عثرت عليكِ

3.4K 120 132
                                    

كان على الأرض ويحاول النهوض , وعيناه كانتا مثبتتين عليها تماماً ، عينان خرزيتان ، رأت ملامحه بوضوح , نظراته نحوها زلزلتها .. تلك النظرات التي حملت الفضول اتجاهها وكأنه يقول (من أنتِ؟) بقيت متجمدة لثوان قبل أن تستيقظ من شلل الخوف وتسارع بمحاولة سحب الفتاة من بين يديه .. ولكن عندما رأته ينهض علمت بأنه لن يكون لها أي فرصة معه ،عيناه تلك زلزت كيانها كليآ وكأنهما خرزتان من النار بتجويف عميق يشتعلان فيه.. تعالت أنفاسها وهي تراقب تحركاته واقترابه منها بترقب بينما كان يتفحصها بعينيه بسرعة وفضول وهو يحاول أن يستوعب عن هذا المخلوق الغريب الذي أمامه من أين أتى فجأة! دون ملاحظته! وباغته بدون أن يشعر...

هي لم تعلم أن هذا الشخص الذي ظهرت أمامه بكل هذه الجرأة سيدمر حياتها و سيصنع منها شخصآ تعيسآ ..
.
.
كانت أمي تقول لي دائماً <كلُ شيء بحياتكِ لا بدَّ أن له بداية وله قصة .. كل تصرفٍ تقومين به لابد أن له سبباً بماضيكِ .. الشيءُ الذي يضحككِ .. والشيء الذي يبكيكِ .. أنواع الأشخاص الذين تحبينهم .. والأشياء التي تخافينها وتكرهينها .. كل شيء يبدأ بقصة تعيشينها أنتِ بحذافيرها ..ولذلك أنتِ بحد ذاتك قصة .. !! الناس من حولك قد يستغربون تصرفاتك .. ولكن أنت فقط من يعلم سبب قيامك بها .. ولذلك تأكدي من أن القصص التي ستعيشينها سعيدة لينعكس ذلك عليكِ جميلتي>

ظننت حينها أن قصتي ستكون سعيدة .. ظننت أن تصرفاتي لمن حولي ستكون منطقية بالمستقبل لأني سأعيش بلحظات مليئة بالنعم ولكن في ذاك الزقاق الذي خاطرتُ ودخلته .. كانت تكمن بداية قصتي .. في ذاك الزقاق تعرفت على مخاوفي وتعرفت على ما أكره .. فقط في ذاك الزقاق بدأت قصة لم تنتهي حتى الآن ..

"لم أندم .. حتى ولو عدت بالزمن سأفعل الشيء ذاته "
"لم تندمي ! "
"ولن أندم مهما حدث"

قررتُ أنني لن أتراجع عن شيء صممت على فعله .. حتى ولو كان ثمن ذلك حياتي .. فالندم لن يوجد حلآ .. الندم على شيء قررته وقمت به لا يسبب سوى الألم ..سأعيش .. نعم سأعيش وأحتمل كل النتائج التي أنتجتها قراراتي حتى ولو كان يعني هذا بكائي كل يوم على وسادتي قبل النوم ...

💬في الحاضر

كانوا ثلاثة رجال يجلسون على عدة أرائك يتداولون أطراف الحديث بينما رابعهم  يجلس على واحدة منفردة في زاوية الغرفة وينظف مسدسه بهدوء شديد

(هل هذا يعني أننا سنبقى معاً من الآن وصاعداً!)  قالها شاب طويل القامة أشقرالشعر يدعى بيرت بشيء من الإنزعاج لصاحبيه اللذان يجلسان مقابلاً له ..

كان ثلاثتهم يشعرون بالضجر من هذه المهمة التي أجبروا عليها بشكل أو بآخر بعد تلك الجملة بقليل قال أحدهم يدعى أدلر (ومن هو ؟!)  مشيراً لذاك الشاب الذي يجلس بهدوء في الزاوية ويبدو الهدوء التام على ملامحه ..

وقعت أنظار ثلاثتهم عليه..

شعره البني اللامع الذي يغطي معظم عينيه أعطاه شيئاً من الجاذبية الغريبة ,بشرته نقية ذات لون فاهٍ،  وأما يده التي أخذت تفكفك أجزاء المسدس بسلاسة أظهرت براعته التامة باستخدامه ..

أطلق اتجاهيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن