النهاية

98 9 1
                                    

كان المكان مكتضا ومفعما بالحياة اكثر من العادة,المشاركون منتشرون ما بين الذين يتجهزون والذين لا يزالون يراجعون الحركات بينما كانت شحنة كبيرة من التوتر تملأ الأرجاء والناس تتوافد على المسرح من كل صوب بغية مشاهدة النهائيات....

"كاتاشي! انت الأول...هيا اصعد!" صرخ بها احد المسؤولين عن الترتيبات 

فانتبه المعنيّ وشد ياقته بعزم صاعدا المسرح كله همّة وأمل في النجاح...في حين ان تلك الأعين الحاقدة تراقبه بكره وحنق متوعدة اياه بالنهاية المثالية...

صعد العجوز فعلت أصوات الهتافات والتشجيع فقد بات شخصا مشهورا الآن ومحبوبا اكثر من بقية المشاركين كونه الاكبر سنا والاقوى حاليا,وكما يطلق عليه المشجعون" مصارع الحياة"  فهو يتحدى عمره وقدرات جسده وكل قوانين الحياة ليثبت ان العمر لم ولن يكون عائقا لأي شيء....فالمشكلة لا تكمن في الجسد ولا العمر بل في العقل....وطريقة تفكيره.... حياهم بوقار واحترام بالغين ثم باشر عرضه الساحر الذي فاق عروضه السابقة سحرا, كانت البداية وحدها مصدر اعجاب,قفز متشقلبا في الهواء افقيا ثم طفق يقوم بحركات شديدة الصعوبة نظرا لما تعتمده من دقة وتكريز بين اليدين والرجلين....ودخل بعض المؤدين معه كانو افضل مثال لتناسق المجموعة....وقف الحكام مصفقين له,معترفين بعدم تفاجئهم بعد ان تعودوا على ابداعه,وكانت نتيجته كالصاعقة التي نزلت على بقية المتنافسين,بات الأمر اكثر من تحدي الآن فقد نال نتيجة لم يسبق لأحد المشاركين في هذه المسابقة ان نالها من قبل...وكثرت الغمغمة واشتد الهمس بينهم,وانقسموا ما بين حاقدين عليه وفرحين له...أما التوأم فقد كانا يتابعان كل ما يحصل أمام اعينهم في صمت وهدوء مخيفين....

"دايشي وفويوكي! هيا الى خشبة المسرح....دوركما الآن" كان هذان هما عضوي الفريق الذي سيؤدي ثانيا اي بعد تاكاشي....

ركض المعنيين لبدأ عرضهما بينما ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجه ذلك العجوز الذي رحل تاركا كل تلك الأجواء ذاهبا للمجهول,لمحته ماين فهمست بغضب " لا لن تفعل!" ثم شدت على قبضتها ومضت تمشي خلفه بحذر شديد بينما فهم توأمها وقال في نفسه" بدأت الخطة الآن..."

دلف تاكاشي غرفته وغير ثيابه الملونة واللاّمعة تلك الى اخرى سوداء بالكامل تخفي وجهه تاركة المجال لعينيه فقط التي تظهر للعالم,تلك العينين السوداوين، تلوح فيهما نظرة لامعة تنمّ عن ذكائه الحادّ ومكره, فتح باب الغرفة للخروج فإذا بتلك الشابة الغاضبة تقف كالحاجز امام الباب...

"أذاهب الى مكان ما يا .....مدرّبي?"

نظر لها المدرّب ثم وبسرعة البرق باغتها بحركة سريعة تراجع على اثرها للخلف فتقدمت هي لتوجه لكمة له لكنّه سبقها بضربة عنيفة برجله اطاحت بها أرضا...لم تكن ماين لتهزم بحركة كهذه...فهي ليست بالخصم الهيّن البتّة! بل قفزت للأمام واقفة على رجليها بشموخ ثم طفقت تشكل مجموعة من الخناجر وتوجهها الواحدة تلو الاخرى في اتجاهه بينما كان هو يتفاداها بالركض على جدران الغرفة...» لن اطيل الأمر أكثر» قالتها ماين ثم حركت يديها معا بقوة في نفس الوقت لتجمّد الغرفة كاملة بكل ما فيها,حتّى المدرّب تجمّد على أحد الجدران فابتسمت هي وتقدمّت تتلو بعض التعاويذ لتشكل حواجز أخرى كفيلة بحجز المدرّب لأطول فترة ممكنة...أما هو فقد كان غير قادرا على فعل شيء سوى تحريك عينيه ومتابعة كل تحركاتها...اقتربت من الشرفة لتقفز منها فغمزت له قائلة» بدأ العد التّنازليّ الآن!...يجب ان ترحب بحياتك الجديدة في هذا العالم..» وحالمها انهت كلامها قفزت بسرعة للقيام بجزئها من الخطة...

مخلّفات ماضٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن