استسلمت لتفكيري العميق كالعادة...و غرقت اكثر بين افكار عقلي الحائر...قد يعتقد من حولي ان الامر ابسط من كل ذلك...التفكير و الحيرة و غيرها ليس له داعي مع قرار بسيط كذلك...العمل او عدمه ليس كما تعتقدون
العمل شيء جيد للغاية هو سيظهر الكثير مني و يخرجني من روتيني الممل السقيم ذاك...و لكن من جهة اخرى هو سيعرضني للتعامل مع كثير من الناس و هذا ما اخشاه...الكثير من الناس تعني الكثير من القلق و التوتر و الغرابة
انا عاهدت ذاتي من قبل ان اعطيها فرصة لتحيا بشكل طبيعي...و لكن وجودي بين كثير من الاشخاص...هذا فقط كثير لاحتماله...عقلي يرفض الفكرة حتى و قلبي ينتفض لذكر كلمتي " كثير ، و ناس "...بالنسبة لشخص مثلي اعتاد على العيش وحيد...يعتبر التزاحم و الاماكن العامة عدوه اللدود
لكنني ايضا لن اضيع مزيد من الوقت في التفكير...بداية جديدة تعني تفكير اقل و التخلص من الصداع المصاحب للتفكير...انا سأتخذ تلك الخطوة...و ارجوا الا اهرب من هذا
ايام مرت على قراري ذاك...و لكن التردد لازال يلازمني عند فكرة الاتصال بالسيد ارثر و اخباره بقبولي لعرضه...اشعر بالموت يقترب مني و انا فقط اشاهد كيف يأخذ روحي بعيدا...ما انا عليه مؤلم بحق...كوني بهذا الضعف مؤلم بحق...وفكرة انني سأنتهي وحيدة مؤلمة بحق
و للمرة الاخيرة امسكت الهاتف بين اصابع يدي المرتجفة دون سبب ...و ضغطت زر الاتصال...رفعت الهاتف استمع لجرسه المتناغم مع دقات قلبي...يعزفان لحنا مرعبا بالنسبة لعقلي
- مرحبا انسة لي ، كيف حالك ؟
- بخير ، ماذا عنك ؟
- بخير
- انا موافقة على عرضك للعمل سيد ارثر ، متى يمكنني البدء ؟
- هذا جيد ، حسنا سأرسل لك العنوان الخاص بمقر الجريدة يمكنكِ المجيء غدا في التاسعة صباحا
- حسنا ، شكرا لك سيد ارثر
- لا بأس انسة لي ، وداعا
انهيت المكالمة و انزلت الهاتف اضعه على حافة الطاولة الخشبية امامي...نبرتي المهزوزة اثناء المحادثة هي ما كانت تقتلني حقا...لما كل هذا الخوف ؟!!
في صباح اليوم الموالي و تحديدا قبل الموعد المحدد بساعة كنت اقف امام مرآتي اضع العطر كلمسة اخيرة...يداي كانت ترتجف كما القشعريرة التي تسري بجسدي...كل هذا لمجرد التفكير في انه من اليوم سأقابل الكثير من البشر و علي الاختلاط بهم...على ان انافقهم كما يفعلون تماما...مجاملة هنا و اخرى هناك دون سبب واضح...و هذا حقا يشعرني بالاشمئزاز من نفسي...على ان ارتب كلماتي قبل ان اخرجها...لا يجب ان اخطئ
![](https://img.wattpad.com/cover/158008172-288-k634632.jpg)
أنت تقرأ
Lazy Touches || لمسات كسولة
Randomلمسات قلمي على الورقة ليست سوى لمسات كسولة ! ـ بدأت 12 أكتوبر 2018 -انتهت 23 إبريل 2019 #1 رسم ~ في تاريخ 6/2/2022