سوداء !بفرشاة و ورقة رسمت شيئا يعتبر نقيض حياتي البائسة " الامل "...رسمته رقيقا بشغف كبير...اردت ان يصبح حقيقة حية...كضوء في نهاية الممر المظلم...تمنيت حتى ان تصبح رسمتي كمصعد ينتشلني من وسط عتمة حياتي...حتى و ان كان مصعد الجحيم...حيث النار تلتهم كل ما حوله كما تخيلت تماما
نظرت لرسمتي الباهتة بإبتسامة مشابهة لبهتانها...و لاني عاجزة عن صنع كلماتي فعيناى ترجمتها بطريقتها الخاصة...شعور خانق اجتاح كياني...اهذا ما يسمي الوحدة ؟!..ام هو فراغ داخلي...اشعر بقلبي ينقبض لرؤية لوحاتي البالية مكتنزة بزاوية الغرفة...و ربما هي ايضا تشعر بذات الاختناق...نعم انها من صنعي...لذا يجب ان تعبر عما اشعر
روحي تتخبط في ظلامها ولا مخرج ...ايجب علي الموت كوني بلا اهمية ؟...بلا شعور...لا بل بلا حياة !!...جففت دموعي بكم قميصي الصيفي بقوة اريد الاكتفاء فقط...و لكنها تستمر بعصياني...انا حقا اود الاكتفاء من كل شيء لكن... سأتمسك بحياتي ليوم آخر ربما يتغير شيئا
شعرت بإهتزاز هاتفي...شيئا آخر يخبرني بوجودي في هذه الحياة !...رفعت اناملي بينما مسحت دموعي للمرة الاخيرة...هي تشوش مجال رؤيتي...امسكت هاتفي و نظرت للمتصل...رقم مجهول !!
و هل سيشكل فارقا ؟!...اجبت
- مرحبا
- مرحبا آنستي ، لي ران معي اليس كذلك ؟
- نعم سيدي انا هي
- انا السيد مارك ارثر ،اردت شراء احدى لوحاتك من المعرض الوطني لكنهم رفضوا بيعها و قالوا لي انك ترفضين بيعها لذا ان سمحتي لي اريد مقابلتك شخصيا
- حسنا فهمت سيد مارك ، الساعة السادسة بمقهي " ميلانو " اليوم يناسبك ؟
- نعم يناسبي كثيرا ، شكرا لك انستي اراك لاحقا
رفعت الهاتف عن اذني و ابتسمت بسخرية...منذ ما يقارب الثلاث شهور عرضت لوحاتي بالمعرض الوطني و الان فقط يأتي شخصا ليشتري احداها ...ليس هذا فقط لا بل ايضا يريد شراء " عزيزتي "...انا لن ابيعها مهما قدم لي من عروض...بالتأكيد لن افعل...لكنني اعطي نفسي فرصة للخروج و التعرف على اشخاص جدد قبل ان اتعفن هنا !
يوما بعد يوم فقعتي البائسة تصبح اكبر...الا يمتلك احدكم دبوسا فقط !!!
نظرت لساعة الحائط البيضاء كـ لون الجدار خلفها...انها الثالثة...في العادة هذا لن يشكل فارقا و لكن الان انا لدى موعد عند السادسة...نظرت للوحتى و مررت نظري ليداي الملطخة بالالوان...لما على كل شيء حولي ان يكون بلا لون رغم تشبعه بالالوان الزاهية...عيناى لم تعد ترى سوى الاسود و الابيض و ربما الرمادي ايضا...اين ذهبت الوان الحياة !!
![](https://img.wattpad.com/cover/158008172-288-k634632.jpg)
أنت تقرأ
Lazy Touches || لمسات كسولة
Acakلمسات قلمي على الورقة ليست سوى لمسات كسولة ! ـ بدأت 12 أكتوبر 2018 -انتهت 23 إبريل 2019 #1 رسم ~ في تاريخ 6/2/2022