نعود بأفكارنا لزماننا ونفتش بين ثنايا الضحكات عن سعادتنا، وتأخذنا الأحاسيس إلى أحلامنا، ونرى الثواني تمضي من أمامنا، ولا تزال نفس المشاعر فينا، ودفاترنا لا زالت مملوءة برسم طفولتنا ومقاعدنا لازالت تحوي دفء حكاياتنا.
لكن شيئا لا يبقى على حاله...يرون...
صعدت ماين تحيّي الجمهور وتلوّح بيديها لهم ثم باشرت بتقديم عرض منفرد لها على موسيقى صاخبة وإضاءة متنوعة جعلت الأجواء أشبه بقصف ليزريّ,ثم أظلمت الدنيا من حولهم فجأة وظهرت خيوط ليزرية متعددة الألوان صارت ماين تتفاداها تارة بحركاتها الراقصة وتعبث بها كما لو انها تطلقها من يديها ,كان المشهد أكثر من مدهش مما جعل جميع الحضور يقفون مبهورين, فاتحين أفواههم الى أقصى حد....لحظات وقد ظهرت أضواء اخرى غريبة تدور كالاعصار وتلتف هنا وهناك ثم سرعان ما اختفت ماين أيضا وحل مكانها نور غريب ايضا...ارتفع ذلك النور وصار يلتف هو الآخر,عادت الاضاءة وظهرت ماين وتوأمها بوقفتهما المميزة التي علت الصرخات والهتافات لها بينما لم يتردد الحكّام في الثناء عليهما لحظة واحدة....
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"يبدو أنّ المنافسة شديدة هذه المرة! ان المتسابقين يتصارعون على الفوز بقوة...."كان ذلك المذيع وقد صعد خشبة المسرح يلقي بخطابه السخيف ذاك للمرة الثالثة على التوالي في عرض اليوم
"ألم أقل لك اننا سننجح?" صرخت بها ماين بحماس وهي تقفز حول توأمها فضحك الأخير على تصرفاتها الطفولية واجاب" حسنا تريثي قليلا...." تنهد ثم اكمل" لم يتم اعلان النتيجة بعد فلا يزال هناك اربع فرق بعدنا....لكن يمكن القول اننا نجحنا"
"راقبني فحسب...."همست بها ماين بمكر ثم تقدمت واختبأت في مكان قريب من خشبة المسرح وبقيت تشاهد ما يفعله الفريق الذي على الخشبة الآن,زادت صعوبة الحركات التي يقومون بها وزاد معها تصفيق الجمهور واعجابهم,ثم صار الفريق يركض في الأرجاء ويتقدم شخص منهم كل مرة لتقديم حركاته الخاصة فمدت ماين يدها بحذر واطلقت جليدا,سرا في الأرض حتى غطى المنطقة التي تحت اقدامهم,لكن احدا لم يلحظه فاكملوا ركضهم واذ بهم ينزلقون الواحد تلو الاخر,بعضهم فقد السيطرة على قدميه تماما وواصل الانزلاق حتى خرج واندفع بقوة من على الخشبة ليهوي ارضا بين الجمهور وبعضهم سقط على زميله بينما البعض الاخر فكر في التشبث بزينة المسرح فإذا بالمكان يتداعا فوق رؤوسهم....شهق الحضور وتسارع المسؤولون لمساعدتهم فأغلقت ماين قبضتها بقوة ليتفتت الجليد ويتلاشى تماما....
كل ذلك وراين يراقب بانبهار مكر وذكاء توأمه,لحظات وقد تم اعادة المكان لسابق عهده فالديكور فقط ما تداعى على رؤوسهم وذلك الفريق بخير لكن نتيجتهم لن تكون كذلك فقط غضب الحكام من تهورهم ودعوهم بالفاشلين...أعلن المذيع صعود الفريق الذي يليه,لكن احدا من التوأم تجرأ على التحرك فكلاهما يحمل من المكر والذكاء اشدهما وهما يدركان ان البشر سيشكون في ان امرا ما مريبا يحصل ان حدثت كوارث متكررة...
