الفصل الرابع .

885 29 5
                                    




جلسا في ظلام دامس , لكن كانا يستطيع كل منهما رؤية الأخر , نظرت برجلجوت بعين واحدة نحو النجوم التي كانت تغطي السماء , قالت نملك نحن والبشر نفس السماء لكن سماء البشر مختلفة كما تعلم , ليس الأمر وكأنها افضل لكنِ أنظر لها الأن وأنا حرة نفسي .

يبلغ عمري خمس مئة عام عشت منها مئة عام مملوكة , قضيت الكثير في عالم البشر لدرجة التي أستطيع تذبر نفسي في أماكن لا عمران فيها , لكن بالنسبة لك الأمر مختلف لن تستطيع تذبر نفسك الأ في العمران , فتساءل أبانوخ عن السبب الذي جعلها تقول ذلك ؟

- هل هذا لأني جئت للتو؟

- الأمر أنه ..

ولم تستطع ان تكمل الرد حتى سمعت صوتا قائلا لا تخبريه لن يكون الأمر ممتعا

كانت برجلجوت وأبانوخ يجلسان جلسة القرصاء وما أن سمعا هذا الصوت حتى فزع كل منهما وانتصبا كل منهم وأخدت عينهم تفتش في الظلام بجانبهم وبالأعلى وبالتراب

فأكمل الصوت القول يا للعار أنتما جنيان مع ذلك خائفان

فقال أبانوخ : من هناك أظهر نفسك ؟

فقال الصوت لن يكون الأمر ممتعا أن ظهرت بهذا السهولة .

فقالت برجلجوت بانفعال: نحن لن نلعب معك فلتظهر نفسك ؟

فقال الصوت لقد أردت اللعب قليلا لكنكم مملان وأضف لذلك جبانان , اذا برجلجوت ماذا عن النظر بجانب قدميك اليسرى.

فقالت برجلجوت : أني لا أرى سو التراب .

بدأ حبات الرمال تتناثر متفرقه يمين وشمالا , ظهر جلد مخطط صغير دو مساحه كبيرة وعندما انتهت من التناثر خرجت أفعى من أسفل التراب , في وسط دهشة الاثنان .

حتى بدأ يأخذ شكله الحقيقي , تحول جلد الأفعى الأملس الى جلد أجعد وخرجت من جوانبها الأطراف وبمخالب شديدة الحدة , بدأ رأسها يزداد حجما وبأعلى رأسها خرج قرنا شديد الحدة يتوسط رأسها , أما لسانه فلم يتغير كان طويلا ودقيقا وبدأ يصدر صوت فحيح , ثم قال سمعت جميع ثرثرتكما فكما تعلمون يمكن للعفاريت ان يسمع على مسافه عشرة أيام .

قاطعته برجلجوت بخوف واضطراب من كيانه قائله : وماذا تريد منا ؟ أما أبانوخ فقد أضطرب مدعورا , فقال العفريت على رسلك يا صغيرتي لا أريد شيء , كل مافي الأمر انك قمتي بالدوس علي دون أن تعلمي بذلك , لكن لا تقلقي لن أحمل أي ضغينة .

هل لي أن اعرف بنفسي , أنا عفريت دو قرن واحد , ألقب بليمان . أنتم بالطبع تعرفون أن لن يرسل شخص الى عالم البشر الا وقد ارتكب جرما او خالف أحد القوانين الطبقية وأرتسمت على وجهة ابتسامة الفخر وهذا ما فعلت

فأندفع أبانوخ بالسؤال قائلا وماذا كان جرمك ؟ فأنبته برجلجوت بقولها " كيف بأمكانك سؤال عفريت هم ليس جديرون بالثقة "

فضحك ليمان قائلا : لم أعرف انكِ تمتلكِ منطق , بالفعل لا يمكنك الوثوق بعفريت , فالثقة كانت جرمي .

لقد كنت أعمل لدى شيطان يقطن في وادي الشياطين ولم يكن وادي الشياطين مخيفا كما صورته للجني الذي معك , سيكون الأمر مخيفا أن لم يتعرف عليك الشياطين , كان على قرني قد علقت عصابة رأس زرقاء مصنوعه من الجلد , كان الجلد يعود لعشيرة شياطين معروفة دو عرق نبيل . لم أعرف اسمة قط فكان الجميع ينادونه بالنبيل . كان الجلد الملتف حول قرني بمثابة كعلم السلام وأنني قد جئت لخدمة أحدهم في الوادي , بعد فترة طويلة أدركت أن الجلد لم يكن سو جلد سيدي فقد كان يغير جلدة كالأفاعي , لذلك أحببت الأفاعي , كنت أموله بالطعام عوضا أن يخرج هو وعائلته للبحث عنه , أحضر معي بعض لحوم الحيوانات والعظام وأحيانا أحضر معي بعض الفاكهة , أجلب كل يوم ما يطلبوه مني , تقوم الجنية التي تخدم العائلة بإعطائي فراشة نائمة وقنينة بها دماء , فما أن اصل للسوق في الوادي الأصفر حتى أخرج الفراشة من حقيبتي وأسكب عليها بعض الدماء فتستيقظ وتقودني الى أماكن الحاجيات .

فقاطعه أبانوخ : الوادي الأصفر , أنه الوادي التي أقطن به .

فيكمل العفريت الوادي الأصفر هو أكبر سوق في عالمنا كما تعلم والذهاب اليه يستحق العناء كما أني أقطع مسافة عشر ثوان للوصول الى هناك لأحمل الحاجيات وأجلبها طازجة الى وادي الشياطين.

أحمل الطعام الى التلة الكبيرة الواقعة هناك , فهناك يقع منزل سيدي , فأضع الطعام عند الباب وأطرق الأجراس فتخرج الجنية لإعطائي المال لقاء أتعابي .

حملت المال ومشيت الى خارج الوادي لانه حسب القوانين كان يحضر استخدامها فكنت أسير على قدمي وعندما قطعت مسافة طويلة لمحت جنية كانت قد تغطت برداء .

فقاطعته برجلجوت اذا كنت هناك في ذلك اليوم ؟

فضحك ليمان قائلا بالطبع فعلت , فأنا اذهب الى الوادي كل يوم , هل أخبرك ماذا حدث لسيدتك ؟ .

أبانوخحيث تعيش القصص. اكتشف الآن