الفصل الحادي عشر.

324 14 3
                                    


أجابني جني خمنت أن يكون عمره قريب التسعة مئة عام , فقد كان كبيرا ولم يكن جلده يوحي بالشباب , كان هزيلا بشكل كبير جدا , كان جسده يتصبب عرقا .

فاستغليت عدم وجودهم بطرح اسئلتي وسألت اذا ما هذا المكان ؟

أنه غرفه لممارسة السحر يا صغير .

فاندفعت في أسالتي " أوليس ممارسة السحر محضورة ؟

-اذا لماذا أنت هنا؟ السبب الوحيد الدي سيجعلك هنا هو ممارستك للمحظور ايها الصغير .

-لكني لم أمارس المحظور كل مافي الأمر هو أني دافعت عن حقي .

- لم أقابل بعد جنيا يقر بجرمه , الجميع يعتقد بوجود تبريرات لأفعاله , لا أحد يرى نفسه مخطأ

سقطت عيني أبانوخ الى العظام لتقول هل هي حقا تعود الى جن أخرون ؟

- بالفعل أنها كذلك .

- اذا الخروج من هنا مستحيل ؟ ماذا لو لم ارغب بالبقاء هنا ؟

- لست من تختار مصيرك , مصيرك لم يعد بيدك , عليك فقط الطاعة , حتى تحدث معجزه تحررك من هنا

فقاطعنا جنيا أخر كان يجلس بالجهة المقابلة , توقف أنك تبيع الوهم , معجزه ؟ أني اسمع عن المعاجز ولا أراها .

فغضب وقال بل حدثت معجزه , لقد أستطاع ليمان الهرب من هنا .

وهل تقارن نفسك بعفريت كليمان ! لقد كان ذكيا للنجاة من هنا , أن يفوقنا بمراحل , يكفي أنه عفريت , بينما نحن مجرد جن وضيعون .

فقلت هل كان ليمان هنا ؟ فقال وهل تعرفه ؟

نعم لقد قابلته منذ عدة أيام , وربما أسابيع فلا أعرف كم يوم مرى هنا , او ربما بضع سويعات .

فقال الأخر أرايت حتى أنه لم يبتعد فهو يعلم أن حتى أيزاك وبقدراته لن يستطيع العثور عليه , اذا أردت أن تحدث لك معجزه كان عليك أن تولد كعفريت .

فقلت بنفسي بل كغول , لم يعلم أحد منهم أنه لم يكن بعفريت , فقد مرت أكثر من خمس مئة عام وقبل أن اولد على حرب الغيلان , سمعت حينها أنها حرب على مصادر الغداء , ولم ترغب الغيلان في مساعدة الشياطين والعفاريت لذلك أتحدى الأثنان ليخوضوا حربا معها وانتهى الأمر بكون الغيلان هي مصدر الغداء الأول لهم , تقول أمي أنه كان منظرا مهيبا فانتشرت الدماء في الجبال والأودية وجميع المسطحات , حتى أن العفاريت والشياطين سئمت طعم لحوم الغيلان , وقطعت أجساد الغيلان الى اشلاء , وقلعت أعينهم ورمت في نهر سمي بعدها بنهر الغيلان .

عزفت حينها الجن عن شرب الماء في ذلك النهر , فكيف يستطيع أحدهم شرب ماء بطعم سفك الدماء , وجود غول هنا هو ما يثير الدهشة فقد قاموا بسفك دماء أخر شخص منهم , سمع ضحكه في جميع الأنحاء , كان مستسلما للموت لكنه فضل الضحك عوضا عن الصياح او البكاء .

من ولد بعد هذه الأعوام لن يعرف كيف يستطيع التعامل مع الغيلان او لنقل كيف يتوقع أحدهم بقاء أخر غول , فالشياطين والعفاريت قد فتشت كل مكان وجابت جميع الأراضي بحثا ,لم يستطع أحدهم كشف تنكره بعد سنوات ولا أعرف كم عاما عاش وكم يبلغ عمره كل ما أنا موقن أنه يتجاوز الخمس مئة عام .

عم الصمت مره أخر , وأخد يمسح ويمسح تصبب العرق من على جبينه الواسع , فقلت بسخريه هل تسبب لك خمس شمعات وضعت على طاولة كل هذا العرق .

بل أني أخدم سحرا وضع بداخل تنور صنع من طين وأشعل به نار. 

أبانوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن