طريق واحد

57 11 5
                                    

"ماذا?!! كيف لكما ان تشاركا? أنتما لا تجيدان الرقص بل لا تستمعان للموسيقى حتّى!" صرخ بها ذلك المغتاض

تأفف احد المعنيين وقال بنفاذ صبر" لا يزال امامنا سنة كاملة,نستطيع التدرب على الرقصات التي سنقدّمها....انهم ثلاث رقصات لا أكثر..."

"وما الذي يضمن لكما الفوز لتتكلم عن ثلاث رقصات? انها رقصة لكل مرحلة...اشكّ في اجتيازكما مرحلة التصفيات حتّى..."

ابتسمت الثانية وقالت بمكر"سنفوز بلا أدنى شكّ"

"لن أنفق فلسا واحدا على حصص التدريب تلك, ولا على مراسم التسجيل....انّه امر ميؤوس منه ولن نستفيد شيئا"

"لا تقلق,سبق وان فكرنا في الأمر...سوف نعمل في احد المقاهي بدوام جزئيّ"قالتها الفتاة

"هيروتو ألن تقول شيئا?" قالها المغتاض 

"وماذا عساي أقول أبي? انهما توأم عنيد....سايرهما فحسب"

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان يمشي كالسائر في نومه,واضعا كلتا يديه في جيوبه,مطأطأ برأسه ارضا وهو قد غطّى معظم تفاصيل وجهه بذلك الوشاح الأسود الذي يثير الريبة في كل عابر سبيل...يمشي بلا وعي,انه يفكّر فيهما....فيما حصل البارحة,تاركا رجليه هما اللتان تقودانه لوجهته...

فلاش باك

"يسرّنا انضمام اثنان مثلكما لفريق عملنا المتواضع,في الحقيقة...ان العمل يزداد مع مرور كل يوم وفريقنا بالكاد يقدر على المواصلة حتى الظهيرة..."

ابتسم المعنيّ وهو يصافح الأول قائلا" سيصبّ الأمر في صالح الجميع اذاً..."

قهقه الأول واردف" ستعملان بدوام جزئيّ..." استدار مناديا شابا وشابة يبدوان في العشرين ثم واصل قائلا"هذه 'هانا' انها مساعدة في المطبخ..." ثم أشار للثاني وقال" وهذا 'ميتشي' النادل الوحيد حاليا...فقد استقال الذي كان معه منذ بضعة أيام....سيعملان صباحا وانتما تحلّان مكانهما مساء...أكلّ شيء واضح?"

ابتسم هو وقال" واضح وضوح الشمس سيدي...وسنبدأ العمل من الغد....اوه! لقد نسينا تقديما انفسنا..." وضع يده مشيرا لنفسه واكمل" انا راين" اشار للثانية " وهذه ماين..."

"توأم?" سألت هانا بمرح فهزّت ماين راسها مؤكدة ما قالته الأولى وقد تم الترحيب بهما أحسن ترحيب و أخذهما صاحب المقهى في جولة يشرح لهما كل صغيرة وكبيرة,كل ذلك يحصل وذلك العجوز يتابعهم بنظرات ثاقبة من خلف النافذة آملا انقضاء هذا اليوم على خير...

نهاية الفلاش باك

كان قد ذاق ذرعا منهما,نعم انه يفكر في العودة...كيف? الطريقة واحدة لفعل ذلك لكنها ليست سهلة,هو يدرك ذلك جيّدا ولهذا يبذل قصار جهده...شخص في عمره كان يفترض به ان يكون قد أخلد الي العزلة وآثر الهدوء,تعوّد على رتابة الحياة وفعل نفس الأشياء يوميا,أوليست تلك هي حياة المسنّين? لم يكن له من فرصة لفعل شيء من ذلك بسبب التوأم الأنانيّ...أما الآن! فقد اختلف الأمر,ها هي الحياة تفتح له ذراعيها...تناديه وتستلطفه ليتبعها...سوف يسلك الطريق الصعب وحيدا, سوف يعود, لكن! وحيدا...نعم يفكر في العودة وحيدا دون التوأم,انها الطريقة الوحيدة لبدأ حياة مريحة خالية من أي تعب وعبودية...لكنه لم يحسب حساب تدخّلهما...انهما الان يفكران بنفس طريقته,يسيران على نفس الطريق حذوه,الاختلاف الوحيد انهما لا يريدان المواصلة حذوه...لا يريدان المشي جنبا الى جنب معه...سوف يدفعانه,يوقعانه, سيخرج من ذلك الطريق....ونهاية السباق اذاً! ناج واحد....

مخلّفات ماضٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن