الفصل العشرين.

182 10 4
                                    


قال خادم أخر " لماذا قامت بقتل شقيقها , لأن أكتشف هذه العلاقة المحرمة بين عفريت وشيطانه , ستبحث الشياطين وراء السبب , والوزير يخش أن تفسد هذه الحادثة علاقته فكيف لو كان الطرف الأخر ابنه ؟ "

وخادم أخر " اذا هو يريد أن يستخدمك كبش فداء عوضا عن أبنه لتحمل ذنب أبنه وذنب الشيطانة "

أشرقت الشمس ورغب باران أن لا تفعل , فبعد عدة ساعات ستأتي الشياطين لتحاسبة على جرم لم يقترفه

أرسل الوزير رئيس الخدم برسالة , الى ذلك التاجر بعد معرفة هوية الأب , الذي لاحظ اختفاء أبنته وابنه في الصباح الباكر طرق رئيس الخدم , أستغرب التاجر سبب الدعوة والأجتماع الطارئ أخد مع أتباعه ولم يستغرق الأمر سوى ثواني حتى وقف هو وأتباعه على باب قصر الوزير.

الدي أرسل ايضا في طلب ياما حتى يكون طرفا أخر يهدئ النقاش , تفقد ياما الجثة التي أمامه, وقال " قلت لي أن خادمك قام بقتله " فأجاب الوزير " بالإيجاب "

فرد ياما " لكني لا أرى الا مخالب شيطان في انحاء جسده , لقد قام بقتله شيطان أخر , كيف لعفريت صغير أن يقوم بقتل شيطان يبلغ من العمر ستة مئة عام ؟ "

فتردد الوزير في الرد

فقال ياما سأجيبك " قام الشقيقة بقتل شقيقه بعد أكتشف علاقتها بعفريت ؟ "

- لكني مدهوشا قليلا " كيف لأبنة تاجر أن تحب خادما ؟ "

"سيدي جلبتك الى هنا حتى تنقدني من هذه الورطة , قلت أني احد أتباعك لذلك أتوسل اليك فلتخرجني من هذه الورطة , الصغار يرتكبون بعض الأخطاء دون أن يفكرون "

قرر ياما أن يستقبل التاجر وأعوانه ففتح لهم الباب عوضا عن الخدم , فعمت وجوه الشياطين الدهشة الشديدة كيف لي قائد عظيم أن يستقبلهم بنفسه .

أدخلهم الى القصر الى غرفة الاجتماع " جئت الى هنا وسيطا لحل هذا المشكلة " – قال ياما

فسأل التاجر عن أي خلاف تتحدث ؟ لا شيء بيني وبين هذا الوزير .

" أني اطلب العفو عني فلم أعلم خدمي جيدا , بالأمس وجدت جثة أبنك في ساحة قصري "- قال الوزير

فصرخ وقام من على مكانة التاجر " ماذا قلت ؟ "

أكمل الوزير " ابنتك هنا ايضا "

فأشتط التاجر غضبا " اذا انت تقولون أنكم قمت بقتل ابني "

" خادمة فعل ذلك , وأكمل على ما يبدو أن ابنك أكتشف علاقه بين أبنتك والخادم وأنتهى الأمر بقتل الخادم لأبنك "- قال ياما

"سأشكوك للمجلس الأعلى , ستعود صفرا كما كنت "

أخد التاجر أبنته وجثة أبنه وغادر القصر وحالما وطئت قدمية وادي الشياطين حتى صاح " ايها القوم , قام الوزير بقتل أبني "

فاجتمعت الشياطين حول جثة الأبن " عن أي وزير تتحدث ؟ "

" أني اتحدث عن يامن وقال بغضب " قام بقتل ابني وأحتجز ابنتي للصباح " "

فعمت الفوضى المكان وتداخلت الاصوات بين بعضها لكنهم أجتمعوا على رأي واحد "مالذي تقوله أنه مجرد عفريت "

"مجرد عفريت وتجرأ على قهري وإهانتي , رغبت بشدة بقتله والتهامه حتى لكني أردت أن يعلم سبب فعلي لذلك حتى لا أنفى "

وأتفق حشد كبير تجاوز الخمس الالف من الشياطين , لكن ياما قاطعهم " لقد كان خادم الوزير , فلما علينا معاقبة الوزير ؟ اما أنك تحمل ضغينه أتجاها "

وباستنكار " لقد قام بقتل ابني , لم يعلم خدمه جيدا "

"اذا علينا طلب الخادم لمعاقبته في أرض الشياطين "

ومن هنا لاحت فكره أكبر في عقل ياما , وكأنه يعلم مسبقا بما سيحدث لذلك أقترح جلب الخادم , أرسل بطلب باران لأرض الشياطين بالقصر والتي ستقوم بمهمة نقلة الشرطة , جاءت الشرطة في المساء وكبلت يدية بأصفاد من نار , شعر باران بالذعر الشديد و تخاذلت قدمية عن المشي فأخد يجرها , وفكر في الأمر كيف لي أن اموت بهذه الطريقة ؟

وصل الى أرض الشياطين بأكواخها الحمراء ومأدنها يضخ منها النار , ركع على قدمية طوعا وأجتمع حشد كبير منهم , فأخد بعضهم يطلبون من التاجر مقاسمته أياه "فلتطعمنا منه "وبهجتهم تملأ المكان وجوهم علتها ابتسامة , البعض الأخر جاء ليرى العرض.

فأستشار التاجر أتباعه " هل عليه أن يؤكل حيا أما ميتا ؟ " وأحتار في أمرهم فأحدهم قال سيكون أفضل لو أن تم أكله وهو على قيد الحياه وأخرون قالو أن أمره أكله حيا سيستغرق وقتا ربما يقاوم كما يقاوم الاخرين لذلك من الافضل قتله أولا .

من خلف الحشد سمع صوت ياما الذي قال : اذا مات الأن فقد أرحته .

التفت له الحشد , فأكمل قائلا : اذا أكلته الأن قد يتألم في لحظتها لكن الأمر هذا ستلاشى بمجرد موته , لن يعاني ولهذا وجدت عقوبة النفي

فقال التاجر : وهل أجعله طليقا في عالم البشر ؟

"ومن قال أن عليه أن يكون طليقا ؟ من الأفضل لنا جميعا أن نستفيد منه , فأنت تعلم أن قوتنا وسلطتنا بسبب بعض السحر الأسود من عالم البشر , فأنا اقترح فقط أرساله لخدمة السحر الأسود هناك .

" ايها القائد ..هذا مجرد اعطائه سنوات اضافيه ليعشها "- قال احد الحشد

" هي كذلك , لكن ما فائدة السنوات الاضافية التي سيعيشها وهو قابع في مخاوفة, سنرسله الى عالم البشر بتعويده لخدمة سحر أسود "

ولم يعلم أحد المتواجدين مع باران في الغرفة انه ليس سوى الأضحية الأخيرة لسحر التنور

أخد أبانوخ يجوب الغرفة ذهابا وإيابا من شدة القلق , فأخبره الجني الدي قال سابقا أنه يسمع بالمعاجز ولا يراها "حتى لو غادرت هذه الغرفة كيف ستستطيع مغادرة عالم البشر لم يفعلها من الذين حكم عليهم بالنفي للأبد"

أضف لذلك ارتباطك بتعويده هذا ما يجعل العودة صعبة للغاية


أبانوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن