Chapter 2 : عمل

55 9 0
                                    


"عزيزتي " هي عبارة عن يد تلاحق فراشة سوداء و يد تمسك الاخرى تمنعها من الوصول للفراشة...لا اعلم عن مضمونها كثيرا...لا اعلم ان كنت الفراشة ام اليد الملاحقة لها ام اليد المانعة...ربما انا لست اى من كل هؤلاء...لكنني فقط اعجبت بالمحتوى كثييرا مما جعلني القبها بـ " عزيزتي "

رغم وحدتي الفريدة...الا ان كوني بين حشود من البشر او حتى قليل منهم يشكل ضغطا كبيرا على ...يجعلني اريد الهرب بشدة...لكن ليس دائما !

رن الهاتف بجانبي يخرجني مجددا من افكاري...رقم آخر مجهول...و كيف سيكون غير ذلك...قبلت المكالمة و رفعت الهاتف اضعه على اذني

- مرحبا

- مرحبا انستي انه انا مارك ارثر

- اوه سيد ارثر ، هل يمكنني معرفة سبب اتصالك ؟!

- يؤسفني قول ذلك و لكن عند مغادرتك اتاني اتصال هاتفي من ادارة المعرض الوطني للفنون و اخبروني بأن حريق قد نشب بالمعرض و الكثير من اللوحات تضررت في ذلك و من ضمنها بعض لوحاتك ، ارجوا مجيئك

- هل اللوحة التى اردت انت شراءها تضررت ؟

- لست متأكد ، يمكنكِ المجيء و التأكد بنفسك آنسة لي ، وداعا

ابعدت الهاتف و نظرت له بشرود و بعض من الاحباط...ان كانت اللوحة متضررة هل سأحزن ؟!...لا اعلم...لكنني لا استطيع رسم لوحة مرتان...ليس لكوني لا اريد ذلك...انا فقط عاجزة عن فعل ذلك...

"عزيزتي " كانت نقطة بيضاء اعجبتني و جذبني ضوئها في طريقي المعتم...و ان تلطخت تلك النقطة بالاسود كما بقية الطريق...فلا اعتقد انني سأحزن...سأعثر على نقطة اخرى...ربما !

ذهابي للمعرض الان لن يغير شيئا...ان كانت اللوحة بخير فستظل كذلك...و ان لم تكن فلن استطيع فعل شيء...اشعر بالارهاق...و لن اتعب نفسي اكثر في الذهاب للمعرض...نظرت بتمعن لفرشاتي الملطخة و القيتها بإهمال على الارضية الباردة...استقمت و بخطوات بطيئة مملة خطوت لغرفتي بينما انزع دبوس شعري اجعله ينسدل بحرية

دخلت الغرفة و حركت الستائر عن الشرفة لينيرها القمر بضوءه الساطع...و علي طرف الفراش جلست اتأمل السماء المعتمة بقمرها الكئيب و نجومها الخافتة لبرهة...ثم بهدوء كهدوء ليلتي اغمضت عيني استمتع بصوت الصمت بينما اتمدد ببطيء...و بعدها بثوانِ غرقت بظلام آخر...ظلام حيث كل امنياتي تتحقق فيه

في اليوم التالي استيقظت على منبهي الخاص المزعج " سطوع الشمس "...فتحت عيناى بإنزعاج ثم نهضت بتذمر...روتيني اليومي انتهى و بدأ يومي بكوب قهوة داكنة ذات رائحة ذكية مع شطيرة شوكلا...سحبت كوبي و شطيرتي و صعدت للاعلى القي نظرة...فوضي !...اللوحات مبعثرة بجمع اركان الطابق...و ان نظرت للحديقة الامامية للمنزل انت حقا ستعتقد ان المنزل مهجور منذ زمن

Lazy Touches || لمسات كسولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن