وانطلق السباق!

64 11 14
                                    

"وااااو!! أين تعلمت فعل هذا صديقي? لم أرى فنّا بهذا الروعة من قبل!"

"إنّه ليس بالأمر المهم,كانت هذه احدى هواياتي التي تخلّيت عنها منذ زمن..."

"العمل سيزدهر هكذا!" قالها الأول وهو يغمز بفرح فابتسم الثاني وأكمله ما يفعله.....

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت تنظر لمحيطها بضجر,تنتقل ببصرها أحيانا نحو الأستاذ تتابع تحرّكاته,تسمع كلام غير مفهوم منه,كما لو أنّه يتكلم لغة غير مفهومة...لكنّه لم يكن كذلك هي فقط لا تحاول التركيز معه حتّى بات كلامه غير مفهوم بالنسبة لها, وأحيانا اخرى تراقص عينيها ما بين النافذة وعقارب السّاعة المتباطئة....

طال الأمر حتّى خيّل لها انّ الزمن قد توقّف وهي عالقة مع مجموعة من الحمقى,سرحت تفكّر فيما اذا كانت قادرة على النجاح والعودة أم انّ ذلك بات ضربا من المستحيل....الى ان باغتها صوت الجرس اخيرا,معلنا نهاية يوم دراسيّ ممل,لا يقلّ رتوبة و كآبة عن سابقيه,تكسّلت بتعب ثم همّت بالخروج لكنّ مجموعة من الفتياة اللطيفات استوقفنها,لتتقدّم احداهنّ قائلة" سنذهب الى مقهى موتويانج ...ماين أتأتين معنا?"

لم تتعب نفسها بالنظر الى أي منهنّ,واصلت سيرها وهي تجيب بصوت هادئ لا يكاد يسمع" لا أريد."

"بل تريدين" اردف راين بصوت مخيف

"ومنذ متى تتدخّل في قراراتي?" قالتها ماين 

فأمسكها توأمها من معصمها يجرّها خلفه قائلا" منذ هذه اللحظة...." وحالما اتّخذا أحد الزوايا مكانا للوقوف أكمل" يجب عليك مرافقتهن,تذكري كلام كنجي,يجب علينا ان نبدو كمراهقين عاديين..."

"يمكنني ان أبدو كذلك دون مخالطة احد" اردفت ماين بضجر فشدّ الأول على معصمها بقوة اكبر وقال" حاولي ماين! حاولي! فإن لم يكن ذلك من أجلنا والعودة لعالمنا,فاعتبريه من أجل والدتنا....سنعود لنحكم بقوانين أفضل....تماما كما علّمتنا امي...."

وقفت ماين تقلّب كلامه داخل عقلها الى ان انجرفت مع التيّار وعادت للماضي ترى والدتها تقصّ لهم عن مجد مملكتهم وعظمائها,كانت أمنية والدتهم ان تقف في احد الايام بصفتها الملكة الأكبر, أم من أعاد مملكة الجليد الى سابق عهدها,مملكة المجد والانتصارات....

"سأكون في المكتبة القديمة مع هيروتو,عودي للبيت فور انتهائك ولا تتأخّري" نطق بها راين لينتشل تلك الشاردة من الماضي فيذهب كلٌّ في سبيله....

وها قد رافقهتنّ بالفعل,وهي الآن تجلس حول مائدة ملأت بما لذّ وطاب من مختلف انواع الكعك والحلويات,تنصت الى أحاديثهنّ التافهة بينما احدى الجلسات تضرب بيديها وتقول مكرّرة " أين القهوى? لقد تأخّرو....أين القهوى?....أين?"

مخلّفات ماضٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن