تعاطف غريب ؟

976 82 126
                                    


بينما هي جالسة تعمل على حاسوبها بالليل سمعت طرقاً خفيفاً من اتجاه لم تستطع تحديده .. عقدت حاجبيها ونهضت عن الأريكة ومن ثم نظرت لهم .. كانوا نائمين بعمق .. ثوان وسمعت صوت الطرق ذاته قادم من خلفها بالتحديد ..

تعالى صوت أنفاسها ومن ثم استدارت بهدوء لتحدد مكان صوت الطرق هذا .. لقد كان باب المنزل!! .. بلعت ريقها بتوتر وهي ترى رسالة تظهر من أسفل الباب .. شهقت بخوف واتجهت إليها .. أخذتها بأنامل مرتجفة وفتحتها كانت تقول

" هذا العرض من أجلكِ فقط !.. بإمكانك منع جريمة من الوقوع .. فقط عليك أن تأتي إلى هذا العنوان دون إخبار أي أحد .. وسيكون كل شيء بخير .. " وبنهايتها كتب بخط مختلف ومخيف بعض الشيء

" أضمن ذلك لك"

شعرت بلهجته الساخرة بهذه الجملة الأخيرة لتتنفس بتعب من هذا الشخص وحركاته الغير متوقعة، ماذا يريد الآن؟ لماذا يخطط؟

كان العنوان مرفقاً بالرسالة ..وبالتأكيد لم يكن من الصعب معرفة من الشخص الذي خلف الباب .. مدت يدها بضعف ليلامس كفها يد الباب أرادت فتحه ومواجهته .. ارادت ذلك ولكنها بقيت تضغط على اليد بقوة لا فائدة منها ودموع تجمعت بعينيها .. ما الذي يخطط له هذا الشخص!! فكرت تكرارآ بداخل عقلها الصغير ذاك، هي تعلم بأنه لن يفعل شيء بدون ان يكون لديه خطة متكاملة .. انفاسها تسارعت وتسارعت ولكن بقي جسدها عاجز عن القيام بأي تصرف.. بعد مدة استيقظت من أوهامها ونهضت من الأرض لتسارع بفتح الباب ولكن لم يكن هناك أي أحد .. نزلت دموعها بقهر .. متى سيتركها وشأنها .. أغلقت الباب بسرعة وجلست على أريكتها تعاود قراءة الرسالة من جديد ..

(تباً .. ما الذي تخطط له أنت!!) همست ..

كان النهار قد حل عندما غادرت المنزل لوحدها .. أخذت مسدساً واتجهت للمكان المذكور بالورقة .. عندما وصلت دخلت المكان بعدم اكتراث رغم كل الخوف الذي يسيطر على قلبها ..

هناك وبنهاية المستودع المكتظ بالصناديق وجدت فتاة مكبلة حيث أن يديها مقيدتان بسلاسل من السقف وجسدها بوضعية الوقوف ومغمضة العينين .. كانت تبكي بهستيرية وتترجى أن يتركونها ..

بلعت ريقها بخوف والأفكار أخذت تتدافع بعقلها.. تحاول أن تفهم وتحلل تفكير هونتر ولكنها بقيت عاجزة عن ذلك كليآ لتنهي تفكيرها العميق وتسارع بالركض إليها لكن ما منعها هو سماعها لصوته

(هوب هوب ،ليس بهذه السرعة )

توقفت فورا و أخذت تنظر حولها ولكنها لم تجده .. بقيت تحول انظارها بكل مكان وبكل زوايا المكان.. لكنها أيضآ لم تجده

(انظري إليها )

قال لتعقد حاجبيها

(أليست صغيرة لتموت !)

عندما قال هذه الجملة أخذت الفتاة تبكي بصوت عالي وتترجاهم لتركها.. تنظر ريكا نحو الفتاة وتعابيرها حملت الصدمة والحزن معآ.. بقيت تقف ثابتة لا تعلم ماذا تقول أو ماذا يجب أن تتصرف فقط تنتظره ليوضح لها مايريد

أطلق اتجاهيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن