وحدها العفاريت تستطيع معرفة طريق الخروج , فالوهم لا يتغلب عليها .
لقد عاش الجن مع الأوهام وحتى عمري هذا لم أستطع التخلص من الأفكار المغروسة في عقلي فحتى لو فكرت بقطعها مازالت جدورها بداخلي .
حاول المئات قبلك الهرب ولم يستطع أحد لأنهم ببساطه يعتقدون بضعهم .
أما انا فقد بقيت هنا خمس مئة عام , كنت يافعا عندما جئت هنا , قد ارتكبت العديد من الاخطاء لكن حكم أرسالي الى هنا ليس عدلا .
وهزا يديه " أقترب نحوي أيها الصغير , فلتعرني أدنيك "
فأقترب أبانوخ ليسمع هل أعلمك طريق للخروج من هنا ؟ , وبحماس شديد همس أبانوخ وكيف ذلك ؟.
ألم تلاحظ شيئا من شجار العفاريت منذ قليل , فأجاب أبانوخ بالنفي .
فقال سورفان بإحباط لن ألومك فأنت صغير جدا , كم تبلغ من العمر؟
"مئة عام وخمس أعوام "
اذا أردت العيش أكثر من ذلك , عليك أن تختار وبحكمه أي عفريت عليك أن تختار صفه
أن استطعت أن تكون في صف أحد الخمسة المتواجدون هنا , ستعيش أكثر وقد تجد طريقه للهروب من هنا .
كما ترى أنهما ليسُ على وافق , أقصد أيزاك وباران .
قد يكون أيزاك القائد هنا , لكنه القادة لا شيء دون أتباع , الاتباع من يصنعون من القادة قادة .
بعد ان يتواجد ايزاك في الغرفة مجددا ستجد أن باران سيحاول أن يسترضيه , أليس على الجميع السؤال لماذا ؟ لماذا يفعل باران هذا ؟.
قد لا تعرفه جيدا لأنك جديد هنا , لكن باران ليس من هذا النوع من العفاريت , أني موقن أنه يخطط لشيء أخر والجميع يعلم ذلك , أنه غاضب وبشدة بعد هرب ليمان , وهمس أكثر في كلامة لقد كانا يخططان بالهرب معا لكن ليمان قام بخيانته لذلك هو يشتط غضبا كثيرا هذه الأيام .
"كم بقي ليمان هنا ؟ "
أنه بقي فقط شهران , لم يفعلها أحد سواه , يبقى الاخرون هنا حتى يموتون أو يتم قتلهم .
وما أن سمعت هذه الكلمات مجددا حتى شعرت بانكماش جلدي .
"اذا ماذا علي أن افعل "
لو كنت يافعا يا أبانوخ لاخترت أن ابقى في جانب باران , فلتختار من يخطط , ليس عليك اختيار من يتقبل الواقع كما هو , مثلي أنا , مهما فعلت وحتى لو هربت أني قد ارتبطت بهذه التعويذة .
"اذا ماذا عن العفاريت الأخرى ؟ , يستخدم العفاريت الجن للتضحية والأعمال الشاقة , أيزاك يريد العودة والانتقام , لماذا باقي العفاريت عالقة هنا ؟ أليسُ متساويين " ؟
"هذا سؤال جيد أبانوخ , لكني سأترك للأيام أن تجيبك على هذا السؤال "
خطت أقدام باران المدينة بسرعة تعادل سرعة الضوء , كان الوقت مساءا وكان يعتاد على أن يجوب المدينة ليلا كل يوم على أمل العثور على ليمان , لم ينسى باران الاتفاق الذي كان بينهما , ومازال يأمل بكونه ساريا , يخيل الى أحدهم من بعيد برؤيته أنه أنسي وما أن يدقق النظر حتى يكتشف أن هذا المخلوق ليس الا عفريتا , كأي عفريت من مستوى عادي , يمتلك باران قرنا واحدا في مقدمة رأسه , عينه كعين قطة , أما جلده فقد أكتسب اللون الرمادي , كان طولة يتجاوز المتران , كان باران يعلم مسبقا أن ليمان لا ينشط الا في المساء , وعبر حاسة الشم الدي كان يمتاز بها , يحاول العثور عليه , لكن منخاره لا يلتقط سوى رائحة الخبز مندلك التنور , يتعمق في الشم فلا تقودها أقدامه الا للتنور , فيقف خارج يتأمل التنور ويجد أنسيا يصنع الخبز , ولأن الرجل ليس قادرا على الرؤية فالدماء تغطي جدران ذلك التنور , يستمر بوضع العجين فتختلط أصابعه بالدماء دون أن يدرك .
أخبره ليمان سابقا أنه سمع من شيطان كان أحد أعوان ياما , الذي كان متواجد في الغرفة سابقا وخدم فيها مئات الأعوام , أن هذه الغرفة ليست قائمة الأ بسبب تواجد هذه التعويذة .
وما أن يتخلص منها أحدهم حتى يضع حدا لكل شيء , لكن الأمر ليس بذلك السهولة , فلا يمكن أن تطئي يدي جني أو عفريت تعويده سحر أسود , على من قام بها فكها , أي أن ياما وحده يستطيع انهائها , مغادرة عالم البشر ليس سهلا , ومضت مئتان عاما قضها باران هنا .
رفع دراعه ليتفقد عدد التعويذات التي يقوم بخدمتها , ليست واحده او اثنتان , لقد تجاوزت المئتان والسبع تسعون تعويده , وما أن يصل العدد الى ثلاث مئة لن يستطيع مطلقا المغادرة سيعلق هنا الى الأبد.
أخبره ليمان الذي لم يمتلك حتى تميمة على دراعية ان هناك سبيل , لكن أنتهى الأمر بهروب ليمان .
وقال في صوت يملئه الحزن " حتى متى ؟ "
أنت تقرأ
أبانوخ
Fantasíaأبانوخ جني صغير , كان قد أرتكب جريمة عقابها النفي الى عالم البشر وعندما كان يقضي عقوبته في عالم البشر , عم الجفاف عالمه, فأستولت بعض الشياطين على جميع الطعام وأتفقت العفاريت والشياطين على أستخدام الجن كطعام . في هذه القصة يحاول أبانوخ العودة الى ع...