الفصل السادس عشر.

233 16 8
                                    



لكل منا قصة , قصة تحكى , وكان عمق المشكلة في تحديد عمق خطايانا فهل هي تستحق كل هذا العقاب ؟ ولماذا لا يكون هناك فرصه أخرى او مجال للتوبة والعدول عن اخطائنا ؟ اسوء ما يمكن أن يحدث لمخلوق ما في هذه الأرض أن يكون خادما للجميع عدى نفسه , أن ينفع الجميع عدا نفسة .

وبعدها عاد ينزل الأدراج درجه درجة , في خيبة أمل فلا هو الدي عثر على ليمان ولا هو وجد سبيلا لأنهاء تلك التعويذة .

أخد مقعدا وأخد ينظر حوله في الغرفة كان الكثير مستندون رأسهم على الحائط , وحاول أيجاد جو بالأثارة ليشير الى أبانوخ بقوله أنت ماذا كان أسمك .

فأجابه أبانوخ بحماسة " أسمي أبانوخ "

فرفع أحد حاجبيه " كيف يمكن لشخص يبدو جبان وغبي كذلك أن يحمل أسما قوي كهذا "

فبابتسامة أجابه أبانوخ " ليست المرة الأولى الذي يخبرني فيها أحدهم بذلك , هل على اسمائنا أن تطابقنا ؟ "

"عليها ذلك لا يمكن للجبان أن يحمل أسم شجاع , لو أمتلك أسم مثل هذا عليك أن تجعله ينطبق عليك حتى لا تكون موضع سخريه , ثم صمت لثواني ليسأل أي نوع من الجن أنت ؟ "

فلم يعرف أبانوخ اجابة هذه السؤال , ليس وكأن للجن أنواع , يبدو الجن مشابهين للأنس , فباختلاف مظاهرهم وأشكالهم والوانهم , لا يمكن تقسمهم لأنواع , والأمر ذاته عند الجن .

حتى العظماء منهم والكبار خاضعين باحثين عن السلام ,لم يعرف الجن منذ الالف الاعوام من هم ؟ ومن أي نوع ينتمون في ذلك العالم , شيء واحد يثير الخوف في هذا العالم هو جهلك بنفسك .

بقي الجن خاضعين لألف الاعوام ولا يعلم أحد لما ذلك ؟ لم يجرب أي احد منهم قواه , والى أي حد يمكن أن يصل اليه .

على خلاف العفاريت التي قسمة نفسها منذ الالف السنين وكلما زاد عدد قرون العفريت , كان من عرق نبيل , وكلما قلت أصبح دنيئا وأصبح خادم القوم.

ومن ذلك الحين والجميع يتبع هذا التقسيم , غير مدركين عن سببها , فالأقوى هو من يسود القوم .

" قلت أنك قمت بسكب ماء على عفريت لأنه قام بسرقتك ؟ الى أي مدى كان شأنه حتى ينفى بك الى هنا " قال باران .

"كان يمتلك خمس قرون " وبهذه الكلمات أعاد أبانوخ ذاكرة باران الى الوراء .


ولدت أبننا لخادم , وكانت الخدمة هي مهنه عشيرتي بأكملها , ولا نملك غير طريقان احداهما العبودية او الخدمة طوعا , اختارت عائلتي الثانية .

لذلك أعتدت الأمر فقط , فما أن يأتي احدهم بالفاكهة فينتقي الخدم من سلال الفاكهة أكثرها نضجا , وتترك الفاسدة وعديمة النضج الى الخدم , وكان الأمر نفسه بالنسبة للحوم فنأكل البقايا

أتذكر أني في احد المرات خرجت من ذلك القصر الكبير , أحمل بعض السلال الدي جاء بها الخادم الموكل بشراء حاجيات المطبخ .

كانتالشمس قد عكست أشعتها على بعض التفاح المتواجد بسلة أحملها .


كان باران غارقا في التفكير في الماضي حتى سمع صوت طرق مرة أخرى , وانطفئت الشموع وما أن اشعلت حتى شممت بخور يغطي انحاء الغرفة, وأجتمع الخمس عفاريت في الغرفة في مرمى بصري عدت لأجد تلك الأنسية مره أخر مع أنسية أخرى , كانت تتربع الارض كعادتها , وكعادته أمسك ايزاك بكتف المرأة لنسمع صوت قادما من المرأة " احب أبني فتاه لا أصل ولا فصل لها , حيث انها لا تتناسب معنا , كان قد التقى بها بمهرجان أقيم في المدينة منذ أشهر , وهو الأن يصر على الحفاظ على هذه العلاقة وأخشى أن تختلط دمائنا بتلك الفتاه التي نسبها لا يرتقي لنا "

وهمس بهذه الكلمات للعجوز الدي عادت لترددها على مسامع المرأة , اذا هل ترغبين بتعويده تبعد الأثنان عن بعضهما ؟

" فردت المرأة بل أرغب أن يكرهها , وأن لا يطيق رؤيتها "

فردت عليها العجوز الأمر سهل , ما أن يمسها احد اتباعي حتى تلتصق بها رائحة لا يشمها سوى ابنك وينفر منها بعدها

وكالمعتاد أخرجت من زيها عدة أوراق ملفوف بقماش وأخدت قلما , وجاء العفريت الأحدب وقام بأملائها التعويذة بعدها قالت الى أيزاك هاتني بأحدهم "

فقال أيزاك أني اعرف جيدا من هو مناسب الى هذه التعويدة ولاح بصره نحو باران وأبتسم "ليس هناك أفضل من عفريت للقيام بهذه المهمة ؟ الأمر مشابه لما حدث لك يا باران كل ما في الأمر انه بالعكس "

رد باران بكل هدوء "نعم هي كذلك ليس هناك أفضل من عفريت قام بخيانته عشيرته بأكملها للقيام بهذه التعويذة "

فأشتط ايزاك غضبا وكأن مقلة عينية ستخرج من مكانها " ليس الأمر وكأنك مختلف عني , لا يهم من قمت بخيانته , الأمر أنك خائن انت الأخر "

فبرح باران مكانه " لا تقم بمقارنتي بك فالأمر مختلف تماما عما فعلت أنت "

أخدت الاجواء تتوتر تنهد العفريت الطويل وامتلأت اجواء الغرفة بالحرارة , لم يتدخل احد بالشجار , كان أبانوخ يراقب الأمر بتوتر شديد .

فقالايزاك بحزم " هل تملك حق بالرفض ؟


ورد باران بحدة " الست أنت القائد هنا , امتلأت تميمتي بالفعل , وأنت بالكاد تصل خاصتك للنصف ".

زمجر ايزاك بغضب , وقاطعهم أبانوخ هل من الضروري أن يكون عفريتا ماذا عني ؟

وقد كانت هذه المرة الأول الذي يعرض فيها جني نفسه كخادم للسحر , كانت تلك هي المرة الأولى .

ذلك العرض ساعد على امتصاص الغضب فلم يكن هناك متسع في لدى باقي الخدم وأضافه تعويده فوق الحد قد تنهي حياتهم وعندما يموت أحدهم على ايزاك أن يبحث عن البديل , الأمر ليس سهلا لقلة من يتم نفيهم الى عالم البشر بالأساس , وقد تعثر عليهم البيوت الاخرى فيخدمون لديها .

كان على أبانوخ بعد كتابة كلمات السحر ان يذهب حينها الى الفتاه , ليمسها بيديه , عندها ستعلق رائحته , رائحة يشمها فقط عشيقها كم نصت التعويذة .

ولم يكن غرض ابانوخ من هذا العرض الا لجعل باران في صفه حتى يكتشف فيما يخطط .    

أبانوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن