الجزء الرابع والعشرون.

178 13 0
                                    


شهق أبانوخ من شدة الخوف و وضع يده على فمه ليوقف الصوت من الخروج, كان موقنا أن جسده خرج من الغرفة لكنه لم يبرح مكانه أطلاقا .

كان التفسير الوحيد الدي يملكه هو انه كان يحلم , وتذكر أنه لم ينم منذ مجيئه وأنه نسى بالفعل كيف ينام , وأخد يتساءل كيف لمخلوق أن ينسى كيف ينام ؟ ليس بشيء ينسى , أنها فطرة طبيعية وأنه لا حاجة الى أي شخص أن يتذكر كيف ينام , فالجسد بنفسة لا يحتاج الى أن يديره أحدهم للنوم .

ثم تذكر التميمة وهي تأكل ساقة فتفقدها ولا أثر , كان الحلم واقعيا للدرجة التي مازال يستشعر فيها أبانوخ ارتطام حبات المطر بالأرضية وخروج البخار من تلك العفريته والرعب الدي راه في عيني كل أنسية تراه , ثم شعر صوت أقدام تحتك بالأرض قادم من الأدراج , حتى وصل صاحبة لداخل الغرفة كان باران يجر قدمية ثم أستقر بوسط الغرفة حتى تربع في وسطها .

ثم قدم الأخرون , وبشكل ما لا حظ أن باران كان يبدو عاديا جدا بالنسبة للأخرين واذا أردنا وضع المراتب فأيزاك سيترأسها وسننتهي عند باران بالنسبة للعفاريت .

وتذكر حينها كلمات الشيطان بخصوص التنور وانه تم اختياره ليكون التضحية القادمة وبعدها سيكون عفريت من بين العفاريت الموجودين في الغرفة كان باران خيار ممتاز .

عندها حاول أبانوخ التقصي وراء ذلك المنام , فبدأ حديثه بالقول "سورفان " أتعلم اليوم رأيت منام غريب , فأستعجب سورفان وألتفت اليه "كيف لك أن تنام ؟ "

فأكد أبانوخ أنه رأى منام وصف حينها تلك الغرفة المتهالكة الدي كانت أبوابها مشرعة وصف خوف المرأة وكأن مقلتها ستخرج من عينيها , وتلك الفتاه القابعة في مكان يحيط به البياض ممدة على السرير ومن ثم وصف الشيطان " كانت أمراه ترتدي لباس أبيض تقنع الفتاة بتناول حبة مع ماء " لاحظت حينها أنه لم يكن سوى شيطان , ثم أحتضن أبانوخ نفسه "قال لي أني صغير على أن اكون اضحية , وسأكون أنا اخر جني يتم التضحية به ومن بعدي سيتم اختيار عفريت " وأراد أبانوخ بهذه الكلمات أن يمسك طرف الخيط من باران الدي سمع الكلمات بلا مبالة .

ولم يعرف سورفان ماذا يقول بعد أن سأله أبانوخ أن كان مجرد حلم عابث أو حقيقه مؤكدة.


***

كان الجو ربيعا ,خشت تلك العجوز الكهلة على نفسها من المرض ولم يعد جسدها يقوى ذلك كانت تسير بظهر منحني وبخصلات شعيرات بيضاء كانت قد سرحت شعرها للخلف , فاختارت وشاحا أحمر صوفي تغطي فيها عنقها , كانت تمسك كيس شفاف فيه بعض السمك السردين الحي الذي يتواجد في مساحه ضيقة بداخل ذلك الكيس كان عددهم خمس سمكات ولم يكن الغرض منهم هو الأكل , بل أنه كانت دائما ما تجد وسيلة لتجعل تعويذاتها أكثر إمتاعا.

أبانوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن