الفصل الثالث .

1.2K 41 10
                                    

سمعنا صوت ضجيج بالخارج , أصوات صراخ , سألتني والدتي أن اخرج لأتفقد الأمر وهذا ما فعلت, خرجت لأرى حربا بدأت دون أن نعلم , بدأها مجموعه عفاريت ضالة جاءت لسرقه سكان الوادي , بعدها بدقائق فقط سمعنا صوت قرع الأجراس المعلقة بجانب كل كوخ في الوادي .

هرعت بخوف شديد الى الداخل , كان والدتي قد سمعت صوت الأجراس وكذلك سيدتنا , كانت الغرض الأول من هذا الأجراس هو أنباء الجميع بالهرب , وبصوت يرتجف سألت والدتي عن ماذا نفعل , فخرجت بدورها الى الكوخ المجاور الدي كان يبعد مسافه عشر أقدام وعندما وصلت أمي كان الكوخ فارغا فركضت الى الكوخ المجاور اليه وكان فارغا كذلك , لقد أدركت حينها أن الجيران كانُ على علم بقدوم عفاريت ضالة الى الوادي لكنهم هربُ دون أخبارنا .عادت أمي ادراجها وبعد بضع دقائق قررنا الهرب قبل أن يصلُ لنا ,لذلك بخوف واضطراب شديد تماسكنا لنجمع بعض الملابس والأغطية وبعض الماء , واتفقنا على أن تتوسطنا سيدتنا لأن الوسط كان أكثر أماننا وأخدت أتساءل لماذا لا تستخدم قوتها ؟ عوضا عن قطع كل هذا الطريق ؟

على كلاً أتفقنا على الهرب الى الوادي المجاور وكنا جميعا لم نغادر الوادي الأزرق منذ ولادتنا فكنا لا نعرف ماذا بعد الوادي ,وتوقفنا في الليل حتى ننام حينها لاحت لي فكرة الهرب , ونترك السيدة خلفنا , أنها فرصة لن تتكرر على الأطلاق .

لكنها كانت فكرة لم أجرئ على تطبيقها , قضينا يومان وليله نحملها نتناوب أنا وأمي على حملها فوق ظهورنا حتى نصل الى الوادي الأخر.

وبدأت معالم الوادي الأخر على الظهور , أكواخ حمراء تمتلك مآذن يضخ منها النار, لقد أضعنا الطريق وقادتنا أرجلنا , فاتسعت عيني وضاقت البؤبؤ من شدة الخوف, أنتصب البروز الموجودة في ساقاي ووجهي , ألتفت الى أمي لأخبرها ولساني يتلعثم "أم ي..أمي " هل نحن في وادي الشياطين ؟ وقفت والدتي مذهولة مصعوقة , ألتفت نحو سيدتنا لتستشيرها , لكن لم يكن أحد هنا , فجأة اختفت , فقلت في غضب شديد " يبدو أنها قادرة على استخدام قوتها مع ذلك أجهدتنا في حملها وعند أول خطر ها هي تهرب ".

لو أن الجن أحرار لاستطعنا الخروج من هذا المأزق , وبدأت اسأل نفسي كيف نعود ؟ فمن خلفنا عفاريت ضالة تأكل الأخضر واليابس وحتى بني جنسها , لن ترحمنا فنحن جن ,ومن أمامنا وادي الشياطين .

لن نستطيع العبور دون أن يلاحظنا أحد, تحركت أمي سريعا نحو الحقيبة التي كانت تحملها وفتحتها وقلبتها رأسا على عقب , فسألتها عما تفعل فأخبرتني:-

- علينا العثور على طريقة للنجاة يا برجلجوت وكان صوتها مليء بالاضطراب , لن نموت هكذا .

- فجثوت على ركبتي وبقلق شديد سألتها عن ماذا نبحث يا أمي

- نحن نبحث عن غطاء نغطي في وجهنا حتى لا يتعرف علينا أحد في الوادي

أخدت يدي ويد والدتي نفتش بين الملابس والاغطية التي كانت تخص سيدتنا , حتى عثرنا على عدة رداءة بهم أغطية للرأس , حتى لبسناها , وخطونا خطوتنا الأولى في وادي الشياطين.

ولم تنطق سوا هذه الكلمة حتى رفعت رأسها نحو السماء لتقول , لقد غربت الشمس في عالم البشر , لم أكن أعرف أن قصتي أخدت النهار كله رغم أني لم أحكي سو القليل , كانت تعلو نبرة صوتها الحزن , فحاول أبانوخ تلطيف الجو قائلا :اذا اسمك برجلجوت ؟ ماذا يعني

- أنه يعني الضوء , ماذا عنك؟

- علت وجهه أبتسامه بلهاء أظهرت أنيابه وتدلت زوائد جلديه كانت تتوسط كلتا خديه , اسمي أبانوخ .

- يالله من أسم قوي لجني جبان .

وأستطردت قائله اذا أبانوخ علينا التوقف هنا , فكما تعلم اني أجد صعوبة بالرؤية بعين واحدة , كما أني عطشة ولا يوجد مصدر للماء هنا أو حتى بشري أتسول الماء منه

دعنا نستريح .

-اذا ماذا عن قصتك أني اريد معرفة النهاية

أبانوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن