون ادني كلمه اخري
مدام روح.. روح روحتي فين... حدثها محمد فقد فتح لها باب الشقه لكنها لم تكن معه فهي في عالمها
روح... ها اه معاك شكرا ليك جداا
جمع محمد ادواته وهم بالرحيل مودعا ايها لكنه توقف حين تحدثت هي
"انا فكراك افتكرت شفتك فيه وجملتك دي انت قلتهالي وهي الي خلتني اتعلق بالكتب "
التفت لها محمد باستغراب.. انا كنت متاكد اني شفتك قبل كده
روح.. كنت بعيط لما الدكتور قالي ان مافيش امل لماما كنت في جنينه المستشفي ببكي انت كنت هناك وكان شكلك بتبكي وقفت ورايه وقلتلي جملتك دي
محمد.... فعلا كان نفس اليوم الي اتوفت فيه مراتي
غريبه هي الاقدار وكأن عندما فارقت روح رانيا تلبست جسد روح لتعلن لمحمد انها لن تتركه ابدا فهي معه وان اختلف الشكل
ابتسم الاثنان علي غرابت القدر وودعا بعضهم ورحل محمد ودخلت روح شقتها واغلقت الباب الذي اسندت جسدها له واغلقت عيناها لا تصدق ان من وجد لها ملاذها للهروب من اوجاعها هو الان امامها ارسله لها القدر.........
يتبع
أنت تقرأ
ظل اربعيني
Romanceتخبط بين البحث عن الماضي في شبح الحاضر حين ظهر دون ترتيب ولكنه محض صدفه... محمد اربعيني الهوا والهواء عاشق للابعد الحدود معشوقته رفيقه الطفوله منذ الصغر رانيا الفتاه المثاليه بشتي الجوانب لكن الاقدار تعطي وتاخذ بلا هواده لم تبقي علي المعشوقه فرحلت...